سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لندن تسعى الى تهدئة المخاوف بسبب أخطاء الحرب ... وملا عمر يعتبر انها لم تبدأ بعد . القصف الأميركي يودي بعشرات المدنيين في كابول ومناطق المعارضة ومعارك عنيفة شمال أفغانستان و"التحالف" يحاصر بلدة استراتيجية
} تميز ختام السبوع الثالث من الحملة العسكرية على افغانستان بسقوط خسائر فادحة بين المدنيين، مما احرج واشنطنولندن، خصوصاً ان استراتيجيتهما العسكرية بدأت تظهر بوادر فشل، مع بدء فصل الشتاء القارس الذي يستحيل خلاله تنفيذ عمليات نوعية. وفيما تفاوتت التقارير عن عدد ضحايا قصف كابول، وان اجمعت على مقتل عشرة مدنيين على الأقل بينهم ثمانية اطفال، وسعت واشنطن دائرة القصف واستهدفت للمرة الاولى مواقع ل"طالبان" على الجبهة الشمالية - الشرقية قرب طاجيكستان، دعماً للمعارضة التي اعلنت احدى فصائلها محاصرة بلدة رئىسة. ومع سعي لندن الى تبديد الشكوك في شأن الحرب ضد الارهاب. اعلن زعيم "طالبان" ملا محمد عمر ان المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، متوعداً الاميركيين بدرس لن ينسوه. كابول، دوشانبي، اسلام آباد، لندن - "الحياة"، أ ب، رويترز، أ ف ب - دكت طائرات حربية أميركية مواقع حركة "طالبان" في محيط العاصمة كابول أمس. وأسفر القصف عن مقتل عشرة اشخاص على الاقل، بينهم ثمانية اطفال، في حي سكني شعبي، مما اثار غضب الاهالي الذين يعتبرون انه "لا يوجد ما يستحق القصف" في هذه المنطقة. واصاب الصاروخ نحو السابعة بالتوقيت المحلي 30،1 توقيت غرينيتش حي شار قلعة في أعلى هضبة قرب وسط العاصمة الافغانية، مدمرًا ثلاثة منازل من الطين. وتفاوتت المعلومات عن الحصيلة الدقيقة للضحايا. وكان شهود أفادوا ان أحد عشر مدنياً على الاقل، بينهم ثمانية أطفال، قتلوا بالقصف. بينما اعلنت قناة "الجزيرة" القطرية، نقلاً عن أطباء ايطاليين، ان القتلى 61 شخصاً على الاقل، بينهم تسعة أطفال، وبثت صوراً حية للضحايا من دون أن تستبعد إمكان العثور على جثث أخرى تحت الانقاض. ونقلت، بحسب الصور التي بثها المحطة، ست جثث الى أحد المساجد المجاورة لمكان القصف، ولا تزال ثلاث جثث أخرى تحت الانقاض يعمل عدد من المدنيين على انتشالها. وعاين مراسل وكالة "فرانس برس" جثثاً مشوهة، وجثة ممزقة فصل رأسها. وهرع أقرباء الضحايا وجيرانهم ليغطوا أشلاء الجثث بالقماش قبل نقلها الى المسجد. وقتل ثمانية أشخاص من عائلة واحدة في القصف، وهم الأب غول أحمد والأم وستة أطفال، ثلاث فتيات وثلاثة فتيان إحداهن عمرها 18 شهراً. وحده جواد 16 عاماً من أفراد العائلة نجا من القصف ونقل الى المستشفى وهرعت شقيقته المقيمة في منزل آخر الى المكان، وراحت تصرخ وهي تنتحب: "لقد خسرنا كل شيء ، أميركا الملعونة تقتل عائلاتنا، لقد قتلوا والدي ووالدتي وأشقائي وشقيقاتي". وكانت وزارة الدفاع الاميركية أقرت الجمعة الماضي بأن طائراتها قصفت خطأ مستودعات تستعملها اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي ومنطقة سكنية قربها. وأقر البنتاغون في 13 تشرين الاول بأن قذيفة موجهة أطلقتها طائرة فوق أفغانستان، أخطأت هدفها وأصابت منطقة آهلة بالسكان في كابول. وألقت الطائرات الاميركية قنبلة على بلدة قانيخل قرب خط الجبهة في إقليم كابيسا على بعد نحو 80 كيلومترًا شمال شرقي كابول، بحسب ما أفاد سعيد علام 37 عاماً وهو قريب الضحية. وأسفر الانفجار عن تدمير منزلين في شكل شبه كامل، وقتل الشابة كوكو غول 23 عاماً بحسب ما روت قريبتها حليمة 19 عاماً التي كانت موجودة أثناء القصف في أحد المنزلين. وروت الشابة: "كنا نعمل عندما سمعنا دويا هائلا ووجدنا انفسنا تحت الركام". وقال علام ان الجرحى السبعة نقلوا الى مستشفى بانجشير شمالا. وتحدث سائق سيارة اسعاف عن وقوع عشرة قتلى، في حين أعلن مسؤول في وزارة خارجية "تحالف الشمال" ان القرية التي استهدفت بالقصف هي خان اقاها قرب قانيخل، الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات من خط الجبهة. الى ذلك، أعلن حرس الحدود الروس المنتشرون على طول الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان أن معارك عنيفة دارت ليل السبت - الاحد بين قوات "طالبان" وقوات التحالف في منطقة قندز قرب مدينة مزار الشريف الاستراتيجية الخاضعة ل"طالبان". من جهتها نقلت وكالة "إيتار-تاس" عن مسؤولين في التحالف الشمالي قولهم في دوشانبه إن قوات المعارضة حشدت قوات حول مزار الشريف، وهي تأمل بالسيطرة عليها قريباً. وسجل حرس الحدود الروس وقوع تبادل لاطلاق النار في منطقة بادخشان الواقعة أيضًا شمال أفغانستان شرق مزار الشريف بين قوات طالبان وقوات المعارضة الشمالية. وأفاد مراسل "فرانس برس" أن موقعًا لطالبان على مقربة من بلدة الخانون شمال شرقي أفغانستان قرب الحدود مع طاجيكستان، قصف جوًا للمرة الاولى أمس. وأوضح المراسل أن طائرة ألقت قنبلة على موقع ل"طالبان" يقع قبالة الخطوط الامامية للتحالف. وكانت طائرات أخرى حلقت على ارتفاع عالٍ فوق المنطقة قبل دقائق من القصف. ويوجد الموقع الذي قصف وارتفعت منه سحابة من الدخان الاسود خارج القرى ولكن في منطقة عسكرية تخضع لسيطرة "طالبان". وأعلنت قوات موالية للقائد اسماعيل خان المعارض أنها طوقت بلدة قلعة ناو شمال غربي افغانستان، والواقعة على خط امداد رئيسي للعاصمة الافغانية كابول. وسيطر خان الحاكم السابق لمقاطعة هيرات الشمالية على اراضٍ شمال غربي افغانستان. وقال الناطق باسمه سيد ناصر أحمد علوي: "إن معارك عنيفة تدور الآن في محيط قلعة ناو وعلى بعد كيلومترين من مركز البلدة. تهديدات ملا عمر في موازاة ذلك، أعلن زعيم "طالبان" ملا محمد عمر في مقابلة معه نشرتها صحيفة "اليوم" الجزائرية أمس أن "المعركة الحقيقية" في أفغانستان لم تبدأ بعد بسبب "تفوق الولاياتالمتحدة التكنولوجي"، متعهداً "تلقين الاميركيين درسًا أشد مرارة من الذي لقيه الروس". وقال: "لن نرحب بهم الاميركيون بالورود". ولقى الجيش السوفياتي أكبر هزيمة في تاريخه في أفغانستان حيث حارب من عام 1979 الى 1989. ونفى ملا عمر مقتل أو اصابة أعضاء من عائلته أو قادة في حركته في الضربات الاميركية، مؤكداً في الوقت نفسه اصابة منزله. وقال: "قصفوا منزلي ولكن أفراد أسرتي بخير، وأتحدى ذكر اسم قائد واحد أصيب لاثبت أنه لا يزال يقوم بواجبه". وفي ما يتعلق بأسامة بن لادن طلب ملا عمر "أن تقدم لنا واشنطن أدلة تثبت تورطه" في هذه الاعتداءات. وأضاف: "نحن مستعدون لمحاكمة بن لادن داخل افغانستان أو في ثلاث دول عربية بحضور مراقبين من منظمة المؤتمر الاسلامي والدول الغربية"، من دون أن يحدد أسماء الدول العربية الثلاث. توني بلير وفي لندن، قالت ناطقة باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس إنه سيحث مواطنيه هذا الاسبوع على ضبط النفس، بعد سلسلة من الانتكاسات للحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد أسامة بن لادن و"طالبان". وأضافت أن بلير سيحاول طمأنة الرأي العام الى أن بريطانيا كانت على حق في مساندة الضربات التي تشنها واشنطن، وان الحملة العسكرية المشتركة ستتغلب على المصاعب قصيرة المدى، وعلى الشكوك المتزايدة التي تبديها وسائل الاعلام في شكل متزايد. وذكرت الناطقة أن المسؤولين كانوا يتوقعون أن تواجه الحملة العسكرية لحظات فوز ولحظات انتكاس، لكنهم يعتقدون بأنه من الضروري أن "نتذكر أننا نفعل ذلك لاسباب صحيحة". وأشارت إلى أن بلير سيقول في كلمته غداً الثلثاء إنه "بصرف النظر عن أي أخطاء فإن بريطانيا دولة تتمسك بالقيم وتتمتع بحس قوي لمعرفة الصواب من الخطأ". وقالت إن بلير سيقول: "أن النسيج الاخلاقي البريطاني سيهزم التعصب والارهابيين وأنصارهم". وتأتي التصريحات بعدما حذر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو من أن الحملة العسكرية المستمرة منذ ثلاثة أسابيع قد تستمر الى "أجل غير مسمى". وأشار قادة عسكريون بريطانيون الى أن الحملة قد تستمر أعواماً. ويشير إعلان تصريحات بلير قبل يومين من إدلائه بها الى حرصه البالغ على الفوز بمساندة المواطنين له. ودفعت هذه الاخطاء والقلق من امكان احراز تقدم في تحقيق الاهداف المرجوة من الحملة، صحفًا بريطانية الى المطالبة بمراجعة الاستراتيجيات. وقالت صحيفة "اوبزرفر": "ثقتنا في هذه الاستراتيجية الغربية اهتزت مطلع الاسبوع الحالي... شهد الاسبوع الماضي انهيار الثقة في امكان تحقيق الاهداف المرجوة من طريق التحالف العسكري المناهض للارهاب". وتحت عنوان:"لماذا لا يصلون الى المكان الذي يختبىء فيه"، قالت صحيفة "صنداي تايمز" إن بن لادن ما زال مطلق السراح بسبب "ثغرات في عمل الاستخبارات".