"لي قمر في الرصافة. لي سمك في الفرات ودجلة. ولي قارئ في الجنوب. ولي حجر الشمس في نينوى. ونيروز لي في ضفائر كردية في شمال الشجن. ولي وردة في حدائق بابل. لي شاعر في بويب. ولي جثتي تحت شمس العراق". كلمات محمود درويش هذه يمكن أن تقرأها قراءة رومانسية، كأي نص شعري يختلط فيه الإنسان بالأرض والتاريخ والذكريات، ولكن من يعيش في العراق - ولو لحظات - لا بد أن يقرأها بعين أخرى. العراق - بالنسبة لمن يعرفه - شريان نفسي، يتدفق فيك، وأنت تراه، وتلمسه، وتغوص فيه، كما يغوص فيك. نعم. العراق شريان نفسي يتدفق تدفق الفرات ودجلة منذ جلجامش حتى السياب، مروراً بينابيع الإبداع والحضارة العربية الإسلامية. فأين هو العراق الآن؟ كيف ألقى أبناءه المبدعين الى المتاهات والمنافي؟ كيف لي أن أحمي ذكرياتي في العراق، ومن العراق من هذا الخراب الجامح كالبركان والذي يهب من العراق على العراق وعلينا؟ كيف؟