} لم تحقق اللقاءات التي أجراها الرئيس بيل كلينتون مع كل من الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اي اختراق على صعيد تسوية المشاكل العالقة في المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، كما لم يتقرر عقد اجتماعات اخرى بين كلينتون والزعيمين. لكن العملية السلمية ما زالت مستمرة وكذلك جهود كلينتون على هامش قمة الالفية في الاممالمتحدة. قال الرئيس بيل كلينتون امس انه لم يتقرر حتى الآن عقد اجتماعات اخرى مع كل من الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بعد ان فشلت محادثاته معهما اول من امس في كسر الجمود في عملية السلام في الشرق الاوسط. وصرح كلينتون قبيل اجتماعه مع رئيس كورية الجنوبية كيم داي جونغ بان محادثاته مع باراك وعرفات سارت بشكل جيد، مضيفا: "انهما يريدان بشدة التوصل الى اتفاق ويتفهمان ان الوقت المتاح لتحقيق ذلك محدود. وناقشنا نطاقا واسعا من القضايا حول اين نحن الان والى اين نتجه". وتابع: "لا اعرف هل سيكون هناك اي اجتماعات اخرى اثناء وجودنا هنا ... سنرى اين نقف وهل بالامكان فعل اي شيء آخر اثناء وجودنا. لكنني واثق من انه سيكون هناك جهد جاد للعمل على حل هذه الامور خلال الاسابيع القليلة المقبلة". وردا على سؤال هل يعتزم عقد قمة اخرى في منتجع كمب ديفيد مع الزعيمين قبل نهاية تشرين الاول اكتوبر المقبل، قال الرئيس الاميركي: "لم يكن هناك نقاش بهذا الشأن". وكان الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت اعلن بعد ساعة من المحادثات بين كلينتون وباراك، تبعتها جلسة استغرقت ساعة و45 دقيقة بين كلينتون والرئىس ياسر عرفات، انه "كما كان متوقعا لم يحدث اي اختراق"، مضيفا ان العملية السلمية مستمرة ولم تنهر. وقال ان كلينتون استغل الاجتماع للوقوف على مواقف الطرفين للمرة الاولى منذ كمب ديفيد، مشيرا الى ان المحادثات شملت القضايا الاساسية التي اصبحت معروفة. واضاف لوكهارت ان الطرفين ما زالا يعملان من اجل التوصل الى اتفاق وان المحادثات تطرقت الى افكار تتعلق بالقضايا العالقة، لكنه رفض الدخول في التفاصيل. وقال ان المحادثات لم تتطرق للمواعيد الخاصة ب 13 ايلول سبتمبر او موعد اعلان الدولة بل كان "التركيز على ادراك اتفاق لان الاطراف تعمل للتوصل الى اتفاق وليس للمحافظة على مواعيد اصطناعية". واضاف انه في نهاية الاسبوع سيتم تحديد نتيجة المحادثات. وقالت مصادر اميركية ل"الحياة" ان باراك ما زال يصر على الاحتفاظ بالسيادة على حائط البراق المبكى في حال اعتماد مبدأ اللاسيادة في القدسالمحتلة، لكنه يرفض اعطاء الفلسطينيين سيادة على المقدسات الاسلامية، وهذا ما رفضه عرفات الذي يصر على السيادة على الاماكن المقدسة الاسلامية في حال اصرت اسرائيل على سيادة على المقدسات اليهودية. واضاف المصدر ان بعض الافكار المطروحة يعطي الاممالمتحدة دورا في ادارة بعض شؤون القدس. واوضح انه في حال الاتفاق على مبدأ اللاسيادة على القدس فان كلينتون سيدعو الى قمة ثلاثية للعمل على اعلان اتفاق اطار. وقال مصدر عربي رفيع المستوى ل"الحياة" ان باراك ابدى استعدادا للتفاوض في شأن مبدأ اللاسيادة في القدس اثناء لقاء عقده مع زعيم عربي اخيرا. من جهة اخرى، اعلن الناطق باسم مجلس الامن القومي بي جي كرولي ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت التقت باراك مساء اول من امس. لقاءات شيراك والى جانب لقاءات كلينتون، اجرى الرئيس جاك شيراك محادثات مع كل من باراك وعرفات. ونقلت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولون عن الرئيس الفرنسي قوله انه حضهما على تكريس جهودهما للبحث عن السلام وايجاد الطريق اليه، مشيرا الى ان الاسابيع المقبلة بالغة الاهمية في سبيل التوصل الى حل. واضافت ان الرئيس الفرنسي ذكر ان قمة كمب ديفيد اعادت الامل بالتوصل الى اتفاق، وانه يشعر بان التوصل الى حل بات ممكنا بالرغم من ادراكه بان الخطوة الاخيرة هي الاصعب. وجاءت هذه التصريحات بعد لقاء استغرق ساعة بين شيراك وباراك بدأ منفردا وانتهى موسعا تبعه لقاء مع عرفات بحضور وزير التخطيط الفلسطيني الدكتور نبيل شعث. ونقلت اوساط الرئيس الفرنسي عنه قوله ان المفاوضات تركز حاليا على المشكلة الاساسية وهي القدس، وتحديدا السيادة على الاماكن المقدسة، وهي قلب المشكلة. ونقلت عنه ايضا انه لا يمكن لعرفات ان يقرر وحده بالنسبة الى الاماكن المقدسة والقدس، في حين انه يستطيع ذلك في ما يخص المشاكل الاخرى، وهو مضطر ان يأخذ بعين الاعتبار اراء جميع الدول العربية والمسلمين. وتابعت الاوساط نقلا عن شيراك أنه ينبغي ايجاد حل بسرعة كبرى لان التأجيل سيجعل الحل بعيدا، مشيرا بذلك الى حدثين في ايلول سبتمبر الجاري هما العطلة المالية للكونغرس، بما يعنيه ذلك من عدم اتخاذ اي قرار بالنسبة الى المساعدات المالية الخاصة بمشكلة اللاجئين. اما الحدث الآخر، فهو عودة الكنيست الى الانعقاد والحاجة الى غالبية حكومية مؤيدة للحل السلمي. واضافت اوساط شيراك انه مقتنع بان الحل لن يأتي من دون تدخل كلينتون الذي سيفقد قدرته على التدخل خلال شهرين بسبب الانتخابات الرئاسية الاميركية. وفي حال لم يتوصل الطرفان الى اتفاق، دكرت مصادر شيراك انه يخشى الاسوأ وهو ردات فعل فلسطينية ومخاطر التشنج الاسرائيلي. وتقول المصادر ان شيراك مقتنع بان عرفات وباراك مستعدان للذهاب الى اقصى الحدود في ما يمكن عمله. ونقلت عن شيراك انه نصح عرفات بانه من الافضل ان يؤجل قرار اعلان الدولة لان ذلك قد يعطل الامور في هذه المرحلة الحرجة وقوله ان كمب ديفيد جاء بلهجة ولغة جديدتين. وتابعت ان شيراك علق في الماضي لباراك انه يجب قبل صنع السلام ادخال هذه القناعة في الرأس مشيرا الى انه يعتقد ان باراك باتت لديه هذه القناعة. وعن المسار السوري، نقل عن شيراك القول بان المفاوضات لن تستأنف في وقت قريب علما ان باراك يؤكد رسميا استعداده لاستئنافها، لكن المشكلة ما زالت في الخلاف على الضفة الشرقية لبحيرة طبريا فيما لم يبد السوريون او الاسرائيليون اي استعداد للتنازل.