تشهد المملكة العربية السعودية تغييرات جذرية في قطاع الاتصالات في مجالي الهاتف الثابت والجوال. والمعلوم ان المملكة هي من أوائل البلدان العربية التي خصخصت كلياً هذا القطاع الحساس، ما اعتبر خطوة مهمة على طريق التكيف مع شروط "منظمة التجارة العالمية". ويبلغ عدد المشتركين في خدمة الجوال في شركة الاتصالات السعودية حالياً مليوني مشترك، ومن المتوقع ان يصل العدد الى خمسة ملايين مع حلول العام 2003. وتلبية لاحتياجات السوق، لجأت شركة الاتصالات السعودية الى الشركات العالمية، وخصوصاً شركة "لوجيكا"، للافادة من خبراتها المتراكمة في هذا المجال. تعتبر "لوجيكا" من كبريات الشركات في مجال برمجيات ادارة علاقات العملاء C R M، اضافة الى خبرتها في اقامة المراكز المتطورة للعناية بالعملاء. ومن ضمن شركات الاتصالات العالمية التي تعتمد حلول "لوجيكا"، شركة الاتصالات البريطانية "بي تي"، و"فودافون" و"إيه تي أند تي". وباشرت شركة الاتصالات السعودية بالفعل بإحداث تغييرات تنظيمية داخلية تهدف الى الفصل بين خدمات الهاتف الثابت وخدمات الهاتف الجوال في عملياتها. وهي في صدد تطوير خدمات البيانات المتنقلة للمستهلكين، وكذلك خدمات الاتصالات اللاسلكية الى الشركات الصغيرة. مدير شركة "لوجيكا" ديرك كيمبل تحدث الى "الحياة" عن رؤيته لقطاع الاتصالات في المملكة وآفاق تطوره. باعتباركم شريكاً استراتيجياً، كيف تتعامل شركة الاتصالات السعودية مع نمو سوق الاتصالات؟ - يتخذ استعداد الشركة السعودية للمنافسة في قطاع خدمات الاتصالات المتنقلة ثلاثة أشكال، تركز كلها على المستهلك، وتزيد من مستوى الخدمات المقدمة له في المملكة. وهذه الأشكال هي: 1 - توحيد نقاط اتصال خدمات العملاء من خلال وضع اطار موحد لكل خدمات العناية بالمشتركين في المملكة، بما في ذلك مكاتب التحصيل. 2 - تحسين خدمات العناية بالمشتركين والفوترة، لتمكين الاتصالات السعودية من تقديم عدد كبير من الحزم وعروض الباقات الخاصة بعملاء الجوال. 3 - تفعيل نشاطاتها عبر الانترنت حتى يتمكن العملاء من تسديد الفواتير الكترونياً عبر الشبكة. ويكمن التحدي الأكبر في القدرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة، خصوصاً في قطاع خدمات الجوال، ويعود السبب في ذلك الى ان عدد الذين يريدون الحصول على خطوط هواتف الجوال في المملكة أكبر بكثير من العدد المتوافر من هذه الخطوط حالياً. وتقوم الشركة بالتصدي لهذا التحدي عبر طرق عدة، مثل دراسة أساليب جديدة لمركزة وحدات العناية، اضافة الى تحسين اداء عمل مكاتب المشتركين. وتدرك الشركة أهمية استخدام الحلول التقنية المتطورة مثل برمجيات ادارة علاقات العملاء، في تمكينها من تقديم أفضل الخدمات على مدار الساعة لعملائها وللمستفيدين من خدماتها. ما هي الفوائد التي ستعود على المستخدم السعودي جراء هذه التغييرات المتوقعة؟ - إذا تمكنت الشركات السعودية العاملة في ميدان الاتصالات من استخدام التقنيات الحديثة، سيلمس المستخدم السعودي استجابة سريعة لاحتياجاته ومتطلباته، فضلاً عن توفير المزيد من الخدمات التقنية المتطورة التي ستزيد من فاعلية الخدمة التي يحصل عليها. وكما هو معروف عالمياً، يسهم التنافس بين الشركات في خفض الأسعار ورفع جودة المنتجات والخدمات. ولا أرى ان السوق السعودية سيشذ عن هذه القاعدة. وعموماً سيسهم فتح باب المنافسة في السوق السعودية في جلب المزيد من خدمات الاتصالات المتنقلة الى المستخدم في المملكة. ومن الممكن فتح باب المنافسة امام شركات عالمية كبرى لتقديم خدماتها في السوق السعودية، إذ ستقوم هذه الشركات العالمية بتأجير الخطوط من شركة الاتصالات السعودية ومن ثم بيعها تحت علامتها التجارية الى المستخدم. كيف تمكن مقارنة واقع سوق الاتصالات السعودية مع غيرها من اسواق بلدان الشرق الأوسط؟ - مما لا شك فيه ان الشركات السعودية العاملة في ميدان الاتصالات تستثمر الكثير من أجل الحصول على أحدث التقنيات والحلول العالمية لتأمين بنية تحتية تقنية رفيعة المستوى لتمكينها من المنافسة في السوق السعودية، لا سيما لو أخذنا في الحسبان الحجم الكبير والامكانات الكبيرة لهذه السوق خصوصاً في ميدان الاتصالات المتنقلة. كما ان نطاق المنافسة بين الشركات المزودة خدمات الهاتف الجوال في المملكة ستكون بوتيرة أسرع بكثير من غيرها في المنطقة لأن المستخدم السعودي يحب استخدام التقنية الحديثة، إضافة الى الارتفاع النسبي في معدلات الدخل في المملكة. ومن عوامل المقارنة الأخرى، ان حجم قطاع الاتصالات في المملكة لوحده، أكبر بكثير من أسواق الكثير من قطاعات الاتصالات في بعض بلدان المنطقة مجتمعة! الأمر الذي يجعل المملكة سوقاً مغرياً لشركات الاتصالات. كما ان للانترنت امكانات نمو كبيرة في سوق المملكة، خصوصاً قطاع الانترنت اللاسلكية. ويعود هذا أيضاً الى النمو الكبير في عدد المشتركين بهذه الخدمات والى الاقبال الملحوظ للمستخدم السعودي على الهواتف الجوالة، والمساعدات الشخصية الرقمية، وغيرها من أجهزة النفاذ الى الانترنت والمحمولة يدوياً. ما هو الدور الذي تطمح "لوجيكا" الى لعبه في سوق الاتصالات السعودية المتجددة؟ - "لوجيكا" موجودة بالفعل في سوق الاتصالات السعودية عبر مجموعة من المشاريع المهمة التي تقدم خدماتها في السوق السعودي. ومن ضمن هذه المشاريع توفير النظام التقني المتطور لخدمة الرسائل القصيرة التي تقدمها شركة الاتصالات السعودية. إضافة الى نظام العناية بالمشتركين والفوترة المستخدم في شركة "غلوبال ستار" السعودية. وبالاعتماد على هذا السجل المتميز من الخدمات في المملكة، تأمل "لوجيكا" ان تلعب دوراً فاعلاً في تطوير البنية التحتية لتأمين نجاح قطاع اتصالات البيانات المتنقلة في المملكة.