عادت العلاقات بين سورية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب اللبناني وليد جنبلاط، فانفرجت بعدما كانت دعوته الى البحث في تحديد نقاط جديدة لتمركز الجيش السوري في لبنان وفقاً لاتفاق الطائف قبل شهرين، أدت الى غضب دمشق من كلامه وصدور أنباء منها بأنه غير مرحب به فيها. وأعلن امس في بيروت ان جنبلاط "تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان الذي أكد ان سورية هي بيت وليد جنبلاط وبلده، وان العلاقة التي تربط القيادة السورية به هي علاقة أخوية عميقة". وجاء في الخبر الذي وزعته اوساط جنبلاط ان الأخير "شكر للواء كنعان اتصاله مؤكداً الشعور نفسه"، وان كنعان التقى في عنجر وزير الاعلام غازي العريضي و"عرض معه للأوضاع العامة والتطورات السياسية في لبنان والعلاقات اللبنانية السورية". وعلمت "الحياة" ان توزيع الخبر على هذا الشكل، تم باتفاق بين الجانبين، ما يعني اشعاراً سورياً شبه رسمي بقرب عودة العلاقة مع جنبلاط اثر شهرين من الانقطاع، وبعد حملة عنيفة على الأخير، رداً على كلامه على العلاقات اللبنانية السورية وإعلانه رفضه "التدخل في الأمور الجانبية"، وبلغت الحملة حد اتهام حلفاء سورية جنبلاط "بالتحالف مع الاسرائيليين"، وتوّجها مصدر سوري مسؤول بنفي صدور قرار يمنعه من زيارة سورية، مشيراً الى انه مرحب به "كمواطن عادي لا كمسؤول...". وإذ تجنب جنبلاط خلال الشهرين الماضيين تكرار تصريحاته عن العلاقات مع سورية، نشطت الوساطات من قيادات عدة، بعضها من التقاهم الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، دعوا الى محاورة جنبلاط، فأكد الاسد لهم ان لا قطيعة معه. وقال مسؤولون سوريون ان الهدف كان "ردع" حليف سورية عن مواقفه. وأبرز الذين ناقشوا مع المسؤولين السوريين اعادة العلاقة مع جنبلاط، رئيس الحكومة رفيق الحريري. وبذلت جهود لوضع مخرج في هذا الصدد فشل بعضها تارة برفض سوري وأخرى بممانعة من جنبلاط، الى ان حصل اتصال كنعان بالأخير الأسبوع الماضي استناداً الى قرار من القيادة السورية، مفاده "اننا نريد جنبلاط في سورية ومعها". وتوقعت مصادر مطلعة ان يعقد جنبلاط قريباً لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين، تتوج باجتماع مع الرئيس الأسد. وينتظر ان يزور الرئيس الحريري دمشق بعد غد الخميس للقاء الأسد والبحث معه في آخر التطورات الاقليمية والمحاولات التي تقوم بها الولاياتالمتحدة الاميركية لاستئناف المفاوضات على المسار الفلسطيني، ويسبق لقاء الحريري الأسد زيارة الأول لايران السبت المقبل.