لم يستبعد مدير الخطوط الجوية البريطانية بريتيش ايرويز احتمال تسريح المزيد من العاملين لدى الشركات، "بعد توضح الصورة في الشهور المقبلة". وقال إن شركته بدأت مفاوضات لشراء الناقلة الهولندية "كي. إل. أم" متوقعاً أن تتيح الظروف الدولية التي أعقبت أحداث الشهر الماضي انجاز التحالف المزمع بين "البريطانية" و"أميركان ايرلاينز". وقال رود أدنغتون، في تصريحات صحافية تعتبر الأولى له منذ عام إن "البريطانية ستبقى على قيد الحياة"، لكنه أشار إلى أن لا أحد يستطيع التكهن بتطور السوق الدولية في الوقت الراهن. مؤكداً أن شركته تدرس كل الاحتمالات من دون أن تستبعد شيئاً. وكانت الناقلة البريطانية التي تملك أكبر أسطول للرحلات الدولية في العالم، واجهت صعوبات متزايدة منذ وقوع الهجمات الأخيرة في الولاياتالمتحدة، إذ بلغت خسائرها حتى 11 الشهر الجاري 125 مليون جنيه 180 مليون دولار، في وقت أُبلغ فيه حملة الأسهم أنه لن يجري توزيع أي أرباح عليهم في الفترة المقبلة. وسبق للخطوط البريطانية التي كانت تشكو من تراجع حجم أعمالها قبل الأزمة الأخيرة، أن خططت لخفض تكاليفها وسعتها المقعدية بمقدار تسعة في المئة، خلال السنة المالية الجارية والمقبلة. وأعلنت كذلك مطلع الشهر الماضي تسريح 1800 موظف. إلا أن الأوضاع المتدهورة دفعت الناقلة إلى خفض عدد رحلاتها بمقدار عشرة في المئة إضافية، وسحب 20 من طائراتها من الخدمة في صورة مبكرة، كما أعلنت تسريح سبعة آلاف موظف آخرين، من أصل 5،56 ألف موظف يعملون لديها. وعمدت أيضاً إلى حملة ترويجية نشطة لملء مقاعدها الفارغة. وقدمت تذاكر ذهاب وعودة إلى 80 مدينة أوروبية بقيمة تراوح بين 100 و135 دولاراً للتذكرة الواحدة، مع حق اصطحاب طفل مجاناً. كما قدمت أيضاً عروضاً مخفضة على طائرات "كونكورد" التي من المنتظر أن تبدأ اليوم أولى رحلاتها التجريبية الى نيويورك، على أن تبدأ الرحلات المنتظمة في مدى أسبوعين من الآن. وأدت التخفيضات الكبيرة على أسعار مقاعد الكونكورد إلى امتلائها، إلا أن البعض يتخوف من أن يهبط الاقبال بعد عودة الأسعار إلى وضعها السابق. واعترف ادنغتون بأن نسبة التراجع على الرحلات بين أوروبا وأميركا الشمالية بلغت 30 في المئة. وقال إن شركته وضعت بدائل عدة استعداداً لكل الاحتمالات "إلا أنها لا تستطيع البت في أي منها ريثما تنكشف الأمور في مدى شهر أو شهرين أو أربعة أو حتى ستة شهور من الآن". كما اعترف بوجود اتصالات مع "كي. إل. أم" التي كان أحد مسؤوليها ذكر قبل أيام أن الخطوط البريطانية تنوي شراءها. وأشار إلى أن الاتصالات التي تجري حالياً لا تقتصر على ناقلة أوروبية واحدة، مثيراً الانطباع بأن الاتصالات قد تكون استؤنفت مجدداً مع الخطوط الايطالية "اليطاليا"، أو أن تكون هناك مفاوضات مع الخطوط السويسرية و"سابينا" البلجيكية. وأبدى اقتناعه بأن التحالف الكبير المزمع مع "اميركان ايرلاينز" "سينجز قبل نهاية السنة الجارية"، وأن الشركات الأوروبية الرئيسية التي ستسيّر رحلات جوية عبرالقارات ستتراجع إلى نحو ثلاث شركات، وهي الخطوط البريطانية و"لوفتهانزا" الالمانية والفرنسية "اير فرانس"، مع احتمال بقاء شركات أخرى أوروبية ستتفرغ أكثر للنقل الاقليمي، ما يوحي بأن نتائج الأزمة الأخيرة قد تكون هيمنة ناقلات دولية أوروبية لا تتجاوز الأربع تقوم ببناء تحالفات اقليمية مع شركات الطيران الأوروبية الأخرى.