أرى ان التلفزيون يحول الحرب إلى مادة تسلية على رغم أنها في حقيقتها دراما بشرية مروعة. ينطبق ذلك على مشاهد قصف افغانستان، كما ينطبق على مشاهد إطلاق الرصاص على الفلسطينيين وقصف منازلهم. هذه المشاهد تبث الى الملايين في مختلف انحاء العالم وكأنها احداث عادية. أما النص الادبي فيكشف الحقيقة ويبرز جوهر الواقع. فالجانب المأسوي في حرب الخليج الثانية مثلاً يصعب أن نلمسه في تغطية شبكة "سي أن أن" او غيرها، لكنني لمسته في ما قرأته من نصوص كتبها ادباء عراقيون عاشوا القصف الرهيب. الحرب تجربة مثل تجربة الحب، من لم يعشها لا يستطيع ان يكتب عنها. خطاب الإعلام المدني في زمن الحرب يؤثر في الناس سلباً وإيجاباً. لكنه بالنسبة الى الاديب هو مجرد مصدر للمعلومات. في خلفية رسالة لمراسل قناة "الجزيرة" في كابول رأيت اطفالاً يلعبون كرة القدم، وأنا ككاتب سيتركز تفكيري على هؤلاء وتأثير الحرب عليهم. ونصر العرب لا يحقق تأثيراً واسعاً إلا إذا تحول الى فيلم سينمائي.