كما كان متوقعاً خرجت جماعة "الإخوان المسلمين" من مسرح الازمة التي اثارتها الروايات الثلاث التي اصدرتها هيئة قصورة الثقافة أخيراً، وتحولت صراعا حادا بين وزير الثقافة فاروق حسني ومعارضيه من مثقفين يتبنون حالياً حملة ضده لإقدامه على إقالة رئيس هيئة قصور الثقافة الناقد علي أبو شادي بعدما حمله المسؤولية عن نشر الروايات الثلاث ضمن سلسلة "أصوات أدبية" التي تصدر عن الهيئة. وكان نائب "الإخوان المسلمين" في البرلمان الدكتور محمد جمال حشمت قدم طلب احاطة إلى الحكومة في شأن الروايات الثلاث وطالب بمحاسبة المسؤولين عن انفاق المال العام على "نشر الفحش على المواطنين". وبدأ رئيس الهيئة الجديد السيد محمد غنيم ترتيبات لإعادة صوغ عملية النشر. ويتوقع أن يعلن في غضون أيام تعيين رؤساء تحرير جدد لاصدارات الهيئة بدل الذين استقالوا من مواقعهم احتجاجاً على إقالة أبو شادي. وحوت الصحف القومية أمس مقالات عدة مؤيدة للوزير في حين أعلن التلفزيون الرسمي انه سيبث غدا مقابلة مع حسني يتحدث فيها عن الأزمة. وستكون المرة الثانية التي يتحدث فيها الوزير عبر التلفزيون إلى المواطنين خلال يومين. وهو هاجم معارضيه، في المقابلة الاولى، معتبرا أن الروايات الثلاث "تحوي قلة أدب وليس أدباً". ورحب بمقاطعة معارضيه فعاليات المعرض بعدما رأى أن المقاطعين "يتبنون أفكاراً لا تختلف عن ما جاء في الروايات المصادرة وبالتالي يجب حجب أفكارهم عن المجتمع". وتحدث أمس رئيس هيئة الكتاب الدكتور سمير سرحان في التلفزيون. وطالب بالاهتمام بفعاليات المعرض، مؤكداً أن المعرض الذي تنظمه الهيئة "مهم وخطير"، ويتناول اسلوب تحديث المجتمع المصري. وأكد سرحان أن الكتب التي ستعرض "لن تتعرض للمصادرة حتى لو كانت تحمل توجهات سياسية ضد النظام في البلاد". لكنه شدد على أن "مسألة الهجوم على الأديان أو الخروج على الأخلاق العامة ليست محل نقاش. ولن يسمح لأي كتاب يسيء إلى الدين أو يحوي خدشاً للآداب العامة أن يكون له نصيب في المعرض". وفي المقابل واصل معارضو الوزير حملتهم ، فعقدوا اجتماعات عدة في منتديات ومقاه ثقافية، وبدأوا في جمع توقيعات على بيان جديد يتضمن هجوماً شديداً على الوزير وردوداً على أحاديث أدلى بها حسني إلى "الحياة" والتلفزيون وصف فيها ما جاء في الروايات الثلاث بأنها "قلة أدب وكتابات جنسية". ويبدو أن صحيفة "أخبار الادب" التي تصدر عن "دار أخبار اليوم" ستقود الحملة على الوزير إذ يتضمن العدد الجديد الذي يصدر اليوم الكثير من النقد لحسني. وعلمت "الحياة" أن معارضي الوزير بدأوا اتصالات مع مثقفين عرب دعوا الى المشاركة في فعاليات المعرض تحثهم على مقاطعته، ورفض التعامل مع أنشطة وزارة الثقافة المصرية رداً على قرار إقالة أبو شادي والاجراءات التي اتخذت لتقييد حركة النشر في الوزارة.