الممثلة الفرنسية الفاتنة صوفي مارسو تحولت في الآونة الأخيرة كاتبة روايات. ونشرت اخيراً روايتها الأولى باللغة الانكليزية بعنوان Telling Lies وفيها تروي قصة ممثلة شابة تعاني القنوط بسبب صعوبات المهنة ومتطلباتها. لكن مارسو التي تمتهن الكتابة للمرة الأولى لم تتخلّ عن التمثيل بل تنطلق في افلام جديدة مصرّة على الاحتفاظ بحسّها النقدي في اختيار السيناريو الملائم لها، ولو اضطرت الى تفويت بعض "الفرص"، وكانت اخيراً تألقت في دور الأميرة إيزابيل في فيلم Braveheart مع مل غيبسون، وفي فيلم جيمس بوند الأخير The world is not enough، كما كانت وجهاً جميلاً لمساحيق Guerlain، واختيرت المرأة التي يتمنى معظم الرجال الفرنسيين اقامة علاقة عاطفية معها، والتي "يحلم" ليوناردو دي كابريو ان يمثّل الى جانبها. لكن مارسو ليست جميلة فقط، انما تتمتع بذكاء حاد وبصراحة جارحة في بعض الأحيان، ومن النماذج التي يمكن ذكرها تساؤلها عندما اخبرت برغبة ليوناردو دي كابريو بالتمثيل معها: "كم عمره 13 أو 11 عاماً؟"، اما شريكها في "آنا كارنينا" شون بن فتصفه ب"الجيد لكنه عادي". وتصف روبرت دي نيرو الذي التقته في طائرة بأنه رجل "وسيم ولم اتعرف اليه بسرعة"! وعن لقائها الأول ببروس ويليس تسأل "إذاً ماذا؟"، اما جون مالكوفيتش زميلها في "ما بعد الغيوم" فهو "مملّ مثل معظم رجال الفكر"! في الخامسة والثلاثين من عمرها تبدو مارسو اكثر شباباً كأنها في الخامسة والعشرين، وتتميز بشخصيتها الواثقة جداً والبعيدة من الغنج، وهي مثقفة ثقافة عالية على غرار زميلاتها الممثلات الفرنسيات امثال: كاترين دونوف وكارولين بوكيه وإيمانويل بايار، لذا اتجهت اخيراً الى الكتابة. وتقول عن روايتها انها تحمل شيئاً من حياتها الخاصة كممثلة، والتفاصيل التي تحتويها القصة قريبة من بعض الأمور التي مرّت بها وبعض الأشخاص الذين قابلتهم. اما فكرة الكتابة فطرحها شريكها منذ زمن طويل، البولوني اندريز زولاوسكي، الذي يكبرها بزهاء 26 عاماً، وهو والد ابنها فانسان الذي يبلغ من العمر 5 اعوام. وكانت مارسو التقت زولاوسكي وهي لا تتجاوز الثامنة عشرة ولم تتزوجه رسمياً حتى اليوم "لأنه لم يتسنّ لنا الوقت" كما تقول. وضعت مارسو الكتاب طوال اعوام كنوع من المذكرات ولم تكن تدري انها ستنشر في يوم من الأيام، الى ان انبثقت الفكرة لدى زوجها ونشره لها. ولدى سؤال مارسو ان معظم الممثلين الذين كتبوا باءت تجربتهم بالفشل على غرار روبير إيفيريت، وإيتان هاوكي، تقول بشيء من الاحتقار: "لم اقرأ كتب هؤلاء الأشخاص، ليس لدي الوقت لذلك فيما يوجد الكثير من الكتب الأدبية النفيسة التي استطيع قراءتها، انا لا اقارن نفسي بهم". اما عن جوائز الأوسكار ومدى اهميتها بالنسبة الى الممثل فتقول: "يعتقد الناس انه ينبغي عليهم ان يكونوا طموحين، وقد يغارون من سواهم اذا افتقدوا الى شيء ما يدعم طموحهم، وأنا اعتقد ان كل شخص ينال ما يستحقه". وعن هوليوود التي تذكرها مراراً في روايتها تقول: "شعرت بكثير من الوحدة في هذه المدينة، لدي اهداف فنية كثيرة، ولا يتعلق الأمر بالمال ولا حتى بالثقافة او بالوطن. وأعتقد ان هوليوود اليوم لا تتسع لأكثر من ممثلة واحدة هي جولييت بينوش، انها محبوبة لأنها تمثل شيئاً ما في المخيّلة الأميركية تتخطى صورة فرنسا". وتضيف: "ما كنت اسمعه في هوليوود هو الآتي: "ارفعي ذقنك، كوني جميلة، ابتسمي. لا استطيع القيام بذلك طوال القوت، فيلمي المقبل سيكون حتماً في هوليوود اذا احببت السيناريو لكنني لن ابكي اذا لم يعجبني بل سأذهب في طريقي غير متأسفة عليه". وما تعانيه مارسو في مهنتها غيرة زوجها الذي يقال انه امتنع من مشاهدة فيلم جيمس بوند الذي صوّرت فيه مشاهد عاطفية مع بيرس بروسنان. "انه لا يستطيع رؤيتي وأنا اصوّر مشاهد عاطفية، ويفضّل الذهاب الى المطبخ". وتحرص مارسو على عدم الظهور كثيراً في مشاهد العري، "قبل اربعين عاماً لم تكن الممثلة تحتاج الى القيام بذلك، لكننا اليوم فقدنا العواطف الحقيقية". وتضيف: "اكره تلك القبلات التي اعطيها في الأفلام، وأكره القبلات الأميركية، انها مقرفة حتى انني لا استطيع مشاهدتها لأنها تشبه الافلام الإباحية". على نقيض بعض النساء اللواتي يحاولن التخفيف من شأن جمالهن، تفاخر مارسو بجمالها، "الرجال يجعلونني اتنبّه لجمالي دوماً لأنهم يلاحقونني في استمرار"، وتضيف: "الجمال يتبدل مثل كل شيء في هذه الحياة، لكنني احب ان ارى نفسي أتغيّر وأنضج. احب الشعور ايضاً بأنني جميلة لا سيما عندما يخبرني الناس بذلك". لا شك في ان الجمال كان عاملاً مساعداً لصوفي في مهنتها. فهي ولدت باسم صوفي موبو في ضاحية فرنسية. والدها سائق شاحنة وأمها بائعة في أحد المتاجر. غيّرت اسمها بحسب اسم احد الشوارع الباريسية شارع مارسو، ولعبت الدور الأول لها وهي لا تتجاوز الثالثة عشرة، وعملت عارضة ازياء كي تستقل مادياً. لم تكن مارسو تحلم بالشهرة: "عندما كنت يافعة كنت انظر الى تماثيل الناس المشهورين المنثورة في الشوارع، وأفكر انه من المريع ان يكون الانسان تمثالاً، لأن الجميع ينظرون إليه والمطر يتساقط عليه". لكن الشهرة كانت لها بالمرصاد عندما مثّلت في فيلم La boum عام 1980، ولعبت فيه دور راقصة مراهقة، والشهرة أرغمتها على ترك المدرسة. المنعطف الكبير في حياتها كان حين التقت زولاوسكي، واختارها للعب دور غانية صغيرة في فيلمه Crazy Love من يومها لم تفارقه وهي تردد انه افضل ما حصل لها في حياتها وهي تحبّه كثيراً. ماذا غيّرت الأمومة في مارسو؟ "لقد أنضجتني وأحياناً يدلّ إليّ ابني الناس ويقول: انظروا اليها انها صوفي مارسو، وعندما أنهره يجيبني: الناس يحبّونك فلماذا لا نخبرهم انك هنا؟".