باريس - أ ف ب - آينشتاين واينودي وموزار و... طارت لبعضهم شهرة كونية تحدت الزمن وبقي البعض الآخر مجهولاً، بيد ان قاسماً مشتركاً مهماً جمع بينهم: دماغ خارق القدرات على ما يفيد روبرت كلارك في كتابه الصادر حديثا بعنوان "ادمغة خارقة: من المتفوقين الى النوابغ"، الذي يظهر مدى الغموض المحيط بقدرات الدماغ البشري مع خلاياه المئة بليون التي تجعل منه اكثر فعالية من اقوى اجهزة الكومبيوتر. ويقول كلارك ان كل انسان في نعومة اظفاره كان "متفوقا" الى حد ما، اذا ما اخذنا في الاعتبار مثلا السهولة المدهشة التي يتعلم فيها لغته الام كما لو انه توجد قواعد لغوية عالمية ترتكز الى برنامج تعلم فطري للغات العالم الخمسة آلاف. ولا شك ان نجاح الفرد بعد ذلك رهن بشكل كبير بالبيئة الاجتماعية التي يترعرع فيها. فالموسيقيون مثلا يبرزون بسهولة اكبر في عائلات تضم في صفوفها موسيقيين، لكن موزار بحث وحده منذ ان كان في الثالثة من عمره على آلة البيانو عن الفواصل الثلاثية المتناغمة وحفظ عن ظهر قلب مقاطع موسيقية ثلاثية صغيرة. وفي صفوف الاطفال المتفوقين ثمة فئة ايضا متميزة تمتلك قدرة فائقة على القيام بعمليات حسابية مثل الفرنسي جاك اينودي الذي ولد في 1867، وكان اميا يرعى ماشية ويحاول تخفيف ضجره عبر اختراع عمليات حسابية من دون ان يكون له اي المام بعلم الحساب. وتعلم تاليا القيام بعمليات حسابية بسرعة مذهلة، وادهش الاوساط العلمية عبر اعادة وضعه قواعد في الرياضيات. وفي المقابل فان البرت اينشتاين كان في طفولته منغلقا على نفسه وبطيئا للغاية الى حد كانت عائلته تتساءل ما اذا كان يعاني من تخلف عقلي. واحتاج الى عشر سنوات لوضع نظرية النسبية ولم يعط اي معلومات حول كيفية توصله اليها. وبعد وفاته في 1955 اقترح اخصائي اميركي في علم الامراض الاحتفاظ بدماغ عالم الفيزياء الكبير في محاولة للكشف عن "آثار" مادية لذكائه. ولم يتم العثور على اي اثر عصبي بل على تشوه عند مستوى فلقتي الدماغ يمكن ان يبرر في حال اكتشافه لدى الجنين امكانية اجهاضه!