اعلن زعيم المؤتمر الوطني الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي ان عهد الانقلابات العسكرية في بلاده انتهى بسبب انتشار الاسلام وصعوبة فرض أي خيار غيره. وفي موازاة ذلك باشرت المعارضة السودانية في الخارج اتصالات واسعة من أجل وضع آلية لحل سلمي. فالتقى كل من زعيمها السيد محمد عثمان الميرغني ورئيس قيادتها العسكرية العقيد جون قرنق مسؤولين اريتريين في هذا الاطار. قال زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي ان عهد الانقلابات العسكرية في البلاد انتهى لأنها لم تعد وسيلة مناسبة لقيادة التغيير. وعزا ذلك الى تمدد الاسلام في البلاد بصورة تصعب من مقاومته وفرض خيار آخر غير البرنامج الاسلامي. وقال "ان الشعوب تتجه الآن نحو الحريات والتواضع على طرق أخرى لتداول السلطة". ودافع الترابي في حوار مفتوح مع طلاب جامعة وادي النيل وسط السودان عن الانقلاب الذي قاد الرئيس عمر البشير الى السلطة في حزيران يونيو العام 1989، واعترف بأنه كان عقله المدبر، ووصفه بأنه كان "مرحلة اضطرارية وانتهت مسبباتها بقيام الانقاذ". وأوضح ان السودان تأخر كثيراً بسبب الدائرة الخبيثة التي تنتقل من الحزبية الى العسكرية ثم الحكومات الائتلافية مما عطل دور البلاد في المشاركة الفاعلة في تحقيق نظام اقليمي مستقر". كما دافع عن الفترة التي كان فيها شريكاً في الحكم الى جانب الرئيس عمر البشير قبل ان يفترقا العام الماضي. وقال "ان الانقاذ حققت خلالها نجاحاً غير مسبوق في مجالات عدة، وزادت طموحات أهل السودان الى حياة أفضل". وحذر من أن يتحول النفط الى "قصور وعمارات" لا يكون لها أثر في حياة الناس، وانتقد تعطيل الحكومة للاتحادات الطلابية. وقال انه قاد حملة لإعادة انتخابها حتى لو أدى ذلك الى هزيمة الاسلاميين. وفي أسمرا، ذكرت مصادر في المعارضة السودانية ان "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض كثف نشاطاته الديبلوماسية خلال هذا الاسبوع سعياً الى الية تجمع أطراف النزاع لتحقيق حل سلمي للأزمة السودانية. وأكدت مصادر من المعارضة ل"الحياة" في أسمرا ان زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق اجتمع مع الأمين العام للجبهة الشعبية للعدالة والديموقراطية الحاكمة في أسمرا السيد الأمين محمد سعيد، كما سيلتقي الرئيس الاريتري اساياس افورقي. السفارة المصرية وفي الاطار نفسه، دعت السفارة المصرية مساء أمس كلاً من قرنق وزعيم "التجمع الوطني" السيد محمد عثمان الميرغني الى عشاء يحضره أيضاً سفراء الدول العربية في أسمرا. وتوقعت المصادر المعارضة ان تكون الدعوة مرتبطة بتفعيل المبادرة المصرية - الليبية. وكان مبعوث ليبي التقى قيادات "التجمع" في أسمرا وبحث معهم في قضية الحل. وطالبت المعارضة السودانية الاتحاد الأوروبي بضرورة دفع الجهود نحو توحيد مبادرات الحل السلمي المطروحة للأزمة السودانية. ويأخذ عدد من أحزاب المعارضة على مبادرة السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف في شرق افريقيا ايغاد عدم شموليتها، فيما يصفون المبادرة المصرية - الليبية بافتقارها لاعلان مبادئ واضح على رغم انها تتضمن في دعوتها كل أطراف النزاع السوداني الى الحوار، بينما تعثرت الاقتراحات الاريترية بعدما توترت العلاقات بين أسمرا والخرطوم أيضاً. وأصدر مكتب رئيس "التجمع الوطني" بياناً أمس أكد فيه ان الميرغني سيواصل لقاءاته مع المسؤولين في اريتريا في شأن تطورات الأزمة السودانية، وأن التشاور سيستمر مع قيادات "التجمع" لدفع جهود الحل السياسي الشامل الى أمام.