تجري شركتا الخطوط الجوية البريطانية "بريتيش ايرويز" والخطوط الجوية الملكية الهولندية "كي. ال. ام" محادثات كشف النقاب عنها في صورة رسمية أمس، ينتظر أن تقود الى عملية اندماج بينهما والى قيام أكبر شركة طيران في أوروبا وثالث أكبر شركة من نوعها في العالم. وتحفظت الشركتان أمس عن اعطاء أي تفاصيل اضافية حول طبيعة المحادثات الدائرة بينهما. وحرصتا على الاشارة الى أن هذه المحادثات "لا تزال في مرحلة تمهيدية" مع التأكيد على أنه "ليس هناك أية ضمانة بأنها ستؤدي الى قيام شراكة بين الجانبين". وذكر البيان المقتضب الذي أصدرته الناقلتان أنهما ستلتزمان جانب التحفظ في كل ما يتعلق بالتقديرات والتكهنات الخاصة بمآل المفاوضات. وبدا واضحاً من اللهجة الحذرة التي اعتمدت لاعلان البحث جدياً في تطوير التعاون بين الناقلتين الأوروبيتين، تخوف المسؤولين فيهما من احتمالات الفشل في ظل التجارب الكثيرة السابقة التي أسفرت عن انهيار محادثات مماثلة لاندماج شركات الطيران في السوق الأميركية الشمالية والسوق الأوروبية. وليست هذه المرة الأولى التي تدخل فيها "كي. ال. ام" و"البريطانية" في محادثات تعاون وتنسيق، إذ سبق لهما ان بحثتا في هذا الأمر عام 1992 قبل أن تعلنا وقف المفاوضات. إلا أن توقيت المفاوضات الحالية والكشف عنها اثار كثيراً من التكهنات في عالم صناعة الطيران، حيث رصدت اتصالات كثيرة تجرى وراء الكواليس لإعادة ترتيب التحالفات القائمة وهيكلة سوق النقل الجوي في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية اللتين تعتبران السوق الرئيسية للطيران المدني في العالم. وأكد متحدثان باسم الشركتين في لندنوامستردام ل"الحياة" جدية المفاوضات الدائرة انظر ص 20. واعترف الناطق باسم "كي. ال. ام" ان محادثات الاندماج التي جرت بين "كي. ال. ام" و"اليطاليا" منذ عام 1998 وانهارت قبل شهرين هي وراء بحث "كي. ال. ام" عن شريك أوروبي آخر بديل، في حين قال الناطق باسم "البريطانية" ان "كي. ال. ام" هي "بديل مناسب" لشركته للنمو داخل السوق الأوروبية. ومن شأن اندماج الشركتين، في حال تكللت المفاوضات بالنجاح، ان يؤدي الى ابتلاع الناقلة البريطانية زميلتها الهولندية وأن يحقق ربطاً واسعاً بين مطار هيثرو اللندني الذي يعتبر أكبر مطار للرحلات الدولية في العالم وبين مطار سخيبول القريب من امستردام والذي يشكل أحد أفضل المطارات لرحلات المتابعة في وسط أوروبا. كما ان من شأن نجاح هذه المحادثات أن يعزز فرص نجاح محادثات مماثلة، على الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي، تجريها شركة "أميركان ايرلاينز" للاستحواذ على شركة "نورثوست" التي تعتبر الرابعة بين أكبر ست شركات تهيمن على سوق الطيران في الولاياتالمتحدة. وتقود "البريطانية" مع "أميركان ايرلاينز" تحالف "وان ورلد" الذي يعتبر أكبر اتحاد للنقل الجوي المدني في العالم، في حين تتحالف "كي. ال. ام" مع "نورثوست" ضمن ما يسمى بتحالف الأجنحة "وينغز". ومن شأن اقدام "أميركان ايرلاينز" 980 طائرة التي تعتبر ثاني أكبر شركة طيران في الولاياتالمتحدة وفي العالم على تملك "نورثوست"، وتملك "البريطانية" شركة "كي. ال. ام" ان يؤديا عملياً الى "ابتلاع" تحالف "وان ورلد" لتحالف "وينغز"، الأمر الذي سيعني تقليص رقعة المنافسة بين الاتحادات الجوية العملاقة وزيادة حدتها. وتملك "البريطانية" التي تعتبر أكبر شركة للرحلات الدولية في العالم اسطولاً يبلغ 321 طائرة، ونقل العام الماضي 41 مليون مسافر الى 233 وجهة في 96 بلداً حول العالم، في حين تملك "كي. ال. ام" 207 طائرات نقلت العام الماضي 15.5 مليون مسافر الى 137 وجهة في 67 بلداً حول العالم. والشركتان مدرجتان في البورصة وتملكان حصصاً في 13 شركة طيران ولديهما علاقات تحالف وتنسيق مع 14 شركة أخرى. ويعمل لدى "البريطانية" 63 ألف موظف في حين يعمل لدى "كي. ال. ام" 35.3 ألف موظف. وبلغ دخل الأولى العام الماضي 8.94 بليون استرليني 13.5 بليون دولار بينما بلغ دخل الثانية 13.875 بليون غيلدر 6.1 بليون دولار.