وضع الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم حداً لخلاف ناديي الاتحاد والأهلي الذي نشب حول قيمة انتقال لاعب الوسط الدولي خالد مسعد من الأهلي الى الاتحاد واعتمد قرار لجنة الاحتراف في شأن تحديد قيمة انتقال مسعد بمبلغ مليون ريال يدفعها الاتحاد الى الأهلي منها 15 في المئة للاعب شخصياً. وهي النسبة التي كفلتها لائحة الاحتراف. وأعلن ذلك رئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر ان هذا القرار جاء عقب عدد من الاجتماعات التي عقدتها اللجنة ودرست خلالها الوثائق كافة المقدمة من الناديين والخلاف القائم في شأن قيمة انتقال مسعد. وكان الناديان اختلفا على تحديد قيمة انتقال مسعد، اذ طلب الأهلي مبلغ مليوني ريال، بينما عرض الاتحاد مبلغ 600 الف ريال معتمداً بذلك، على عمر اللاعب الذي تؤكد البطاقة الرسمية انه بسن 33 عاماً، بينما تؤكد سجلات الاتحاد السعودي أنه لم يتجاوز ال29 عاماً. وأوضحت مصادر مقربة من اللاعب أنه استلم مبلغ 600 الف ريال من الاتحاد. المتضررون يذكر ان الأهلي بات أكثر الأندية تضرراً من تصاعد حمى انتقالات اللاعبين التي اجتاحت ملاعب كرة القدم عقب اقرار قانون من اتحاد اللعبة يسمح بانتقال اللاعب المحترف من ناديه عند انقضاء فترة عقده. وبلغ تضرر الأهلي ذروته عندما أعلن قائده مسعد نيته عدم تجديد عقده ورغبته في الانتقال الى الاتحاد الذي منحه عرضاً مغرياً في مقابل الانضمام الى صفوفه. وأدى رفض المسؤولين في الأهلي شروط لاعبيهم بالحصول على مبالغ مالية كمقدم عقد لقاء تجديد عقودهم المنتهية، الى انتقال قائد الفريق السابق عبدالله سليمان الى الهلال والمهاجم الشاب عبدالرحمن أبو سيفين الى الوحدة في مقابل مبالغ كبيرة تجاوزت مليون ريال لكل منهما. ويبرر المسؤولون في الأهلي رفضهم مطالب اللاعبين المالية لعدم قانونية مطالبة اللاعب بمقدم عقد عند تجديد توقيعه لفترة مقبلة. ويرون ان ما يطالب به اللاعبون هو خروج صريح على قوانين الاحتراف في السعودية التي لم تمنح اللاعب حق المطالبة بمقدم عقد أو تلزم النادي بدفع مبالغ مالية له لقاء تجديد عقده. ويخشى الأهلاويون أن يؤدي السماح للاعبين المحترفين بحرية الانتقال من أنديتهم الى رحيل لاعبين بارزين في الفريق بحثاً عن ملايين الأندية الكبيرة، التي لا تجد حرجاً في إغرائهم بمبالغ خيالية عند قرب انقضاء عقودهم من دون علم انديتهم، خصوصاً ان تعرض لاعبي الأهلي الى الاغراء المالي يقابله رفض المسؤولين في النادي دفع مقدم عقد قد "يعوّض" ملايين الاتحاد والهلال والنصر. وينتظر ان تنتقل العدوى الأهلاوية الى الأندية الأخرى التي أصبحت ملزمة البحث عن تمويل ضخم يكفي لتجديد عقود لاعبيها وضمان عدم انتقالهم الى الأندية المنافسة، ما يجعلها تتحول من إنفاق الملايين لشراء عقود المميزين من الأندية الأخرى الى انفاقها على تجديد عقود لاعبيها قبل أن يغادروا بحثاً عن النعيم في اندية أخرى. وطرح سماح الاتحاد السعودي لكرة القدم بانتقال اللاعبين قضية البحث عن مصادر تمويل للأندية مجدداً، بعدما اصبحت تكاليف التعاقد مع اللاعبين المحليين والأجانب تتجاوز امكاناتها، ولم تعد تستطيع توفير الملايين لتمويل تعاقداتها نظراً الى أن حصولها على السيولة اللازمة بات محدوداً. ويرى المتابعون للساحة الكروية في السعودية ان قرار السماح بحرية انتقال اللاعبين سبق قراراً مهماً حول تخصيص الأندية، يجب أن يصدر قبل السماح بانتقال اللاعبين الذي يحتاج الى تمويل كافٍ.