سوابق بطولة قطر الدولية لكرة المضرب كثيرة، والمهم ان اولى الدورات السنوية في العام الجديد والتي أقيمت على ملاعب "مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش" في الدوحة كانت من نصيب التشيلي مارسيلو ريوس بتغلبه على التشيخي "المفاجأة" بوهدان اوليراخ 6-3 و2-6 و6-3 في ساعة و39 دقيقة. وضرب ريوس عصافير عدة بحجر واحد، فقد فاز باللقب القطري وب137 ألف دولار وبالمركز الأول في أول تصنيف يصدر هذه السنة عن رابطة اللاعبين المحترفين برصيد 275 نقطة... والأهم من ذلك كله انه أوفى بوعده لزوجته وأهداها أول لقب بعد زواجهما بأسبوع واحد فقط. بعد نحو عامين، عاد التشيلي مارسيلو ريوس الى صدارة ترتيب لائحة المصنفين الذي يصدر عن رابطة اللاعبين المحترفين لكرة المضرب، بعدما أحرز لقب بطل دورة "قطر اكسون موبيل" الدولية المفتوحة التي اقيمت للمرة التاسعة على ملاعب "مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش" في الدوحة. واعتلى ريوس الصدارة ب275 نقطة، بفوزه على التشيخي بوهدان اوليراخ في المباراة النهائية للبطولة القطرية 6-3 و2-6 و6-3 بعد مباراة مثيرة وقوية استمتع بمشاهدتها نحو 1400 متفرج يتقدمهم الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية. وشهدت النسخة التاسعة من البطولة مفاجآت قوية أطاحت كبار المصنفين فيها، وفي مقدمهم الروسي يفغيني كافلينكوف والألماني نيكولاس كيفر والهولندي سيينغ شالكن والسويسري مارلو روسيه والفرنسي فابريس سانتورو والارجنتيني غاستون غوديا... لكنها أفرزت في الوقت ذاته لاعباً مميزاً هو اوليراخ الذي قدم عروضاً قوية وثابتة أمام الكبار على رغم انه تأهل من التصفيات، وأيضاً الفرنسي نيكولاس اسكوديه الذي بلغ الدور نصف النهائي عن جدارة. وكان ريوس سعيداً جداً لأنه حصل على اللقب بعد زواجه بأسبوع واحد فقط، وقال: "قالت لي زوجتي لا بد من أن تفوز باللقب وها أنا قد فعلت، وهو هديتها كما وعدتها"، مشيراً الى أن الفوز جاء في الوقت المناسب لأنه أخرجه من حال الجفاف التي مر بها خلال الموسم الماضي بعدما تعرّض للاصابة مرات كثيرة، ولم يتمكن على أثر ذلك من تحقيق مركز متقدم. وأوضح البطل انه كان متخوفاً من معاودة آلام الظهر اثناء المباراة "لم أكن أفكر بالفوز بمقدار ما فكرت وحرصت على الحفاظ على سلامتي". واعترف بأنه شعر بحرج كبير في المجموعة الثانية "راودني شعور ان حلمي يتبخر، لكن الأمور استقامت في المجموعة الثالثة وحققت فوزاً ثميناً ومهماً". وأضاف: "سأسعى الى الاحتفاظ بصدارة التصنيف العالمي، لكني أعلم ان الأمر لن يخلو من صعوبة". أما أوليراخ، الذي كان مفاجأة البطولة بحق، فأكد ان الارهاق كان وراء خسارته المباراة النهائية "الاجهاد دفعني الى ارتكاب بعض الأخطاء، لا سيما في المجموعة الأولى، كانت سبباً في هزيمتي، لكن هذا لا يمنع من انني قدّمت عرضاً طيباً... وحصولي على المركز الثاني انجاز كبير لي، وسأحاول استغلاله من الجانب المعنوي في البطولات المقبلة التي سأسعى من خلالها الى تحسين ترتيبي في التصنيف العالمي". ألغاز وبقي اللاعبون المغاربة وغياب الجماهير من أبرز ألغاز البطولة، وجاء خروج الثلاثي المغربي هشام ارازي ويونس العيناوي وكريم العلمي بخفي حنين صدمة لكل العرب. وخرج الأخيران من الدور الأول، في حين صمد ارازي حتى الدور ربع النهائي قبل أن يسقط أمام اسكوديه... لكنه لم يقدم عروضاً مقنعة وافتقر الى الحماسة في مباراته أمام الفرنسي، خصوصاً في شوطها الثاني على رغم انه كان بامكانه تحقيق حلم عربي جميل خيّم على أجواء البطولة منذ يومها الأول. والجماهير بقيت لغزاً محيراً، فقد خوت مدرجات ملاعب "مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش" على المتفرجين باستثناء المباراة النهائية التي شهدت حضور نحو 1400 ولم يتابع اي مباراة اخرى اكثر من 200 متفرج باستثناء لقاء ارازي - اسكوديه الذي شهده نحو 600 متفرج. وأرجع علي الفردان رئيس الاتحاد لكرة المضرب رئيس اللجنة العليا المنظمة الأمر الى سفر ابناء الجاليات المختلفة الى الخارج لقضاء الأعياد في بلادهم، وارتباط الطلاب بامتحاناتهم، وعدم وجود لاعبين بريطانيين أو اميركيين في البطولة على اعتبار ان جاليتيهما هما الأكبر في قطر. لكن الفردان أكد ان الاتحاد القطري بحث بعمق في أسباب احجام الجماهير عن مشاهدة المباراة، واتخذ قرارات عدة من أجل جذب اللاعبين الكبار للمشاركة والجماهير لمتابعتهم. وتقرر خفض أسعار بطاقات الدخول بنسبة تقترب من 30 في المئة، وألا تزيد اسعار البطاقات الموسمية على 500 ريال قطري. وأضاف الفردان انه تقرر أيضاً ان يتم السحب على 4 سيارات من طراز بي أم دبليو خلال الأدوار النهائية، وان هذا القرار سيطبق اعتباراً من بطولة السيدات المقررة من 12 الى 18 شباط فبراير المقبل، والبالغة قيمة جوائزها 250 الف دولار. واعتبر ان فوز ريوس باللقب يمثل اضافة جديدة الى لائحة الفائزين ببطولة قطر الدولية "لأنه اسم كبير في عالم كرة المضرب، واكتسب شعبية كبيرة في الدوحة ما جعله يؤكد عودته للمشاركة في العام المقبل". وتحدث الفردان عن طموحات بلاده الرياضية، وأكد أنه على رغم صغر القاعدة الممارسة للرياضة، بيدَ أن الدولة تعطيها من اهتمامها ورعايتها الكثير، وتهدف دائماً الى توسيع هذه القاعدة. واعتبر ان ما يتحقق حالياً في مجال الرياضة هو انجاز حقيقي خصوصاً مع الحجم الحالي للقاعدة الممارسة. وأشار الى أن الاهتمام الرسمي بلعبة كرة المضرب بدأ يعطي ثماره لأن كرة المضرب القطرية صارت الأولى خليجياً والثالثة عربياً بعد المغرب ومصر، لكننا نبحث عن مكان أفضل على الصعيد العالمي. نحن نُعد لذلك، وأعتقد ان بطولات قطر الدولية ساهمت وستساهم في اعداد جيل قادر على تمثيلنا عالمياً في القريب العاجل. تثقيف الجماهير من جانبه، أكد دحلان الحمد الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية انه "حان الوقت للعمل على تثقيف الجماهير بلعبة كرة المضرب ، ولن يتم تثقيفها الا بتقرّبها أكثر من الأحداث المهمة. في المسابقات الدولية التي نظمتها قطر في ألعاب القوى الجائزة الكبرى عملنا على نشر اللعبة أولاً، ثم قدمنا اغراءات مهمة للجماهير كي تتابع المنافسات من موقع الحدث فتتثقف". واعتبر الشيخ أحمد الجابر الصباح رئيس الاتحادين الكويتي والعربي لكرة المضرب، ان خروج المصنفين الأوائل من البطولة باكراً أثر في الحضور الجماهيري: "أمر طبيعي ان تغيب الجماهير، لأن اللاعب الشهير والمعروف هو الذي يجذبها الى الملعب. وطالما ان الكبار تساقطوا واحداً تلو الآخر، فإن ما شاهدناه شيئاً عادياً ويحدث في كل مكان".