كشفت مصادر أفغانية مطلعة ل"الحياة" أمس أن عشرات من القادة الميدانيين الطالبانيين هددوا زعيم حركة "طالبان" الملا محمد عمر بإلقاء سلاحهم والانسحاب من المعركة التي تخوضها قواته مع المعارضة الأفغانية الشمالية بزعامة الجنرال أحمد شاه مسعود، إذا أقدمت "طالبان" على تسليم أسامة بن لادن إلى أميركا. وأوضحت المصادر أن ابن لادن كان نسج منذ الجهاد الأفغاني علاقات وطيدة مع هذه القيادات الميدانية التي باتت المحامي الأول والأخير عنه في أفغانستان. في غضون ذلك، جدد السفير الأفغاني في إسلام آباد عبدالسلام ضعيف في لقاء مع "الحياة"، أمس، تعهد الحركة الحفاظ على أسامة بن لادن حتى "لو دمرت كل أفغانستان"، لأن تسليمه "اهانة للإسلام والمسلمين واعتراف بسيادة القوانين الأميركية على التعاليم القرآنية، وهذا لن يحصل في ظل حركة طالبان التي جاءت لتنفيذ التعاليم الإسلامية" كما قال. ولمح السفير الأفغاني إلى إمكان أن تسمح "طالبان" لابن لادن الموجود لديها بإصدار تصريحات صحافية بعدما كانت تشددت في عدم السماح له بأي تحرك، وقال السفير ضعيف رداً على سؤال ل"الحياة": "نحن حتى الآن لم نتخذ قراراً بشأن السماح بذلك، أما بخصوص استخدام الأراضي الأفغانية ضد الآخرين فهذا لم يحصل ماضياً ولن يكون مستقبلاً". ورداً على سؤال عن مصير الوساطة التي تقوم بها الأممالمتحدة بين الحركة وقوات المعارضة، قال السفير: "لقد فرضت الأممالمتحدة عقوبات أحادية الجانب، فاستثنت منها التحالف الشمالي وبهذا نفذت المشروع الأميركي والروسي، وهذا يعني أن الأممالمتحدة لم تعد نزيهة ولا محايدة، فضلاً عن اعترافها بالمعارضة، ولذا قررنا مقاطعة جهود السلام التي تقوم بها، لكننا سنواصل التعاون مع المنظمات الإنسانية المتفرعة عنها والتي تخدم الشعب الأفغاني". واعترف السفير الأفغاني للمرة الأولى بأن حكومته تلقت قائمة بأسماء المطلوبين الباكستانيين، لكنه شدد على أن الحركة "لم تتلقَ أدلة واثباتات تدين هؤلاء، وفي حال ادانتهم سيحاكمون في أفغانستان". وكان وزير الداخلية الباكستاني معين الدين حيدر، الذي يتوقع أن يزور أفغانستان للبحث في مسألة المطلوبين الباكستانيين في قضايا ارهاب، أرجأ زيارته أول من أمس. وهو ليس التأجيل الأول للزيارة. وتقول مصادر باكستانية وأفغانية إن تأخير الزيارة مرتبط بعدم استعداد "طالبان" للتعاون في تسليم المطلوبين الباكستانيين لئلا يشكل التسليم سابقة تستند إليها دول أخرى ومنها الولاياتالمتحدة. وعما إذا كانت "طالبان" مستعدة لتوسيع دائرة المشاركة السياسية، قال السفير الأفغاني: "المعارضة ليست جادة في المفاوضات، ومع هذا فنحن على استعداد للحوار، ونحن فاوضنا شخصيات مثل حكمتيار ومجددي وجيلاني ومحمدي وليست لدينا مشاكل معهم، ويمكن اشراكهم في الحكومة شرط الاعتراف بالنظام الإسلامي وعدم الإصرار على المناصب".