يبدأ ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان زيارة اليوم السبت لسلطنة عمان تستغرق ثلاثة أيام بدعوة من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان. وتأتي زيارة الشيخ خليفة للسلطنة على خلفية الانتهاء من تخطيط الحدود وترسيمها بين سلطنة عمان وإمارة أبو ظبي في مرحلة أولى لإنهاء ملف الحدود بين مسقط ودولة الامارات بشكل كامل. وسيتم خلال هذه الزيارة البناء على الاتفاقية الحدودية التي وقعها في أيار مايو الماضي عن جانب الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال زيارة لهذا الغرض لمدينة صحار العمانية ووقعها عن السلطنة السلطان قابوس بن سعيد. وصدق الشيخ زايد نهاية عام 1999 على الاتفاقية لتكون نافذة المفعول. وبموجب هذه الاتفاقية الاطارية ستسوى قضية الحدود بين الامارات وسلطنة عمان في القطاعات الأخرى التي تمتد بين السلطنة والامارات الشمالية في دولة الامارات، ويبلغ طولها نحو 700 كيلومتر. وشكلت الامارات لجنة عليا للحدود برئاسة الفريق أول الشيخ محمد بن راشد المكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع لانهاء ملفات الحدود مع الدول المجاورة، وتضم اللجنة خلال اجتماعاتها ولي عهد أية امارة يتم بحث حدودها مع الدول الأخرى في الخليج. ويلفت مراقبون الى ان ولي عهد دبي وزير الدفاع رئيس لجنة الحدود الاماراتية لن يرافق الشيخ خليفة خلال زيارته لمسقط، في اشارة الى ان استكمال ملف الحدود بين الاماراتوعمان لن يكون رسمياً قيد البحث في هذه الزيارة. ويرافق الشيخ خليفة بن زايد في هذه الزيارة وفد رفيع المستوى، يضم الفريق الركن طيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس اركان القوات المسلحة وأحمد خليفة السويدي الممثل الشخصي لرئيس دولة الامارات، واللواء الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وكيل وزارة الداخلية رئيس دائرة الشرطة في أبو ظبي، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الاعلام والثقافة، وراشد عبدالله النعيمي وزير الخارجية. وتؤكد مصادر مطلعة ان الوضع في الخليج وتطورات عملية السلام في الشرق الأوسط والاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة على لبنان ونذر تطور الموقف في المنطقة ستكون في مقدم القضايا السياسية التي سيتم بحثها. وقالت ان نتائج العملية الانتخابية الأخيرة في ايران وانعكاساتها على العلاقات الايرانية - الخليجية ستكون محل بحث بين السلطان قابوس والشيخ خليفة بن زايد والمسؤولين من الجانبين، وخصوصاً انعكاساتها على قضية الجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. ولفتت الى ان اجتماع قابوس وخليفة اليوم السبت سيكون أول اجتماع خليجي على هذا المستوى بعد الانتخابات الايرانية التي انتهت بفوز كبير للاصلاحيين. وأكدت ان بحث الوضع في ايران يكتسب أهمية خاصة بين الامارات وسلطنة عمان، نظراً لكون الأولى طرفاً اساسياً في قضية الجزر وكون الثانية عضواً في اللجنة الثلاثية التي شكلها مجلس التعاون لدول الخليج العربية، للاتصال مع ايران وإيجاد آلية لبدء مفاوضات مباشرة بين الامارات وإيران لتحقيق حل سلمي لأزمة الجزر او عرض القضية على التحكيم الدولي. يضاف الى هذا ان مسقط تجري مشاورات مستمرة مع طهران بشأن مختلف القضايا الخليجية - الايرانية. وتلفت المصادر الى ان العلاقات الاقتصادية والاستثمارية ستكون ذات أولوية في المحادثات وذلك استناداً الى ما تحقق في المرحلة السابقة وما افرزته اتفاقية الحدود في القطاع الخاص المشترك بين سلطنة عمان وإمارة ابو ظبي 330 كيلومتراً من امكانات واسعة لتطوير علاقات البلدين في مختلف المجالات. وكانت العلاقات الاماراتية - العمانية شهدت قفزة نوعية في العام 1994 نتيجة زيارة قام بها الشيخ زايد لمسقط تم خلالها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وفهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني. وحققت هذه اللجنة انجازات مشتركة بينها السماح لمواطني الاماراتوعمان التنقل بين البلدين بالبطاقة الشخصية وإنشاء "شركة عمان - الامارات للاستثمار" التي أسست بدورها مشاريع عدة مشتركة.