أعلن وزير الثقافة والإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه أن إسرائيل أبلغت الوفد الفلسطيني في طابا استعدادها لاستئناف المفاوضات الماراثونية اليوم، فيما حمل الرئيس المصري حسني مبارك على تصريحات "استفزازية" إسرائيلية تتوعد بلاده. وقال: "قواتنا جاهزة للدفاع عن الوطن. لن نسمح بأي اعتداء، حدث ذلك في 1967 ولن يتكرر، فنحن استوعبنا الدرس". في غضون ذلك، طرح زعيم حزب ليكود المرشح لمنصب رئيس وزراء إسرائيل ارييل شارون، على "مجلس العلاقات الخارجية" في نيويورك، عبر الأقمار الاصطناعية "خطة" بديلة عن اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل قوامها "التدرج البطيء خطوة خطوة" على نمط "اسلوب هنري كيسنجر" شرط "عدم اجراء المفاوضات تحت الضغوط" الناتجة عن "العنف". وأكد أن خطته تشدد على "قدس موحدة تحت سيادة إسرائيلية... عاصمة لإسرائيل إلى الأبد"، وان لا مجال للموافقة على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، أو التخلي عن وادي الأردن "لأنه يشكل مصلحة حيوية". وزاد أن الهدف هو التوصل إلى "شيء يشبه انهاء حال الحرب" مع التمييز بين "الاتفاق الرسمي وبين انهاء النزاع" مع الفلسطينيين. "اتصالات سرية" وقال زعيم ليكود إن "أطرافاً فلسطينية" أجرت اتصالات به، وتحدث عن "اتصالات سرية" بينه وبين دول عربية و"مع فلسطينيين". وأوضح ان هؤلاء "ليسوا من حماس أو الجهاد الإسلامي، وأجري محادثات مع مسؤولين في السلطة الفلسطينية، لكنها ليست رسمية". وشدد على أولوية الأمن في أي طروحات سلام، داعياً إلى "أسس جديدة" في "مراحل متعددة لتكون عملية أوسع شرط أن تنطلق أولاً من إعلان حال اللاحرب، وبعدها يتفق الطرفان على قائمة توقعات". ويبقى كل شيء رهن "وقف التحريض وتعليم ثقافة السلام". وأضاف شارون "أريد ان افاوض والسلام يقتضي التنازلات ولا حاجة لحرب، بل لن تكون هناك حرب" في المنطقة، واشترط وقف الانتفاضة كنقطة انطلاق، معتبراً ان "أكبر خطأ" ارتكبه ايهود باراك هو كشف أوراقه اثناء التفاوض. ودعا العرب الإسرائيليين إلى "شراكة" وتعهد "الدعوة إلى حكومة ائتلاف وطنية" تضم حزب العمل في حال فوزه في الانتخابات. وشدد على رفضه ممارسة الإدارة الأميركية أي ضغوط على إسرائيل، وحض على "بداية" جديدة تنطلق من نسيان ماضيه. مبارك الى ذلك استغرب الرئيس مبارك "إقحام مصر من دون داعٍ في مطحنة التصريحات المتبادلة" بين القوى الانتخابية المتصارعة على منصب رئيس الحكومة الاسرائيلية. وقال لكُتّاب ومفكرين مصريين أداروا معه حواراً مفتوحاً عقب افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب انه يستنكر "تصريحات غير مسؤولة" صدرت عن متنافسين في هذه الانتخابات "لأهداف داخلية". ورأى ان هدف هذه التصريحات "استفزازي"، وانها تعتمد "افتراضات"، لافتاً الى ان مصر تعتبرها "تحذيرات مرفوضة" من الجانبين المتنافسين. وأشار الى "من يردد ان مصر اذا دخلت سيناء دعماً للانتفاضة فإن ذلك يكون تجاوزاً للخط الأحمر"، والى تصريح اسرائيلي آخر يهدد بضرب السد العالي. راجع ص 4 وشدد مبارك على ان مصر تحترم الاتفاقات التي وقعتها و"لا تصلح معنا محاولة الإثارة، ولا نندفع وراء تصريحات غير مسؤولة ونفهم جدياً الأوضاع في هذه المنطقة وما يجري داخل اسرائيل". ووجه حديثه الى مرددي "الأقاويل" ضد مصر: "اذا كنتم تتحدثون للاستهلاك المحلي فهذا ليس شأننا، ونحن قادرون، على الدفاع عن الوطن، ولدينا قوات مسلحة مدربة وجاهزة، وأقول لأصحاب التصريحات، نحن قادرون ولن نسمح بأي اعتداء أياً تكن الظروف، وفي الوقت ذاته لن ننتهك الاتفاقات". وزاد: "من العبث ان يقول بعضهم سنكسر مصر. ذلك حدث مرة واحدة في 1967 ولن يتكرر. استوعبنا الدرس". ونصح مبارك الجانبين المتنافسين في الانتخابات الاسرائيلية بالابتعاد عن "التصريحات التي تستهدف كسب الانتخابات"، ودعاهما الى التوقف عن "مباراة" التصريحات "الاستفزازية التي تستهدف خلق مشاكل". وكان الرئيس المصري في حواره المفتوح مع المفكرين والكتاب والمثقفين المصريين تناول الوضع في مصر من الناحية الاقتصادية والسياسية، كما تناول العلاقات العربية، وعدد نتائج القمة العربية الأخيرة التي استضافتها القاهرة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي.