عبد الله السالم – سبق : كشف الشاعر والمفكِّر الإسلامي الدكتور عبد الرحمن بن صالح العشماوي، عن منعه من الظهور في الفضائيات في فترة سابقة, وقال: "هذه فترة مضت" مؤكداً أنه الآن موجود وله برامجه وحواراته, وقال في حواره مع "سبق": إن الوسط الإعلامي يستحق أن ينال كأس الترويج للشائعات كل عام؛ لأن كلَ شائعة كبيرة أو صغيرة تجد في الوسط الإعلامي لها مرتعاً خصباً لا تجده في سواه. وطالب الإعلاميين بالتثبت والورع. ووصف "العشماوي" أحاديث الدكتور طارق الحبيب ب "المتخبطة"، ونصحه بقوله: "رُبّ كلمة قالت لصاحبها: دعني". وأوضح أن السرقات الأدبية "معضلة كبيرة تعانيها ساحات العلم والفكر، وتدلُّ على نفوس ضعيفة، ومرض في القلوب"، وأكد أن المؤامرة موجودة، والذين ينكرونها "واهمون". وقال: مؤامرات ومكائد شياطين الإنس لا تنقطع ما دام على وجه الأرض بشر, مضيفاً: لا بد أن نستوعب هذا الأمر؛ حتى لا نكون غافلين عن هذه الحقيقة، وأن تستوعب أجيالنا هذه الحقيقة، حتى لا يصبحوا لُقمة سائغة لأصحاب المؤامرات التي لا تنقطع. وأشار إلى أن سبب عدم رده على ما يُكتب ضده، حتى لا يتحول الموضوع إلى جدل عقيم وانتصار للنفس، لأن المسلم منهي عن الجدل نهياً صريحاً. وفيما يلي نص الحوار مع "سبق": * يتداول الوسط الإعلامي أنك ممنوع من الظهور في بعض الفضائيات، بسبب توجهاتك؟ - الوسط الإعلامي يستحق أن ينال كأس الترويج للشائعات كل عام؛ لأنَّ كلَّ شائعة كبيرة أو صغيرة تجد في الوسط الإعلامي لها مرتعاً خصباً لا تجده في سواه. ما أرجوه من هذا الوسط شدُّ حزام التثبت والتورع على نفسه؛ حتى يكون وسطاً معتدلاً.
* بصراحة هل كان هناك منع لك من الفضائيات؟ - ليس هنالك منع من الظهور في الفضائيات، وربما كان موجوداً في مرحلة مضت، أما الآن فالباب مفتوح للجميع، والآن يتم عرض برنامجي "أمَّهاتُنا" الذي يتناول جوانب من سيرة أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - طرحتُها بأسلوب سردي، مع استضافة بعض العلماء والمفكرين في حديث عنهن بضع دقائق، مع وجود جمهور يطرح بعض الأسئلة. ومدة البرنامج أربعون دقيقة. كما يستمع متابعو إذاعة القرآن الكريم في السعودية إلى برنامج يومي عنوانه "في قطار التاريخ"، وهو شبيه ببرنامجي السابق الذي أُذيع في الإذاعة نفسها قبل أكثر من عشرين سنة بعنوان "من ذاكرة التاريخ". أما قولك "بسبب توجُّهاتك" فسأترك التعليق عليه الآن؛ حتى لا أطيل؛ لأنه يحتاج إلى أن نتناوله من جانبَيْن، أولهما: التوجهات، ما هي؟ وهي ملخَّصة تماماً في قولي: أنا مسلم لا البَغْيُ يعرفني... كلاَّ ولا الإخلاد والكسل وثانيهما، لماذا تحارَب هذه التوجهات، مع أنها - كما ترى - معتدلة الاعتدال كله؟ وهل هي محاربة إعلامياً بالفعل؟ هذا لا يمكن شرحه الآن.
* يُعرف عنك أنك ضد تحرر المرأة، هل هذا يعني أنك ممن يرون أن مكان المرأة البيت، وإذا تعدى ذلك فيمكنها العمل فقط مع النساء؟ - لستُ ضد تحرُّر المرأة؛ لأن الإسلام هو الذي حرَّر المرأة فعلياً، وأعطاها حقوقها وكرامتها، ووضعها في الموضع اللائق بها، فمن قال إنني ضد تحرُّر المرأة؟ أنا ضد "تجرير" المرأة، التجرير بالجيم من قولهم: جرَّه ، يجرُّه، بمعنى سَحَبَه سَحْباً، وهذا مصطلح يعود الفضل فيه - بعد الله - إلى حامل لواء الأصالة، المنافح عنها في وقته الكاتب القدير "مصطفى صادق الرافعي"، الذي وقف وقفته الشهيرة في وجوه الذين كانوا ينادون ب"تجرير" المرأة وإخراجها من دائرة دورها الحقيقي في الحياة، ويدَّعون أنهم يحررونها، وها نحن نرى هذه الأيام تلك الدعوة إلى "التجرير" تعود مرتدية الرداء نفسه لخداع الناس. نعم، رسالة المرأة الأولى في بيتها، وهي رسالة ضخمة يعجز الرجال عن القيام بها. ونعم، صورة المرأة المنسجمة مع فطرتها هي صورة الحشمة والحياء والبُعد عن مزاحمة الرجال في مواقعهم ومخالطتهم. ونعم، لعمل المرأة انطلاقاً من بيتها، وهنالك برامج في هذا الشأن معمول بها في الدول الغربية التي يحلو لدعاة "تجرير" المرأة أن يقتدوا بها ويتغنوا بتقدمها. ونعم - أيضاً - لعمل النساء المستقل إذا احتاج المجتمع إلى ذلك. ونعم - كذلك - للوضوح في هذا الشأن، وعدم المواربة والمجاراة؛ فالحق أبلج كالشمس في رائعة النهار.
* أرسلتَ رسالتَيْن إلى أوباما .. ماذا تريد منه؟ - أنا، وأنت، وكل مسلم ومسلمة، لا نريد من أوباما شيئاً على الإطلاق؛ فهو وأمثاله من حكام تلك الدول المتسلطة لا يقدمون للناس شيئاً إلا الثمن البخس الذي يقدمونه مقابل مصالحهم الضخمة في عالمنا الإسلامي، وإنما بعثتُ برسالتي الأولى إليه، بعد خطابه الاستعراضي الشهير الذي ألقاه في القاهرة في مهرجان زائف قائم على التضليل الإعلامي المكشوف، ويا له من مهرجان شارك في إثم إقامته الرئيس المصري المخلوع وكبار شخصيات مصر سياسياً وإعلامياً واجتماعياً. وكان التصفيق لأباطيل أوباما في ذلك المهرجان حارَّاً إلى درجة الاشتعال؛ فكانت القصيدة تفاعلاً مع الحدث وبياناً لما شُحن به ذلك الخطاب من الباطل، وكان مطلعها: قلت: السلام، فهل جَلَبْتَ سلاما... لعراقنا والقدس يا أوباما وكان آخر بيت فيها: كم من عمالقةٍ كبارٍ أسرفوا... في وهمهم فتحوَّلوا أقزاما أما الرسالة الثانية فهي بعد خطاب له أخير ألقاه للعالم كله، تكشَّفت فيه الحقائق التي حاول أن يغطيها في الخطاب السابق الذي ألقاه في مصر؛ فقد كان تأييده لليهود الصهاينة في الخطابَيْن صارخاً، ووقوفه أمام مصالح الأمة العربية والإسلامية في الخطابَيْن واضحاً، ولكنه كان في الخطاب الأول مزيَّنًا ببعض العبارات البراقة الخادعة، وفي الثاني مُجرَّدًا من تلك الزينة؛ ولهذا وجَّهتُ إليه الرسالة الثانية وقد ادعَّى أنه سمع صراخ الأيتام والنساء في ليبيا وتونس ومصر، وكأنه لم يسمع شيئاً من قبل، ولم يسمع صرخات أيتام فلسطين وأفغانستان والعراق!! فكان مطلعها: الآن؟ تسمع صرخة الأيتام... وترى مدامع مصرنا والشام؟؟ الآن تشعر بالشعوب وما جرى... من ظلمها في سالف الأعوام؟؟ وكان آخرها بيتين فيها: أتظن أنَّ الوعي فينا عاجز... عن فهم سرِّ خطابك "الأوبامي" القول سهلٌ باللسان وإنما... بالفعل تُرْسَمُ لوحةُ الإقدام
* مفرد "المؤامرة" يستخدمها الإسلاميون بشكل متكرر، هل أنت مع هذا النسق في الاستخدام، وإلى متى نعيش في هذه الأجواء؟ - المؤامرة موجودة، والذين ينكرونها هم الواهمون، والله سبحانه أخبرنا بذلك، سواء فيما يتعلق بكيد ومؤامرة شياطين الجن التي لا تنقطع ما دام على وجه الأرض بشر، أم فيما يتعلق بمؤامرات ومكائد شياطين الإنس التي لا تنقطع ما دام على وجه الأرض بشر أيضاً. ولا بد أن نستوعب هذا الأمر؛ حتى لا نكون غافلين عن هذه الحقيقة، ولا بد أن تستوعب أجيالنا هذه الحقيقة؛ حتى لا يصبحوا لقمة سائغة لأصحاب المؤامرات التي لا تنقطع. ولكنَّ ذلك يجب أن يكون قائماً على الوعي الكامل بدورنا نحن في بناء أنفسنا، واستصحاب الرؤية الشرعية الإسلامية الواضحة في تعاملنا مع المؤامرات وأصحابها من جانب، ومع غيرهم من الناس الذين يتعاملون بوضوح، وإن كانوا على غير ملّتنا، من جانب آخر. وهذا يعني أن المؤامرة موجودة، وهي أوضح من أن يختلف عليها أحد من العقلاء، ولها دورها في شتات أمتنا وضعفها، كما يعني من جانب آخر أنه ليس كل من خالَفَنا في ديننا وفكرنا وسياستنا متآمِراً علينا، وليس كل موقف يعارضنا فيه معارض قائماً على مؤامرة مرسومة، وهذه مسائل واضحة تماماً إلا عند الموالين لأصحاب المؤامرات المندمجين معهم، أو عند الغافلين الواهمين. هذا هو ملخص رأيي في فكرة "المؤامرة"، والله سبحانه وتعالى يقول "إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً"، وقد صوَّرت موقفي في قولي: أنا لا أرى جَوْرَ الأعادي عائقاً... لكن ضعفَ المسلمين العائقُ
* لماذا أصبحتَ معروفاً بعدم الرد على مَنْ يكتب ضدك؟ هل هي قِلَّة الحجة؟ أم ترى أنك أكبر من الرد؟ - سبب عدم ردي على من يكتب ضدي أنه يكتب ضدي، ومعنى ذلك أن الموضوع سيتحول إلى جدل عقيم وانتصار للنفس، ونحن منهيون عن الجدل نهياً صريحاً. أما لو كانت الكتابة ضد بعض ما أطرح من الأفكار والآراء فإن الأمر سيكون مختلفاً. أنا أتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالعفو عمن يكتب ضد شخصي، كما أتقرب إلى الله بالرد على من يكتب ضد ما أؤمن به من الحق؛ لأن الدفاع عن الحقِّ عبادةٌ، والأمر عندي لا يخرج عن هذين الجانبين إطلاقاً. * تفاعلتَ مع ثورات الشعوب العربية، هل تؤيد قيام المزيد من الثورات في عدد آخر من البلدان؟ - ما حدث من الثورات العربية أمرٌ متوقَّع عند المسلم الذي ينظر إلى الأحداث بمنظار إسلامي شرعي؛ فهي ثورات على ظُلْم ظاهر، وطغيان بائن، والله سبحانه يُمهل الظالم حتى إذا تمادى في ظلمه أخذه أخذ عزيز مقتدر. وقد وجَّهت قصائد منذ عشرين سنة وأكثر إلى حكام تلك البلاد تُحذِّرهم من عواقب الظلم الذي يقعون فيه، وأن الله سبحانه سيأخذهم أَخْذاً قوياً إن لم يراجعوا أنفسهم، ولك أن تعود إلى قصيدتي "رسالة إلى فرعون" الموجودة في ديواني "رسائل شعرية"، وقصيدتي "وقفة أمام جامع الزيتونة" في ديواني "عندنا يئنُّ العفاف"؛ لترى فيهما ما قلته هنا واضحاً. أنا أنصح الظالمين وأحذِّرهم، وأنقل إليهم حقيقة النهايات السيئة التي تنتظرهم لا محالة، وإذا تمادوا وحدث ما حذرتهم منه، وثار عليهم المظلومون، أيدتُ المظلومين بلا تردُّد؛ فهذا هو تصوُّرنا الإسلامي الذي لا غبار عليه، وأنا في هذه المقابلة أقول لكل ظالم: اتق الله، وراجع نفسك، وأَعطِ الناس حقوقهم التي شرعها لهم ربهم عز وجلَّ. وأقول لكل مظلوم: اتجه إلى الله، وتوسل إليه؛ فإن دعوة المظلوم لا تُردّ، وليس بينها وبين الله حجاب. ونحن في رؤيتنا الإسلامية لا ندعو الشعب للثورة، وإنما ندعو الظالم للتوبة، والعدل والإنصاف، فإذا أبى وتمادى فالشعوب ستثور في النهاية؛ لأن الضغط المتواصل عليها يولِّد الانفجار، وحينئذ لا بد من دعمها والوقوف معها ضد الظالم الذي يواجه ثورتها السلمية ومطالبتها بحقوقها بالقتل والسَّحْل والعنف والاستهانة بدماء الشعوب وأعراضها. إنها صورة واضحة لا غَبَشَ فيها. * لماذا عزَّيت الرئيس الأمريكي السابق بوش في كلبته؟ - إنما عزَّيت الرئيس الأمريكي السابق "بوش" في كلبته؛ لأن وكالات الأنباء - في حينها - تناقلت خبر حزنه الشديد وحزن عائلته على وفاة كلبة العائلة "سبوت بنت ميلي". وهي كلبة، أُمُّها بريطانية - كما قال الناطق الإعلامي في البيت الأبيض - وأبوها غير معروف. وحينما رأيت هذه "الرحمة؟!" العجيبة مع أن الصواريخ الأمريكية في الوقت نفسه كانت تدك العراق دكاً، وكان أطفال العراق في تلك الهجمة الشرسة يموتون بالآلاف، أحببتُ أن أُعبِّر عن كرم طباعنا - نحن العرب - في القيام ب"المواجيب"، وأنوب عن العرب في تقديم العزاء للرئيس الأمريكي في كلبته، مع أنها مجهولة النسب من قِبل الأب! وفي تذكيره بأطفال العراق الذين يُقتلون بالآلاف، ومع ذلك لم نتلقَّ أي عزاءٍ فيهم من قلبه الباكي على الكلبة الراحلة. ومطلع القصيدة: نعزِّيك في الكلبة الراحلة... عزاء تُسَر به العائلة فَقَدْتُم عزيزاً بفقدانها... فكفكف دموع الأسى الهاطلة فإن العزاء لكم واجب... وإن العزاء لنا نافلة وهي من القصائد "الجادَّة الساخرة"
* تُمرِّر من خلال شعرك بالفصحى العديد من الأفكار التي يصفها بعض المتابعين بالمتشددة. ما ردك على ذلك؟ - كل ما لدىَّ من تصور إسلامي للحياة والكون والإنسان تحمله قصائدي على اختلاف مواقفها وأغراضها، وهل في ذلك مشكلة؟ لا يمكن أن يخلو نص شعري في الدنيا من أفكار قائله ومعتقده، هذه حقيقة لا بد أن يدركها الجميع، حتى الشاعر الماجن يروِّج لمجونه في شعره، وهل المجون إلا فكرة منحرفة، وقد قلت: بيني وبين الشعر عهد صادق... أن نجعل الإسلام مبدأنا الأغر أما وصف أفكاري من قبل "البعض" بالمتشددة فالجواب عن ذلك هو: يكفي أنها من قِبَل "البعض". * حصل في الفترة الأخيرة العديد من السرقات الأدبية وصلت إلى سرقة كتاب كامل، والضالعون في ذلك أصحاب علم شرعي ومعرفة، برأيك هل هذه الطريقة موجودة منذ فترة؟ وهل صادف أن اتهمك أحد بسرقة كتاب أو سُرق منك كتاب؟ - السرقات الأدبية معضلة كبيرة تعانيها ساحات العلم والفكر، وتدلُّ على نفوس ضعيفة، ومرض في القلوب، مهما تظاهر أصحابها بغير ذلك. ويكفي أن نستحضر هنا قول الرسول الكريم "من ادعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار". وهو حديث صحيح عند البخاري ومسلم. وأحيل القارئ إلى مقالات موثقة في هذا الشأن قرأتها في موقع "ملتقى أهل الحديث" على الشبكة العنكبوتية، كتبها الشيخ عيسى بن عبد الله السعدي تحت عنوان "السرقات العلمية"، أشار فيها إلى قول ابن حجر -رحمه الله- في تعليقه على هذا الحديث النبوي الشريف "يؤخذ من رواية مسلم تحريم الدعوى بشيء ليس هو للمدَّعي، فيدخل فيه الدعاوى الباطلة كلها، مالاً وعلماً، وتعلماً، ونسباً، وصلاحاً، ونعمة وولاء، وغير ذلك". وأشار ابن القيم -رحمه الله- في إعلام الموقعين إلى ذلك بقوله: وكحيل اللصوص على أخذ أموال الناس، وهم أنواع لا تُحصى؛ فمنهم السُّرَّاق بأيديهم، ومنهم السُّرَّاق بأقلامهم. وللدكتور "قيس آل مبارك" عضو هيئة كبار العلماء في السعودية كلامٌ نفيسٌ في هذا الشأن تحت عنوان "وشر الناس من سَرَق"، وعندنا شاهد آخر في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "المتشبع لما لم يُعْطَ كلابس ثَوْبَيْ زور". والخلاصة تقول: إن هذا عمل قبيح "محرَّم" - كما يرى ذلك العلماء - في شأن عامة الكُتّاب فكيف به في شأن عالِمٍ أو داعية أو رجل يعلِّم الناس القِيَم والأخلاق؟! أما أنا فقد حصل مع بعض قصائدي ذلك؛ ففي الكويت سرق طالب في جامعة الكويت قصيدة لي كاملة، وشارك بها في مسابقة شعر الجامعة، ونال بها المركز الأول، ولكن متابعي شعري هناك فضحوا السارق، ونُشر تحقيق في مجلة "المجتمع" آنذاك وفي إحدى الجرائد الكويتية في صفحة كاملة، وحُجبت الجائزة عن الطالب. أما في اليمن فأصدر أحدهم ديواناً جعل عنوانه عنوان قصيدتي "جنوبية العينَيْن" مع تغييره إلى "يمانية العينين"، وقدَّمه لوزارة الثقافة اليمنية، وفاز بجائزة، وطبعته الوزارة وأنا لا أعلم، ولكن متابعي شعري في اليمن قاموا بالواجب - جزاهم الله خيراً - ففضحوا السارق، خاصة أنه جعل قصيدتي المسروقة بكاملها أوَّل قصيدة في الديوان، ونُشر ذلك في حينه في بعض الصحف اليمنية، ووصلني تقرير كامل عنه. وهنا أقول لكل مَنْ يحمل قلماً، وأخص من له علاقة بالعلم والدعوة: اتقوا الله، ولا تسرقوا جهود الآخرين. كما أقول لوزارة الثقافة أيضاً: اتقي الله في هذه القضايا، واحكمي بالحق لأهله مهما كانت شخصية مَنْ يسرق أفكار الناس وثمرات عقولهم؛ فلعل النظام يردع هؤلاء ما دام الورع والخوف من الله لم يردعاهم. * خرج في الفترة الأخيرة مَنْ زايد على الوطنية، واتهم قبائل عديدة بولائهم لدول أخرى، ثم أكملها بتعدٍّ واضح على الرسول الكريم، ما رأيك في ذلك؟ ثم هل يستحقون حكماً شرعياً فيما قالوا؟ - أنا لا أريد أن أفصِّل كثيراً في هذا الموضوع؛ فقد تناوله بعض العلماء بالنقد، وأصدرت هيئة الدفاع عن الرسول الكريم بيانها في ذلك. أقول للدكتور طارق الحبيب: قِفْ مع نفسك وقفة مراجعة وتمحيص، بل إني أرى أن التوقف عن الظهور الإعلامي "لفترة تأملية" أصبح أمراً لازماً لك؛ فهذا تخبُّط يا دكتور واضح، وإنما يُؤتَى الإنسان العاقل من قِبل المكابرة والتجاهل، أو من قِبل التهاون، إني أعرف فيك من الخير وحبِّه ما يجعلني أوجِّه إليك هذه النصيحة. والعرب تقول: "رُبَّ كلمة قالت لصاحبها: دعني". ولا تنسَ قول الكريم "إن البلاء موكَّلٌ بالمنطق"، فتوقف سلَّمك الله، واعلم أن الله نهى المسلمين عن استخدام كلمة "راعنا"؛ لأن اليهود استخدمتها بمعنى سيئ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا - وفقنا الله وإياك للحق - شبيه باستخدام كلمة "فرفوشة" في وصف بعض مغنيات وممثلات هذا العصر الذي يصدمنا أهله بالأعاجيب. قِفْ متأملاً، ولن تندم أبداً، واجعل اعتذارك واضحاً صريحاً من دون تردد؛ ليكون توبة نصوحاً. افعل ذلك وإن كنت - هذا وظني فيك - لم تُرِد الإساءة أصلاً، ولكن الكلمة من هذا النوع إذا طارت بها وسائل الإعلام وجب على صاحبها أن يطيِّر عبر الوسائل نفسها ما يناقضها من دون استثناء ولا تأويل.