ليست المرة الأولى تحقق السينما الأميركية فيلماً عن "بيرل هاربور" ذلك المرفأ الذي شهد خلال الحرب العالمية الثانية هجوماً يابانياً ساحقاً على البواخر الحربية الأميركية الراسية فيه، ما أدى الى دخول الولاياتالمتحدة الحرب، بعد تردد، وقلب الموازين كلها. ليست المرة الأولى، لكنها المرة الأضخم. فهذا الفيلم الذي يخرجه مايكل باي، يقال منذ الآن، وقبل نصف عام من بدء عروضه، أنه الأكثر كلفة في تاريخ السينما، أأميركية كانت أم غير أميركية. ومع هذا، وعلى رغم ضخامة الفيلم وضخامة كلفته، نجدنا مرة أخرى أمام أحداث حربية كبيرة تكاد السينما تختصرها الى مسائل شخصية. ففي الشريط الذي تدور أحداثه يوم الهجوم، في السابع من كانون الأول ديسمبر 1941، يحدث ان يكون بين الأميركيين المرابطين في المرفأ، طيار شاب بن آفلك وممرضة شابة كيت بيكنسال مخطوبة الى شاب آخر هو داني. داني هذا يعود بعد الهزيمة ليفاجأ بأن العلاقة بين صديقه وخطيبته بدأت تأخذ منحى غير بريء. وتتعقد الأمور حين يشاء الأميركيون الرد على الهجوم الياباني، ويتقرر أن يتشارك بن آفلك وغريمه في الهجوم الذي هو جزء من أكبر معركة خاضتها القوات الحربية الأميركية في تاريخها. فكيف ستسير الأمور؟ وهل يتغلب الشعور الوطني على الخصومة الشخصية؟ وهل يتفجر الخلاف بين الشابين الى درجة انفجار الصراع؟ ذلك هو الموضوع الأساسي في فيلم يريد لنفسه أن يكون صورة لواحدة من أكبر معارك الحرب العالمية الثانية. وهو سحر السينما أيضاً... أليس كذلك؟