تدخل الرئيس جورج بوش أمس شخصياً لوقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية بعدما رفضت إسرائيل دعوة واشنطن إياها أول من أمس إلى سحب قواتها فوراً من أراضي السلطة وعدم العودة إليها ثانية. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر ان الرئيس بوش سيطلب من وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز أن تسحب بلاده قواتها من مناطق السلطة الفلسطينية. ومن المقرر أن يتوقف الرئيس الأميركي لابلاغ بيريز موقف إدارته أثناء اجتماع الوزير الاسرائيلي مع كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي. وكان الرئيس بوش بعث برسالة إلى الرئيس ياسر عرفات سلمه اياها القنصل العام في القدس رون شلايكر يوم الاثنين. وذكرت مصادر عليمة أن الرسالة كانت معدة بعد اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي ولم ترسل إلا بعد عودة الرئيس الأميركي من الصين. وتضمنت كلاماً قاسياً لعرفات لدفعه إلى وقف أعمال العنف. وسُئل فلايشر في مؤتمره أمس كيف تنتقد الولاياتالمتحدة إسرائيل على محاربتها الإرهاب بينما هي تضرب الإرهاب في افغانستان، فأجاب إن الحالتين ليستا متشابهتين. وكانت اسرائيل اعلنت رفضها استجابة طلب الولاياتالمتحدة منها الانسحاب فوراً من المدن الفلسطينية التي اعادت احتلالها، وواصلت أوسع عملياتها العسكرية على الاطلاق ضد الاراضي الفلسطينية منذ السبعينات. واعتبر وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ان أميركا "خرجت عن الخط" بمطالبتها اسرائيل بسحب قواتها. واصدر مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون بيانا اعلن فيه ان "موقفنا ما زال كما هو. سنخرج من هناك بعد تحقيق اهداف العملية، ولن نجعل اي اعتبار يعلو على حماية مواطني اسرائيل. اغتيال الوزير الاسرائيلي رحبعام زئيفي تجاوز الخط الاحمر ونحن نقوم بما يجب ان تقوم به اي دولة ديموقراطية". وقال شارون نفسه ان العمليات العسكرية التي بدأت الخميس "تستهدف اعتقال المخربين ومنع العمليات لأن عرفات لا يفعل ذلك". ودعا زعيم حزب "مفدال" الديني الوطني المتطرف اسحق ليفي صراحة الى قتل المدنيين الفلسطينيين من دون تمييز، وخاطب نحو 100 الف من اليمين والمستوطنات في الاراضي الفلسطينية تظاهروا مساء الاثنين: "فلنتعلم من الولاياتالمتحدة، انهم يقتلون مئات المدنيين من اجل اعتقال مخرب واحد فقط. يجب اتخاذ القرار وهذا من واجب رئيس الحكومة". ميدانيا استشهد اربعة فلسطينيين امس برصاص قوات الاحتلال سقط منهم اثنان في طولكرم واثنان في قلقيلية ليبلغ عدد الشهداء منذ بدء الاجتياح الاخير 29 شهيدا. وخطفت "وحدة خاصة" احد رجال "حركة الجهاد الاسلامي" في منطقة الخليل وذلك غداة اغتيال اسرائيل احد قادة الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس ايمن حلاوة 26 عاما في نابلس ليل الاثنين. واعرب بيريز العمالي امس عن دعمه موقف حكومته اليمينية المتطرفة التي طلبت من السلطة تسليمها الذين اغتالوا وزير السياحة. وقال: "نريد ان يسلم قتلة الوزير زئيفي الى اسرائيل. نعرف جيدا هوياتهم والفلسطينيون يعرفون ايضا جيدا هوياتهم ويجب ان يتحملوا مسؤولياتهم". ونفى ان تكون اسرائيل تريد اطاحة السلطة واكد ان خيارا كهذا سيكون الاسوأ بالنسبة الى اسرائيل، وقال: "ثمة احتمالان: الاول هو ان نترك السلطة تسيطر على المناطق داخل حدودها، وفي مثل هذه الحالة، سيصدر الارهاب الفلسطيني من خارج البلاد اسرائيل، والبديل من ذلك سيكون الحكم بين ايدي ادارة فلسطينية اكثر تطرفا واكثر تعصبا". مجلس الأمن من جهة اخرى وجهت المجموعة الاسلامية لدى الاممالمتحدة رسالة الى رئيس مجلس الأمن طلبت فيها انعقاد "جلسة فورية لاتخاذ الاجراء الضروري لضمان الانسحاب الكامل والفوري لقوات الاحتلال الاسرائيلية من المناطق الفلسطينية التي اعادت احتلالها اخيرا". وارسل مندوب قطر السفير ناصر عبد العزيز النصر الذي ترأس بلاده حالياً منظمة المؤتمر الاسلامي رسالة مشتركة مع رئيس المجموعة الاسلامية سفير مالي مختار اواين الى رئيس مجلس الامن للشهر الحالي سفير ايرلندا ريتشارد ريان تحدثت عن "وضع متدهور" نتيجة "التصعيد الاسرائيلي". وقال السفير النصر ل"الحياة" امس: "حسب معلوماتنا الاميركيون لا يحبذون عقد جلسة في هذا الوقت، لكن الامر يعتمد على المحادثات الجارية، والصورة غير واضحة الآن ونحن سنسير لدفع المجلس إلى عقد جلسة الى ان تتضح نتائج التحرك الجاري".