تواجه "الخطوط الجوية البريطانية" احتمال التعرض، خلال السنة المالية الجارية، لخسائر تفوق قيمتها 300 مليون دولار، وذلك للمرة الاولى منذ تخصيصها منتصف العقد الماضي. وأتت التقديرات المتشائمة عقب اعلان الشركة مطلع الأسبوع الجاري تراجع أرباحها نصف السنوية حتى 30 أيلول/سبتمبر من 376 مليون جنيه إلى 49 مليون جنيه نحو 82 مليون دولار، بانخفاض تفوق نسبته 7،86 في المئة، في وقت أكدت فيه الناقلة رغبتها في تسريح عدد أكبر من الموظفين قد يفوق ألف موظف في الفترة المقبلة. وأدى الاعلان عن هذه النتائج السيئة إلى صدور تكهنات عدة رجّحت عدم بقاء رئيسها التنفيذي بوب ايلينغ في منصبه، بسبب فشل استراتيجية النمو التي اتبعها والتي قامت على أساس التخلي عن الوجهات ذات الأسعار الرخيصة وتحويل الشركة إلى ناقلة تعتمد على الوجهات الأغلى، وبالتالي الأكثر ربحية. وواجهت "البريطانية" أزمات عدة في الفترة الأخيرة أثّرت في سمعتها أبرزها خلافها القانوني المستمر مع "فيرجين أتلانتيك" وادعاءات أشارت إلى ارتفاع أسعار تذاكر المسافرين من فئة رجال الأعمال الذين يبدأون رحلتهم من بريطانيا، مقارنة مع أسعار تذاكر المسافرين الذين يبدأون رحلتهم معها من البلدان الأوروبية الأخرى باتجاه بريطانيا. كما شكل تجميد تحالفها مع "أميركان ايرلاينز" صدمة أخرى عرقلت خطة إعادة هيكلة خطوط "البريطانية" وتوسيع نطاق عمل الناقلة العملاقة، التي تملك أحد أكبر الأساطيل الجوية في العالم على صعيد الرحلات الدولية. وتمكن آيلينغ، الذي أقر باحتمال خسارته منصبه في حال لم ينجح في تحويل دفة الخسائر المتوقعة، من فرض خطط نمو ملفتة سمحت ل "البريطانية" بالتخلص من أعباء أغلب العمليات والأنشطة غير المرتبطة بنشاط النقل الجوي المباشر، وسمح لشركته بالتحول إلى أحد أبرز أقطاب حركة التحالفات الدولية في عالم الطيران. إلا أن توقعات آيلينغ لم تتحقق في أغلبها، في وقت احتدمت فيه المنافسة التي غذّتها شركات طيران صغيرة استفادت من عدم قدرة "البريطانية" على توسيع تحالفها مع "أميركان" وعملت على تقديم أسعار تنافسية، مما أخلّ بقدرة الناقلة الكبيرة على زيادة حصتها من السوق وتعزيز أرباحها. ويراهن الرئيس التنفيذي للشركة على احتمال نجاح خطته وهو يتوقع أن يتحقق النمو المنشود في مدى عامين إلى ثلاثة أعوام، و لذلك طلب من موظفيه الخمسة عشر ألفاً بذل قصارى جهدهم في كل القطاعات من أجل خفض النفقات وتعزيز الربحية. إلا أن العنصر الأكثر بروزاً لدى المساهمين يبقى انخفاض سعر سهم الشركة إلى 3،3 جنيه استرليني وهو ما يعادل نصف سعر السهم قبل عامين. ولهذا السبب يتساءل المراقبون عمّا إذا كان آيلينغ سيحتفظ بمنصبه حتى تتحقق توقعاته المتفائلة.