على رغم الاجراءات التي اعلنتها الحكومة الكويتية أخيراً لتنظيم العمل الخيري، وتعزيز الرقابة عليه، سارع اسلاميون الى التعبير عن رضاهم عن الخطوة وقبولهم بها، لأنها "تسد أفواه العلمانيين ومزاعمهم ضد العمل الخيري" كما قال نائب اسلامي. وأفادت معلومات تسربت من الحكومة ان اللجنة التي شكلت برئاسة وزير الداخلية لوضع ضوابط على أموال الجمعيات الخيرية تبحث في مجموعة من الاقتراحات، بينها تقنين فتح الحسابات المصرفية ذات الصلة بالعمل الخيري، وجعل وزارة الخارجية القناة الوحيدة لنقل أموال التبرعات الى الخارج، مع تحديد سقف أعلى لما يرسل الى الخارج من اموال الصدقة والزكاة، بنسبة تتراوح بين 30 و50 في المئة من مجموع ما تجمعه اللجان الخيرية. وبات منتظراً التخلي عن السرية التقليدية التي تفرضها المصارف على حسابات عملائها في ما يتصل بأموال العمل الخيري، أو الجهات التي تشتبه السلطات في علاقتها بجهات دولية متهمة بالارهاب. وقال النائب الدكتور وليد الطبطبائي ل"الحياة" أمس ان الاسلاميين الذين يشرفون على العمل الخيري "غير قلقين من هذه الاجراءات وقلنا للحكومة مرات، حتى قبل احداث 11 أيلول سبتمبر ان القائمين على العمل الخيري ليس لديهم ما يخفونه، وهم يرحبون بأي جهد تنظيمي للجان الخيرية على ألا يؤدي الى ارباك العمل الخيري أو تحجيمه". واعتبر ان "الاجراءات الحكومية مفهومه، خصوصاً بعد الحملة التي شنها العلمانيون على اللجان والجمعيات، منتهزين الظروف التي نشأت بعد الهجمات في أميركا. بعضهم مارس تحريضاً على الكويت حكومة وشعباً، من خلال مقالات نشرت والصقت بالجمعيات الخيرية زوراً تهمة تمويل الارهاب". وكان كتّاب ليبراليون طالبوا الحكومة باغلاق ما اعتبروه لجاناً غير مرخص لها، تجمع أموالاً الى جهات خارجية "مشبوهة"، لكن الحكومة لا تبدو عازمة على فعل ذلك، لأن الفروع واللجان التي انشأتها ست جمعيات اسلامية بغرض العمل الخيري - عددها 47 لجنة وفرعا - جاءت بموافقة ضمنية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، التي تشرف على تلك الجمعيات. وكان اسلاميون من السنّة عارضوا مساعي حكومية لاغلاق هذه اللجان، من منطلق أن المواطنين الشيعة انشأوا عشرات "الحسينيات" غير المرخص لها، من دون أن تحاول الحكومة اغلاقها. "نزوح" الطلاب الى ذلك، شهدت الكويت موجة نزوح للطلاب الكويتيين الدارسين في الولاياتالمتحدة، بعدما سهلت لهم وزارة التربية الحصول على تذاكر سفر مجانية للعودة، وبعدما قررت جامعة الكويت استيعابهم للفصل الدراسي الحالي. وشكا مئات من الطلاب الذين يبلغ عددهم حوالى ثلاثة آلاف في اميركا من تعرضهم لمضايقات بعد الهجمات الارهابية في نيويورك وواشنطن، واتصلوا بالسفارة الكويتية طالبين المساعدة، خصوصاً بعد دخول الشرطة الأميركية بيوت بعضهم والتحقيق مع آخرين في صورة خشنة. ويتوقع ان ينتسب حوالى 300 طالب الى جامعة الكويت للفصل الدراسي الحالي لتعويض ما فاتهم. وكان اعضاء في مجلس الأمة البرلمان طالبوا وزير التربية بفتح المجال للطلاب في اميركا للعودة، خوفاً من وقع هجمات ارهابية جديدة محتملة تجر على الطلاب الكويتيين ردوداً انتقامية عشوائية.