أول الكلام: للشاعر السعودي الكبير/ محمد الفهد العيسى : - ضاعَ عُمري في جوانح الزمان الليل... مِثله النهار اليوم... مثل أمسه: مُلعثم الحوار!!
يحتشد بريدي "الالكتروني" برسائل أحبائي وحتى أعدقاء الكلمة الحق، وذلك بعد أن أخلد "ساعي البريد" وصارت مناولته الرسائل قليلة! وأولى رسائل هذا الأسبوع، من الأخ الكريم/ فخر الدين محمد البشير، الساكن في مدينة "الخبر" بالمملكة العربية السعودية، الذي اعتذر له عن تأخر نشري لنموذج من دفقه الكتابي بسبب الزحام البريدي، والكلامي، والحدثي... فكتب يقول: الى متى والجرح تشرَّبته المسام وتغلغل حتى النخاع؟! الى متى - يا سيدي - يظل هؤلاء الأطفال ولهين بالموت على الطرقات... عشقهم! رشق الحجارة ليصبح الدمدم بديلاً لدمى لعبهم، وصوت الرصاص بديلاً لأهازيج طفولتهم وأحاجي سمرهم؟! والى متى تُواصل أرحام النساء الجود بأطفال تهديهم لقناصة اليهود الصهاينة؟! الى متى ونزف الجرح بات مختلطاً بدم الأنهار؟! الى متى السكوت، وقد أعيانا... ومتى النهوض والصحوة من سبات الكهف الذي راح على ديمومته آلاف من أبناء العرب في فلسطين؟! الى متى... وكل الأشياء أصيبت بحمى التقهقر، حتى الأحلام باتت تنزع الى "اللاهوية" وترقد في حضن التوجس؟! الى متى والأماني باتت مشغولة بنسج الحزن والعيون بمطر الدموع حتى أوغل الخوف بسطوة تبلغ حتى الجذور؟! الى متى يمد أبناء فلسطين إثبات هويتهم للصهاينة ليثبتوا انهم من فلسطين؟! الى متى يحلمون بالوطن وهم بين حدوده... والى متى نتعامل مع مأساتهم على أنها تسلسل لحلقات درامية تعرض على فضائياتنا... نتأثر بموت الأطفال فيها ونحزن لسرقة أرواح الشباب؟! الى متى نتسوَّل وطننا ممن سرقوه، ونصافح جلادينا، وقد اغتصبوا فينا النخوة بالقهر والهواء بسيل الدموع... واغتصبوا حتى شجيرات الزيتون؟!!
و... جاءتني هذه المداخلة الشتائمية عبر الإيميل، بتوقيع الأخ/ أسامة النمري... الذي لم يتورع - كقارئ عربي - عن استخدام "الشتيمة" ضد كاتب/ ربما كوجهة نظر له، أو كمفهوم عنده يبرر له الانزلاق بالحوار الموضوعي حتى حين يريد ان يعبر عن "اختلاف" وجهة نظره... ورغم ما حفلت به رسالته، فلا أجد ما يحرجني في نشرها... فالكاتب أبداًَ معرض لمثل هذه المفاهيم، مثلما هو معرض أيضاً لمحاولات كسر الأنف حتى "الرشح": - ذكرت في "نقطة حوار" بجريدة الحياة، الأحد/ 6 رجب 1422ه: صوت العرب والمسلمين ونبضهم MBC، و... كل عام وال... يا عزيزي: لا يحق للمرء الكلام إلا عن نفسه، وعمن أنابه فقط... أما أن يتكلم عن غيره بدون إنابة، وبشيء لا يعلمه عنهم، ويخالف الحقيقة، فهذه تعتبر... اعذرني: قلة أدب! أرجو أن تتأمل في كلمتك جيداً لعلك ترعوي!!
وبعد... فقد حرصت على نشر نص رسالة هذا القارئ بكل ما طفحت به من أدب الحوار وهو ينعتني ب"قلة الأدب"... ولعل هذا المنطق هو "فهم" القارئ/ أسامة، وهذه هي حدود "رؤيته" الذاتية في ما يلوح... وأعتذر للقارئ الكريم عن اضطراري لنشر هذا الخدش للحياء!!