قال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بن برادشو أمس ان بلاده تشعر بارتياح كامل لمواقف الدول الخليجية من الإرهاب والمسؤولين عنه. وأوضح ان التهديدات التي أصدرها تنظيم "القاعدة" بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر أظهرت ان هذا التنظيم الذين يقوده أسامة بن لادن لا يُشكّل فقط خطراً على الغرب بل على مجمل العالم الإسلامي. وأضاف انه سمع من مسؤولي الدول التي زارها في جولته الأخيرة في الخليج شملت الكويت والبحرين وقطر "موافقة على انه لا يجب السماح ل "القاعدة" بأن ترتكب جريمة أخرى مثل الجريمة التي نفّذتها في أميركا" الشهر الماضي. وشدد على عدم وجود أي خلاف بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية، نافياً تقارير عن خلافات منعت زيارة لرئيس الحكومة البريطاني توني بلير للرياض قبل أيام. وقال ان لندن "سعيدة جداً" بالموقف السعودي، وان بلير يريد ان يقوم بالزيارة والسعوديين أنفسهم يريدونها "ونأمل بأن تتم في وقت قريب". وقال ان بريطانيا لم تختر شن حرب على أفغانستان بل "فُرضت علينا". وقال ان بلاده توافق على ضرورة عدم سقوط ضحايا أبرياء في الضربات ضد أفغانستان، وانها تقوم بما في وسعها لتفادي سقوط أبرياء في الغارات. وقال ان بلاده ترى ضرورة تشكيل "حكومة موسعة" تمثّل الأفغان جميعاً بعد سقوط نظام "طالبان" الحاكم في كابول. وأوضح ان "نظام طالبان يشهد انقسامات منذ بعض الوقت. وهناك أطراف في "طالبان" غير سعيدة بالملا محمد عمر وسياسته في إيواء القاعدة ورعاية الإرهاب". وسألته "الحياة" عن الهدف الحقيقي من الضربة الموجهة الى أفغانستان: إسقاط "القاعدة" أم نظام "طالبان"؟ فأجاب: "الهدف المحدد للضربات ليس إسقاط طالبان، بل القاعدة وإرهابها. والشعب الأفغاني نفسه هو الذي سيكون سعيداً بسقوط نظام طالبان. ونحن نعرف ان هذه الحركة تشهد انقسامات منذ ما قبل 11 ايلول. هناك أطراف فيها غير راضية عن الملا عمر ورعايته الإرهاب". وكشف ان وفداً من "طالبان" زار "دولة خليجية"، رفض تحديدها، قبل الاعتداءات التي حصلت على الولاياتالمتحدة الشهر الماضي، وعبّر أعضاؤه "عن عدم رضاهم على سياسة الملا عمر". ورفض الغوص في مزيد من التفاصيل عن "الانقسامات" في داخل الحركة. لكنه أوضح انه يجب أخذ إيران في الاعتبار في أي حل يُحضّر لأفغانستان ما بعد "طالبان". وعن انعكاس الأوضاع في المناطق الفلسطينية على "التحالف الدولي"، قال برادشو "ان ما حصل في الأراضي المحتلة خطير ونتيجته ستكون معاكسة لما هو مأمول. لكن ذلك لم يزد المجتمع الدولي سوى إصرار على ضرورة حل أزمة الشرق الأوسط. ونحن نقوم بجهود لتحريك عملية السلام منذ ما قبل 11 ايلول، ومن مصلحة الطرفين ان يتوصلا الى تسوية ويتعايشا معاً بسلام. وإذا لم نستطع التوصل الى حل، فإن الأجيال المقبلة لن تسامحنا". وقال ان "الإنذار" الذي وجّهه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى السلطة الفلسطينية غداة اغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي "ليس مساعداً". وأشار الى ان الرئيس ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية من "أكثر المعتدلين في الساحة الفلسطينية" وان اسرائيل تُخطئ إذا فكّرت في إطاحة السلطة إذ ان "البديل منها تيار أكثر تطرفاً". واعتبر ان الأنباء عن سعي شارون الى إطاحة الرئيس عرقات تصرّف يدلّ على "قُصر نظر". وأوضح ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية خلال المؤتمر ان لندن "ترحّب بموقف السلطة الفلسطينية واعتقالها ثلاثة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" التي تبنّت اغتيال الوزير الإسرائيلي. وأضاف ان محاكمتهم "مسؤولية السلطة الفلسطينية وليس إسرائيل".