التقى أو يلتقي قادة الكون في عاصمة الأممية، نيويورك، هذه الأيام بصورة جديدة فريدة كأنها تحدث للمرة الأولى في التاريخ البشري. ذلك ان الاجتماع البشري على مستوى قيادة العالم كان يقع عادة حين يحسم الطرف المنتصر صراعه مع الطرف المهزوم، فيلتقيان ليتقرر رسم خريطة الدنيا على أسس غير متساوية، وربما ظالمة، يذعن فيها الذي فقد المبادرة الى حتميات المنتصر و"ينبغياته". وهذا النمط في التلاقي كان يُحدث ما يمكن تسميته "ثقافة العلقم" أو الثقافة المُرّة التي يتجرعها المهزوم صاغراً، ويمليها المنتصر زاهياً مزهوا. لقد حدث هذا مرات كثيرة في التاريخ البشري. وبما ان هذه المقالة ليست بحثاً في التاريخ، فإنني سأستعين بأمثلة قريبة وقعت. كانت قمة فرساي، عنواناً لنهاية الحرب الكونية الأولى. وما تلاها في "سيفر" من معاهدة عام 1924 كان تكريساً لثقافة العلقم على المهزوم. ولم تصمد تلك الثقافة الإملائية لأكثر من عقدين، حين اضطر عالم الثقافتين الى تجريب فرصهما لزحزحة النتائج أو تغييرها. وأعيدت الكرة من جديد بأبطال غير أبطال المواجهة الأولى، وبأشكال قادة وعقائد غير أشكال الحرب الكونية الأولى وعقائدها. وكانت المدينة السوفياتية يالطا عام 1945، ملتقى القادة المنتصرين. وكان ستالين يستل سكينه فيقتطع بلاداً رحبة واسعة، ويُدخلها عنوة في عالم "النبي الماركسي المسلح" بأيديولوجيا الفقراء والطبقة العاملة وتأميم وسائل الانتاج كافة. وهكذا ألحقت بلدان عريقة جداً في ابداعها موسيقى، أدب، رأسمال، تصنيع مثل بولندا والتشيك والسلوفاك ورومانيا، بجنة الماركسية الموعودة. كما ان روزفلت، حليف تشرشل، جاء ليعبر عن اعتذار اميركي طال مداه في الانغلاق داخل الولاياتالمتحدة لتعوض معتذرة في حركتها عن ذلك التقوقع بملء فراغات الدنيا كلها ... بدءاً من الشرق الأوسط، ووصولاً الى جنوب شرقي آسيا، وتعبيرا لارادة الدولة العظمى التي اصبحت اليوم القطب الاوحد في العالم. ومن يومها واللقاءات الكونية تحدث عادة إما لضرورات حل أزمة استفحلت، واما لرسم حقائق من جديد أملتها عناصر النصر والهزيمة. حدث ذلك مراراً: في باريس بين اميركا وفيتنام في أواخر الستينات، قمم صينية - اميركية أو قمم روسية - اميركية، وهكذا. كل ذلك كان يتم وفق مقتضيات اللعبة الكونية في نطاق الحرب الباردة، ولست أدري اذا كان لقاء عام 1989 تصادف حروف ليس إلا: في قمة مالطا بوش - غورباتشوف، وقمة يالطا، أم أن التصادف يتجاوز تلاقي الحروف الى وهم دقة التنظيم الكوني لحركة البشر في القرن المنصرم! لقد كانت قمة بوش - غورباتشوف على شواطئ مالطا في آخر شهر من أشهر 1989 نهاية لشكل اللقاءات الكونية. كانت القمة تلك اذعاناً برغبة، ان شئت، في التعبير عن ثقافة عامة جديدة بدأت تحشد كل عناصر قوتها للسيطرة على العالم في ما اصطلح عليه "العولمة" الجديدة. ورغم حذري الشديد في الموافقة على ان العولمة هي محض صناعة اميركية، وعلى انها ليست مسبوقة من قبل، فإن مفكراً مثل صموئيل هنتغنتون، في دراسته الذائعة الشهرة "صراع الحضارات"، نبّه الى اهمية تفاوت الثقافات في العالم. وبهذا افاد الغرب تاريخيا من "قيمة مضافة". اما نحن فنعتقد انه لا جدوى من الحديث عن "الغرب والعالم" او "الاسلام والغرب"، اي في اطار "نحن والآخر" على اساس الضدية: فالمستقبل نصنعه معا وصولا الى عالم واحد في اطار الاعتراف بدور الآخر وقدرته على المساهمة في تطوير الحضارة الانسانية وتقدمها. وهكذا فقمة الكون المعقودة في نيويورك تأتي في ظروف تقترب من الطرافة في غرابتها. ومن هذه الغرائب الطريفة: - ان القمة الكونية القائمة في نيويورك لم تحتمها ثقافة منتصر واذعان ثقافة العلقم لمهزوم. اي أنها جرت وتمت من غير غبار معارك مباشرة. وتلك مفارقة في التاريخ البشري طريفة وجديدة! - ان الهويات المشاركة في القمة هويات ملتبسة ومتداخلة الى حد المفارقة. فروسيا مثلاً دولة صناعية ثقافية نووية كبرى، لكنها دولة مستدينة من المؤسسات الدولية وتخضع لشروطها وتخوض حرباً داخلية على حدودها مع الشيشان، في الوقت الذي يعتمد قادتها على برنامج يلبي حاجات الديموقراطية الانتخابية على النمط الغربي، وذلك أمر محير لها. وفرنسا الشيراكية حريصة على تراثها الفرنكفوني وتخشى من تراجعه امام الثقافة الانكلوسكسونية وهي مضطرة الى ان تكون في نطاق المشروع الاميركي حضارياً. وتلك مفارقة اخرى، محيرة، لنا ولهم. أما على الصعيد الآسيوي، فثمة ظواهر ثلاث في هذه القمة تدعو الى التأمل: ايران الاسلامية العقيدة، الشيعية المذهب، الآسيوية المكان، تأتي الى هذه القمة ممسكة للمرة الأولى بقيادة العالم الاسلامي سنته وشيعته، والرئيس خاتمي هو رئيس المؤتمر الاسلامي المنتخب، وهذا عنصر قوة في يده لم تألفه ايران من قبل. وفي نطاق الثورة الايرانية، فإن أقدار هذه الثورة بعدما مر عليها ما يزيد على عشرين عاماً في السلطة قد حكمت برؤى ثلاث: رؤيا الامام المرحوم الخميني ومفهومه عن "الثورة الدائمة" أو تصدير الثورة كواجب مقدس، ورؤيا الامام خامنئي القائمة على مفهوم قرارات الاجماع، وهو لم يزل يرغب بالجمع بين "دولة الثورة وثورة الدولة"، والرؤيا الثالثة لخاتمي الذي يسعى جاهداً في ما يبدو الى التفريق بين مقتضيات الدولة وأماني "الثورة"، وايران بمشاركتها في هذه القمة على ما هي عليه تطرح أكثر من تساؤل. في النطاق الآسيوي ايضاً، ثمة باكستان الاسلامية، وهي التي حازت عضوية النادي النووي، لكن هذه العضوية مُنحت صفة غريبة، أعني: "القنبلة الاسلامية"، وكأن للسلاح النووي ديانة. واعتقد ان نسبة السلاح النووي لدين لم يَجْرِ على طول القرن الا في تجربة باكستان. وهذا أمر يحتاج هو الآخر الى تأمل وتحليل! وآسيا ايضاً أرسلت الى القمة الكونية في نيويورك ورقة حمراء مهمة، تبدو كأنها في العمق ورقة احتجاج على ما يجري، أعني الورقة الصينية. فللصين قصة تتداخل خيوط مشاركتها في هذه القمة بصورة أكثر من غريبة. فللصين أولاً، مخزونها البشري الموحدة، لا يدانيها فيه أحد، والعولمة تقوم أساساً على مفهوم اقتصاد السوق، وسوق الصين شهوة بحد ذاته ولا يثير الشهوة فقط. وشهوة كهذه تُذهب عقل المخطط مهما كان متأنيا. فالدول الثماني الصناعية عازمة وجادة في سعيها لترويج مفاهيم الانضمام للسوق الحرة والتجارة الدولية. والصين سيكون من الصعب فتح مساماتها ب"إزميل العولمة"، ذلك ان القيم الآسيوية لها من صفات التحصن عند الملامسة ما يغري بالملامسة ليس أكثر. وهي تنتسب الى ثقافة مجيدة في التاريخ البشري تتحدر من أول فلسفة على هيئة دين، هي "طريقة التاو" التي كانت ملهمة لغيرها في التصوّف. والتاو ملأى بالأحاجي وبالأسرار، ففي أرقى حكمها تنصح الاتباع بلسان "التاو" المُلهم: "برقع ذكاءك ولتكن حركتك مرنة مثل الماء تماماً، الذي يشكل أعلى نسبة في تكوين الانسان، ولا تعبر عن نوع الطين في جسدك فتكسر". والصين أخيراً آسيوية، قريبة من اليابان، العملاق الآسيوي الذي يعبر عن تمسكه دوما بالتوفيق بين الاصالة والمعاصرة. وفي الردهات الخلفية للقمة الكونية أمم وشعوب افريقية وعربية، وفي اميركا اللاتينية وأوروبا التي تحث الخطى صوب التجانس القسري رغم التنافر التاريخي بين الاسترليني والمارك والفرنك. والسؤال الملح: أي ثقافة هي المهيمنة، أو التي تشكل الوقود الخفي المعرفي، التي تدير هذه القمة الكونية؟ هل هي المصالح ام الرؤى؟ في ظني ان محاولة الإجابة عن مثل هذا السؤال هي فرض عين على كل المفكرين العرب في هذه اللحظة التاريخية، ذلك ان مطالعة جادة وتأملاً صافياً لأنواع ملابس المشاركين وخزائن عقولهم في قمة الكون تلك توحي بأن هذا العالم لم يتشكل ولم يستقر بعد في مطلع الفيته الثالثة على يقين روحي أو خطة عمل واضحة. فعلى خريطة التدين، هناك الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية وغيرها، وحوار بين اتباع الديانات، يجري في داخله صخب مذاهب، وصخب المذاهب يؤدي الى صراع مفاهيم تحتاج منا الى عمل دؤوب. ان القاعدة الاساسية في حوار الاديان هي تجنب العقائد والماورائيات والبحث عن القواسم المشتركة بين اتباع الديانات. إن مفهوم الخلاص في المسيحية الذي يساويه مفهوم النجاة في الاسلام، يحتاج من اتباع الديانات الى حوار عقلي دائم. ففي نطاق المذهب الواحد يعبر مفهوم الخلاص مسيحياً عن ذاته بتشدد احياناً يصل الى حد تجريد الآخر في المذهب الآخر والدين الآخر من أمل الخلاص. وتلك معضلة، ليست في كتاب مقدس، وانما تفرض نفسها من تفاوت الترتيل لدى قراءة الكتاب المقدس، وباختلاف التنغيم والأدوات والخلفيات المتباعدة: يؤدي ذلك الى احتكار الخلاص من فئة، وانتزاع حق الفئة الأخرى منه، وتلك مشكلة. كما ان معنى النجاة في الفقه الاسلامي تعرَّض هو الآخر لصراع مفاهيم منذ ان دخل "الفاسق" وعقوبته، كقضية فقهية، على يد المعتزلة، ومن ناصبهم العداء من أهل الجماعة الى فقه الأمة. الفاسق، المنزلة بين المنزلتين: "مؤمن صادق أم كافر مهدور الدم" ... ألحق بمفهوم النجاة الاسلامي المنبثق من فكرة العمل الصالح والأمر بالمعروف أذى شديداً في الحوار والتعبير عن الذات. صار يمر في معابر مظلمة أحياناً، مما أفقد الأمة ركناً اساسياً من شخصيتها هو ركن العدل، والتعبير عنه بجرأة، المستند الى حادثة احتمال خطأ الخليفة الذي يقوّم اعوجاجه بالسيف حوار الأعرابي المسلم البسيط مع الخليفة عمر بن الخطاب. هذان مثلان من خريطة الدين ... أما خريطة الثقافة التي تقبل التعدد والتنوع، فإننا بحاجة الى اعادة النظر فيها كأمة عربية. لو أخذنا مثلاً حياً وقع في مطلع هذا القرن الذي يعبر بحق عن الاستلاب الثقافي، وليس الحوار الثقافي الذي يستفيد من الآخر، والذي يتلبس بلبوس الآخر، تقليداً من غير ما حاجة، أعني إلغاء الخلافة ... ثقافة إلغاء الخلافة الاسلامية تمت تحت وابل من زخات الاحتكاك بالآخر. لقد شهد العرب ثلاثة مفاهيم في ثقافة إلغاء الخلافة: المفهوم المصري، الذي استهله الشيخ عبدالرحمن الجبرتي، والشيخ رفاعة الطهطاوي، وأكمله من بعد الشيخ علي عبدالرزاق سنة 1924 في كتابه "الإسلام وأصول الحكم" وكان هذا المفهوم المصري يستند أساساً الى الرغبة الجامحة في التحديث بعد الصدمة الحضارية التي فجّرها مقدم نابليون ومطبعة بولاق، ثم ذهول النخبة المصرية من حجم التخلّف الواقع على الامة، وكانت ردة الفعل ثقافة التحديث وليست ثقافة الاقصاء والالغاء للخلافة. المفهوم الثاني: ثقافة النقيض للخلافة. وتمثلت في التعبير عن ذاتها في ما عرف بالعلمانية السياسية، بمعنى ان لا تكبل الارادة التركية الحديثة بموروثات ما مضى. اما المفهوم الثالث فهو المفهوم النهضوي التدرجي، فقد طرح مشروع العرب الآسيويين منذ عام 1916 مفهوماً وسطاً بين المفهومين السابقين. وعلى الرغم مما جرى من خلط بين الثورة العربية كأداة من ادوات النهضة والنهضة بمعناها الثقافي والحضاري في ما بعد، فان النهضة العربية، التي عبّر عنها عبدالرحمن الكواكبي منذ اواخر القرن التاسع عشر في كتابيه "طبائع الاستبداد" و"أم القرى" مروراً بكل مفكّري الامة في شقها المشرقي: عبدالغني العريسي، عبدالحميد الزهراوي، بطرس البستاني، عزيز علي المصري من مصر، ساطع الحصري، وغيرهم وغيرهم كثير، تبلور عنها من خلال التقاء هؤلاء المفكرين مع مشروع الشريف الحسين بن علي النهضوي مفهوم ثقافة التحديث التدرجية المتنوعة التي لا تعتمد على الاقصاء والغاء الآخر، وتستوحي من التراث ما يجعل للتحديث والحداثة هوية. واليوم في اطار الثقافة العالمية القائمة على التعدد وعلى التنوع، لا بد من: اولاً: ايجاد وسيلة يتم من خلالها تطبيع الحداثة مع التراث اذا جاز التعبير وقد جازفت باستخدام مصطلح "التطبيع" كي ننفض عنه غبار المعنى الاصطلاحي الذي احاط به، لانه كما قال احد المتصوفين القدامى: "ان الماضي والحاضر والمستقبل ان هي الا ابيات من القصيدة نفسها". ثانياً: البحث عن صيغة عربية تأخذ على عاتقها النهوض بالحوار الذي يقبل الآخر وليس الذي يهدف الى استباحة الآخر. ثالثاً: التمسك بعناصر "الضمير الانساني"، والاعلاء من شأنه، وتأكيد "عالميته"، فالضمير هو ارفع انسجام بين "ما تخفيه الصدور" وما تأتيه النفس من اعمال، وهو الذي ينسجم مع الرقيب الدائم ويستجيب له "عالم الغيب والشهادة". فاذا استطعنا ان نبلور ضميراً عربياً … ليس ضميراً سلفياً بحتاً، ولا هو بالموصوم بالحداثة المجردة … وليس ضميراً عرقياً او مذهبياً … ضميراً يستند الى "صحة المعقول وانسجامه مع صحة المنقول"، كما أفتى ابن تيمية، ويقبل الآخر ويكون عنصر التحريك للمجتمع الاهلي، حراً جريئاً نقدياً وليس هدّاماً، "يعترف بالجوامع ويعرف حدود الفوارق" … فسيكون هذا الضمير هو الرقيب الجسور الجريء على ثقافة السلطة بسلطة الثقافة. رابعاً: نحتاج الى اعادة تعرّف لأنفسنا، فالشرق الاوسط تعبير جغرافي، له علاقة بموقع مكاننا وقربه من مكان من استخدم هذا التعبير. وكذلك الشرق الادنى، وايضاً جنوب المتوسط وشرقه ... نحتاج الى تعريف للجغرافيا التي نشغلها، والى تعريف لانسان هذه الجغرافيا، والى تحديد لموارد هذه الجغرافيا: هل هي النفط، ام الزراعة، ام الصناعة، ام صناعة التكنولوجيا ام صناعة الانسان، ام هل عنقود الطاقة - المياه - التنمية البشرية الذي يتعدى الحدود القطرية؟ حينذاك سنعرف من نحن، ومن هو الجوار. لو ان العرب ذهبوا الى القمة الكونية بعد تدبر وتفكّر، لكان ذلك انفع. ان العالم في مطلع الألفية الثالثة لم يحدد اجاباته، مع اننا نرى في ان الاممالمتحدة انما تعكس ارادة الشعوب وتسعى الى الانتقال من ثقافة البقاء الى ثقافة المشاركة لنصنع معا ثقافة السلام. واخيرا فان القمة حدث، والحوار مسار. وكلما سعت القيادات، والى جانبها المجتمعات الاهلية في بناء القناعات المشتركة، اقتربنا من الاجابات عن اسئلتنا الحائرة. فالارادة البشرية انما هي مزيج من ايحاء القمة الى القاعدة والبناء من القاعدة الى القمة. واخيرا اعود الى "العقيدة الانسانية"، كما تم تطويرها في التقرير الخاص للجنة المستقلة حول القضايا الانسانية الدولية، التي تتوجه اساسا نحو مصلحة الانسان ورفاهه وتشتمل على الفلسفة الانسانية التي تؤكد قيمة الانسان وقدرته العقلانية على تحقيق ذاته، وعلى حقوق الانسان وتتصل ب"أخلاقيات التكافل الانساني"، متجاوزة بذلك حدود القانون الانساني القائم. وتشكل القيم الانسانية التي بقيت على مر العصور جزءا من الوعي الانساني الجماعي، وحافظت على بقائه وخيره، الركيزة الاساسية لهذا الاطار المفاهيمي، الا وهي: - الاحترام للحياة. - المسؤولية تجاه الاجيال القادمة. - حماية البيئة الطبيعية للانسان. - التفكير في مصلحة الآخرين وخيرهم، الذي يعززه الشعور بالمصلحة المشتركة والاقرار بقيمة الانسان وكرامته. * ولي العهد الاردني سابقاً.