} تسارعت الأحداث وتصاعدت حدة التوتر خلال الساعات ال24 الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في قطاع غزة، في الوقت الذي تشهد العملية السلمية تحركات واتصالات مكثفة للتوصل الى اتفاق نهائي في شأن الصراع العربي - الاسرائيلي، كان أبرزها توجه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى الولاياتالمتحدة للقاء الرئيس بيل كلينتون تلبية لدعوة من الأخير. شهد قطاع غزة أمس أربعة انفجارات أسفرت عن اصابة عدد من الجنود الاسرائيليين، فيما استشهد مواطن فلسطيني برصاص قوات الاحتلال التي شلت حركة التنقل في القطاع من خلال اغلاق المعابر، وتقطيع أوصاله وعزل المدن والقرى والمخيمات عن بعضها. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان انفجارين وقعا قرب مستوطنة "دوغيت" الواقعة شمال مدينة بيت شمال القطاع، اصيب فيهما جنديان اسرائيليان بجروح طفيفة. وبثت الاذاعة الاسرائيلية ان جندياً أصيب بجروح أثناء محاولته تفكيك عبوة ناسفة وضعت على جانب احدى الطرق المؤدية الى المستوطنة. وفي اعقاب وقوع الانفجارين، اطلق جنود الاحتلال النار في جميع الاتجاهات ما أدى الى مقتل المواطن صابر عوض خضر 52 عاماً. وقال شهود ل"الحياة" ان المواطن خضر كان يعمل في فلاحة أرضه القريبة من المستوطنة، عندما اطلق الجنود النار في اتجاهه، في أعقاب وقوع انفجارين يفصل بينهما نحو 10 دقائق، ما أدى الى اصابته بجروح خطيرة. وأن عدداً من المواطنين نقلوه في سيارته الخاصة الى الطريق الرئيسي حيث حضرت سيارة الاسعاف، لكنه توفي قبل وصوله الى مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وأشار الشهود الى أن قوات الاحتلال اطلقت النار في اتجاهه انتقاماً لاصابة عدد من الجنود الاسرائيليين في الانفجارين. وأوضحوا أن أربعة أو خمسة جنود أصيبوا جراء الانفجارين. من جهة أخرى، انفجرت عبوة ناسفة جانبية قرب الأراضي الزراعية التابعة لمستوطنة "كفارداروم" اعقبها اشتباك بين مسلحين فلسطينيين وقوات الاحتلال في المستوطنة. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان جندياً اسرائيلياً أصيب بجروح خطيرة في الانفجار، في حين ذكر شهود ان الانفجار أدى الى جرح نحو ثلاثة جنود اسرائيليين. وأوضحوا ان الاشتباك الذي وقع بين المسلحين الفلسطينيين وحراس المستوطنة، استمر دقائق عدة ولم تسجل اصابات بين الفلسطينيين. وجاءت هذه الانفجارات بعد أيام عدة من الهدوء المشوب بالحذر، في أعقاب اغتيال القوات الاسرائيلية الدكتور ثابت أحمد ثابت أمين سر حركة "فتح" في طولكرم قبل ثلاثة أيام. وكانت حركة "فتح" هددت بالانتقام لدماء الشهداء، خصوصاً الذين قضوا في عمليات الاغتيال، التي طالت نحو 20 فلسطينياً منذ بدء الانتفاضة. وقالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان لديها معلومات عن ان حركة "فتح" وضعت خطة لتصفية عدد من القادة العسكريين الاسرائيليين وقادة المستوطنين. اغلاق المطار ورداً على وقوع الانفجارات في مدينة نتانيا شمال تل ابيب مساء أول من أمس، اغلقت الدولة العبرية مطار غزة الدولي أمام حركة الملاحة الجوية، كما اغلقت معبر المنطار "كارين" ومعبر "صوفاه" الواقع شمال شرقي رفح أمام حركة الدخول والخروج للبضائع والسلع، كما قطعت الاتصالات بين القطاع والخارج. وتعتبر هذه المرة الخامسة التي تغلق فيها سلطات الاحتلال مطار غزة الدولي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في نهاية أيلول سبتمبر الماضي. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل حولت سلطات الاحتلال مدن قطاع غزة الرئيسة الى سجون داخل السجن الكبير. اذ فصلت مدينة رفح عن خانيونس في جنوب القطاع، كما فصلت المدينتين عن مدينة دير البلح والمخيمات الوسطى وسط القطاع، وفصلت الأخيرة عن مدينة غزة وشمال القطاع. ووضعت حواجز عسكرية على الطرقات مستخدمة الدبابات والآليات العسكرية. كما أقامت موقعاً جديداً على الطريق الذي يربط مدينة غزة ومحافظة الوسطى المخيمات الوسطى قرب شاطئ البحر غرب مستوطنة "نتساريم"، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة. ونتيجة لهذه الاجراءات لم يتمكن عشرات الآلاف من الموظفين والطلبة والعمال من الوصول الى وظائفهم ومؤسساتهم وجامعاتهم، وأماكن عملهم، ما أدى الى شل الحياة الاقتصادية والاجتماعية في القطاع.