بيروت "الحياة" - زار رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود قصر المختارة للمرة الأولى منذ توليه الحكم قبل ثلاث سنوات، بدعوة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. ووصفت الزيارة ب"العائلية" كونها اعتبرت امتداداً للعلاقات التي كانت قائمة بين اللواء جميل لحود والد الرئيس وكمال جنبلاط والد رئيس الحزب التقدمي، لكن المفارقة فيها انها تأتي في أول السنة الرابعة للعهد الذي كانت شهدت انطلاقته اعنف وأول خصام من نوعه بين رئاسة الجمهورية وجنبلاط. ووصل لحود الى المختارة في الواحدة ظهراً ترافقه زوجته السيدة اندريه واستقبله جنبلاط في باحة القصر الخارجية وزوجته السيدة نورا ووالدة جنبلاط السيدة مي. وعقد لقاء على الفور وتنوعت الاحاديث خلاله لا سيما عن زيارات رؤساء الجمهورية السابقين المختارة بشارة الخوري والياس سركيس والياس الهراوي. وقال جنبلاط في دردشة مع الصحافيين: "ان زيارة الرئيس لحود تأتي من ضمن الحوار الذي بدأ سابقاً. وهناك نقاط قد يتم الاتفاق عليها ونقاط اخرى قد لا يتم الاتفاق عليها". وأضاف: "لم أبدل سياستي انما بدلت اسلوبي السياسي مع تطورات 11 أيلول سبتمبر التي فرضت نفسها وبالتالي اوجبت تغيير الأسلوب لناحية تطويره مع نقاش ايجابي، وهذا مهم". وتابع: "في هذا الجو هناك امور لم تكن متوقعة، وبالتالي لست انا في موقع القرار لتغيير حكومي، اضافة الى ان المرحلة الحالية تستوجب عدم الدخول في اي خضات. في المرحلة السابقة لنا وعلينا نقاط ايجابية وسلبية، الايجابي منها كان زيارة البطريرك الماروني نصرالله صفير لتكريس المصالحة، اما السلبي الصفعة للمجلس النيابي في ما يتعلق بقانون أصول المحاكمات". ورأى جنبلاط "ان هناك خللاً بنيوياً في اتفاق الطائف في أمور شتى". وقال: "لا بد من الحد الأدنى من التفاعل والتنسيق مع الرئيس رفيق الحريري رئيس الحكومة وخصوصاً بين الرئيسين لحود والحريري". وأضاف: "ان حكومة الرئيس سليم الحص لم تكن مشجعة في هذا المجال". وعن التعيينات اكد جنبلاط انه لم يُستشر بها مفضلاً "ان يكون الأمر عبر الادارة"، مشيراً الى انه ستكون له "طلة اعلامية يشرح فيها بعض الأمور". واعتبر "ان اسلوب الحوار تغير وبدلاً من الأسلوب المتباعد والمستند الى الاتهامات والردود عبر الاجهزة أصبح هناك حوار، وهو ضروري، وقد تغير أسلوبي أيضاً. لكنني لم أغيّر أي تحالف". وتطرق جنبلاط الى موضوع افغانستان. وقال: "الحل ليس عسكرياً، وإذا لم يكن هناك بن لادن كان لا بد من ايجاد بن لادن لأن المطلوب هو التوازن بالتنمية". وسأل عن التظاهرات في العالم العربي مستغرباً "عدم قيامها استنكاراً لضرب أفغانستان". وذكر المستشار الاعلامي للرئيس لحود رفيق شلالا "ان زيارة رئيس الجمهورية عائلية"، معتبراً انه "لم يكن هناك من جهة الرئيس لحود أي فتور تجاه أي كان. وفي السياسة هناك دائماً وجهات نظر وسياسات مختلفة".