} استهل الرئيس جورج بوش يومه الاول في البيت الابيض باستقبال مواطنين من كل الاعراق والانتماءات، في محاولة لتضميد الجروح بعد المعركة الرئاسية. واوقف اجراءات اتخذها سلفه بيل كلينتون، لكنه لم يمس امراً اصدره الاخير بمحو ملفات قضائية لاميركيين بينهم شقيق الاخير روجر وصديقته سوزان ماك دوغال المتورطة في فضيحة "وايت ووتر". واشنطن - رويترز، أ ف ب - خصص الرئيس الاميركي جورج بوش يومه الاول في منصبه امس، للصلاة والشكر على صعيد البلاد كلها، وذلك بعد وضعه اللمسات الاخيرة على خطته لخفض الضرائب واصلاح التعليم. كذلك، يأتي في اولويات بوش، وضع حد للانقسامات الناجمة عن معركة الانتخابات الرئاسية. ووعد بوش في كلمة ألقاها في حفل تنصيبه اول من امس، ببناء "امة موحدة في العدل والفرص". وقال بوش في كلمته التي استغرق القاؤها 15 دقيقة انه "احياناً يبدو اننا نشترك في قارة وليس في دولة"، فيما كان متظاهرون على الطريق الذي سلكه الموكب الرئاسي من البيت الابيض الى الكونغرس يحملون لافتات كتب عليها: "اهلاً باللص" و "أعيدوا انتخاب غور رئيساً". ولوحظ ان المشاركين في الاحتفالات الشعبية كانوا الاكثر عدداً في حفلة تنصيب رئاسية منذ ثلاثة عقود، فيما اظهر استطلاع للرأي لمحطة "سي بي اس" التلفزيونية ان 76 في المئة من الديموقراطيين يعتقدون ان بوش لم يفز بالرئاسة فوزاً شرعياً، في مقابل 89 في المئة من الجمهوريون يعتقدون العكس. وعبر بوش الذي لم تزعجه تلك الشكوك، عن الثقة بقدرة ادارته على تمرير مشاريعها مع انقسام الكونغرس بالتساوي بين الحزبين، وخصوصاً في مجلس الشيوخ المنقسم بنسبة متساوية تماماً ويرجح الكفة فيه صوت واحد للجمهوريين هو صوت نائب الرئيس ديك تشيني الذي يرأس المجلس ايضاً. واستهل الرئيس الجديد يوم امس، بحضور قداس في الكاتدرائية القومية، قبل ان يعقد لقاء مفتوحاً في البيت الابيض. وصادق مجلس الشيوخ على تعيين وزراء "الفئة الاولى" في الادارة الجديدة وهم وزراء الخارجية والدفاع والخزانة، وذلك مباشرة بعد اداء الرئيس القسم. كما صادق المجلس على اربعة وزراء آخرين. واول اقتراح ينوي ارساله الى الكونغرس الاسبوع المقبل، سيكون خطته لاصلاح التعليم وهو مجال يمكن للديموقراطيين والجمهوريين ان يعملا فيه معاً. غير ان مشاريع أخرى قد تواجه مشاكل، حتى ان وزير الخزانة بيل اونيل ابدى شكوكاً اثناء جلسة الموافقة عليه في مجلس الشيوخ في ان الخفوضات الضرائبية التي اقترحها بوش مطلوبة لتحريك عجلة الاقتصاد. ودعا بوش 24 امريكياً ممن قابلهم اثناء حملته الانتخابية الى البيت الابيض امس، للمساعدة في تركيز الضوء على برنامجه الرئاسي. وقال اري فليشر الناطق باسم الرئيس ان هؤلاء الاشخاص الاربعة والعشرين من احزاب مختلفة ومن جماعات عرقية مختلفة. وتساعد دعوة مجموعة متنوعة على ابراز جانب اشار اليه بوش في كلمته في حفل التنصب وهو التحضر. وكان الرئيس قال في كلمته: "ليس التحضر تكتيكاً ولا شعوراً، انه اختيار نهائي للثقة في مقابل التشاؤم وللمجتمع، في مقابل الفوضى. وهذا الالتزام اذا حافظنا عليه هو طريقنا لأن نتشارك في الانجاز". اجراءات كلينتون من جهة اخرى، بدأ بوش التحرك لوقف اجراءات اتخذها سلفه بيل كلينتون اخيراً. وقرر تجميد التعيينات الموقتة في الادارة الفيديرالية التي قام بها كلينتون ليتمكن المسؤولون في الادارة الجديدة من اختيار من يشاؤون. وأمر الامين العام الجديد للبيت الابيض اندرو كارد بتعليق تطبيق كل الاجراءات التي اتخذتها الادارة الديموقراطية السابقة والتي لم تنشر بعد في الجريدة الرسمية او التي لم تدخل حيز التنفيذ. وبين الاجراءات التي يمكن ان تتوقف ايضاً، المرسوم الرئاسي الاخير الذي وقعه كلينتون صباح السبت الماضي بجعل "غوفرنرز ايلاند" معلماً تاريخياً وتنمية هذه الجزيرة الواقعة في خليج نيويورك والتي تستخدم قاعدة لخفر السواحل. وكانت هذه القضية موضع نقاش حاد منذ سنوات. ولم تطاول اجراءات بوش، امراً اصدره كلينتون بمحو الملفات القضائية ل 130 اميركياً، بينهم اخوه غير الشقيق روجر الذي سجن لتعاطيه المخدرات، ورئيس وكالة الاستخبارات السابق جون دوتش المتهم بسوء التصرف بمعلومات سرية، كما شمل الامر صديقة كلينتون سوزان ماك دوغال المتهمة في فضيحة "وايت ووتر" العقارية. البابا وفي الفاتيكان، هنأ البابا يوحنا بولس الثاني في برقية، الرئيس الاميركي الجديد ودعاه الى بناء "مجتمع عادل يحترم الحريات". وجاء في البرقية: "عسى ان يكتشف الشعب الاميركي الغني بتقاليده الدينية والسياسية، من جديد، القيم الروحية التي تشكل اساس مجتمع عادل يحترم الحريات وكرامة كل فرد وحقوقه لا سيما الفقراء والذين لا صوت لهم".