سجلت الولاياتالمتحدة استياءها من السياسات الاسرائيلية في مجلس الأمن ودعمت بياناً أكد "موافقة أعضاء مجلس الأمن على ضرورة التحدث بصوت واحد" ودعمهم المطالبة "بالانسحاب الفوري لجميع القوات الاسرائيلية من المنطقة أ" الخاضعة للسلطة الفلسطينية. وفيما عبر بعض الوفود عن خيبة الأمل باكتفاء المجلس ببيان غير رسمي ليس له وطأة القرار أو البيان الرئاسي الذي يلقيه الرئيس في جلسة رسمية، لفتت وفود أخرى الى أهمية الاجماع في المجلس على موقف ناقد لاسرائيل، والدور الأميركي في صوغ هذا الموقف الموحد. وحسب مصادر أميركية مطلعة، لعب السفير الأميركي الجديد لدى الأممالمتحدة جان نغروبونتي دوراً في إقناع واشنطن بضرورة الموافقة على بيان للمجلس يسجل نقاط التوافق الدولي الصادرة من العواصم. وأشارت الى أن الموقف الأميركي التقليدي يعارض أي موقف لمجلس الأمن من المسألة الفلسطينية - الاسرائيلية بذريعة تناول هذه المسألة على الساحة وبين الأطراف المعنية. وقالت: "هذا فعلاً ما يجري ورغم ذلك أردنا أن يصدر عن المجلس موقف يتضمن النقاط الثلاث التي يُجمع عليها اعضاء المجلس وهي: مطالبة اسرائيل بسحب قواتها، ومطالبة السلطة الفلسطينية بالعثور على مرتكبي عملية اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي، ومطالبة الجانبين بالعودة الى المفاوضات عبر توصيات لجنة ميتشيل". ووصف نغروبونتي البيان بأنه "تصديق للجهود الديبلوماسية التي تبذل على الأرض والتي أحيط مجلس الأمن بها"، وقال ان ذلك "دعم قوي" لتلك الجهود. وحسب المصادر الاميركية، صاغ الوفد الأميركي كثيراً من النقاط التي وردت في البيان الذي أدلى به رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري، سفير ايرلندا ريتشارد ريان. وتضمن البيان تسجيل "الدعم الكامل للمبادرات الديبلوماسية المهمة" الجارية في المنطقة. كما رحب اعضاء المجلس باستئناف الاجتماعات الأمنية الثلاثية التي تضم اميركيين وفلسطينيين واسرائيليين. ولم يذكر البيان تعهد اسرائيل الانسحاب "التدريجي" المشروط، الا انه سجل موافقة الاعضاء على "مراقبة الوضع عن كثب لمراجعته على ضوء التطورات، وللعودة الى الموضوع في الأيام المقبلة. ولم يكتف مجلس الأمن بمطالبة اسرائيل بانسحاب فوري وانما ايضاً بوقف عمليات الاغتيال التي تتبناها كسياسة رسمية. وحض البيان الرئيس ياسر عرفات على اتخاذ "خطوات اضافية محددة وملموسة للسيطرة على العنف"، وعلى اعتقال كل من يتحدى أوامره. وصرح مندوب فلسطيني لدى الأممالمتحدة الدكتور ناصر القدوة بأن البيان الصادر عن المجلس "غير رسمي وغير ملتزم، لكنه يعكس مشاعر اعضاء المجلس ونياتهم الايجابية". وقال: "انما ذلك بحد ذاته غير كافٍ. ويجب استمرار العمل من أجل اتخاذ اجراء محدد قانوني من المجلس، خصوصاً ما لم تتراجع اسرائيل وتسحب قواتها بشكل فوري. الى ذلك، دعت موسكو الحكومة الاسرائيلية الى سحب قواتها من الأراضي الفلسطينية وتخفيف الحصار، ونددت بما وصفته "المراهنة على القوة، مشيرة الى أنها لا تؤدي الا الى تصاعد حدة المواجهات. وأكد بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية ان الطرفين مسؤولان عن "تخفيف حدة التوتر ووقف دائرة العنف".