واشنطن - أ ف ب - تملك الولاياتالمتحدة مجموعة مدهشة من وسائل المراقبة الالكترونية المخصصة لمراقبة الجيوش التقليدية، لكن هذه الوسائل غير كافية لملاحقة الشبكات التي تصفها واشنطن بانها ارهابية في افغانستان. وتستخدم الاقمار الاصطناعية والطائرات الاستطلاعية وطائرات المراقبة من دون طيار، تمهيدا للقصف او لعمليات الكوماندوس. وتستطيع هذه الوسائل التقاط صور فوتوغرافية او تسجل شرائط "فيديو" لمواقع الخصم وتحركاته والتنصت على اتصالاته، لكنها لا تستطيع الحل محل الوسائل البشرية كالجواسيس لتوقع الاعتداءات وتنقلات الارهابيين المفترضين. واوضح جون بايك من مركز الابحاث المستقل "غلوبال سيكيوريتي.اورغ" ان الاقمار الاصطناعية تستخدم عموما للتعرف الى معسكرات التدريب، وطائرات التجسس "يو - 2" لمتابعة تحركات الشاحنات، والطائراتمن دون طيار من نوع "بريدايتور" لمراقبة تحرك الجنود. وتاليا يملك الاميركيون في الجو شبكة لمراقبة الارض والتنصت عليها. وقال ستيفن افترغود من "اتحاد العلماء الاميركيين" ان الاقمار الاصطناعية الخاصة برصد الاحوال الجوية واقمار الاتصالات التابعة لسلاح الجو الاميركي تشكل "الجهاز العصبي المركزي لعملياتنا المركزية" من دون ان تكون تابعة لاجهزة الاستخبارات. وهناك ايضا اقمار التنصت الالكتروني سيغنال انتليجنس او سيغ-انت التابعة لوكالة الامن القومي، اضافة الى هوائيات ضخمة مخصصة لالتقاط الاتصالات وخاصة اجهزة اللاسلكي. لكن بايك اعرب عن الاعتقاد بان الاقمار الاصطناعية والطائرات التي تستخدم تكنولوجيا "سيغ - انت" مثل طائرة "اي - بي 3 اورايون" التي اسقطتها طائرة مقاتلة صينية في نيسان ابريل الماضي لا تلعب دورا مهما في افغانستان، لكنها قد تنفع "في حال تحولت طالبان هدفا وفي تلك الحالة يفترض بقادتها تنسيق مقاومتهم مع تحالف الشمال المعارضة الافغانية المسلحة عبر اجهزة اللاسلكي". واشار الى ان هناك نوعين من اقمار التجسس في المدار يشرف عليها المكتب الوطني للاستطلاع، وتنقل صورها الى وكالة الصور والخرائط الوطنية، والمكتب والوكالة تابعان للمنظومة العسكرية. ويضم النوع الاول من اقمار التجسس ثلاثة اقمار رادار سميت في البداية "لاكروس" ثم "اونيكس"، وهي قادرة على المراقبة عبر الغيوم وفي الليل والتقاط صور فائقة الدقة. كما ان هناك العدد نفسه من الاقمار التي تلتقط صورا رقمية وتؤدي عملا يمكن ان يتم الحصول عليه في حال توجيه المنظار الفلكي "هابل" لمراقبة الارض. واوضح بايك ان الاقمار الاصطناعية لا تمسح الارض الا لخمس دقائق مرتين يوميا عند مرورها فوق المنطقة المعنية وتتبع مدارات متوقعة. وفي هذه الحال تعطى الافضلية لطائرات التجسس لانها قادرة على البقاء ساعات فوق هدفها. وذكر ان طائرات "يو - 2" الشهيرة سبق ان اسدت خدمات كثيرة في هذا الاطار، خصوصا لوكالة الاستخبارات المركزية منذ العام 1955. اذ انها تحلق على ارتفاع شاهق الى درجة لا يمكن معها اسقاطها الا بصواريخ بعيدة المدى، لا يملكها الافغان. وهناك ايضا طائرات رادار من طراز "اواكس" او "اي - 2 سي هوكاي" في المنطقة. لكن يبدو ان الافضلية اعطيت لاستخدام طائرات من دون طيار مثل "غلوبال هوك" التي تحلق على ارتفاعات شاهقة، و"بريدايتور" التي تستطيع التمركز على ارتفاع متوسط لمراقبة الجيوش. غير ان ل"بريداتور" نقطة ضعف ادت الى اسقاط العراقيين احداها هذا العام كما اسقطت "طالبان" اخرى مؤخرا. وتتوافر كذلك اجهزة الالتقاط او الاستشعار الالكترونية المموهة، وهي بحجم كف اليد ومزودة كاميرات ومعدات اخرى للمراقبة ويمكن ان تثبتها فرق الكوماندوس. غير ان ملاحقة اسامة بن لادن واتباعه تستلزم بالضرورة "استخبارات بشرية" كمجموعات النخبة الصغيرة التي تتسلل خلف الخطوط لفترات قصيرة، لانه يتعذر في افغانستان التمييز من الجو بين شاحنة مدنية واخرى عسكرية، بحسب فيكتور غوباريف. ويؤكد هذا الخبير من مجموعة "سترافور" المستقلة للدراسات في اوستن تكساس ان الاميركيين تنقصهم شبكة من المخبرين في افغانستان، خصوصا لدى اتنية الباشتون التي يتحدر منها عناصر "طالبان". لذا يتعين عليهم التعاون مع اجهزة دول اخرى كبريطانيا وفرنسا، وخصوصا باكستان وروسيا. وذلك سيستغرق بعض الوقت.