في البداية أنا لست ممن يناصرون صدام حسين، وممارساته التعسفية ضد الشعب العراقي. والأذى الذي ألحقه به أكبر من الأذى الذي ألحقته السياسة الأميركية في هذا البلد العربي. وكم أرغب بوقفة عربية حقيقية مع الشعب العراقي، نستطيع من خلالها رفع المعاناة عنه. واني آسف حقاً عندما أرى بعض الغربيين، من أميركان وغيرهم، وقد عبروا بأكثر من طريقة حضارية ضد هذا التعسف على شعبنا في العراق، ونحن لا نملك إلا الشجب والاستنكار، ولا نحرك ساكناً.... فهل يعاقب شعب بكامله من أجل حماقات شخص واحد؟ لنحاول قراءة ما بين السطور وما تبتغيه السياسة الأميركية من ذلك: أهو صدام حسين وسقوط نظامه أم الشعب العراقي؟ أعتقد أن السياسة الأميركية لا يهمها كثيراً اسقاط صدام حسين في العمق. وأعتقد أن الهم الأساسي والبعيد الغور هو إسباغ الصيغة الشرعية على وجودها في الخليج ما بعد مرحلة صدام حسين .... خالد حاتم - سوري مقيم في هولندا مؤرق ابن مؤرق... ولئن يظل شغل الكاتب - الحري بالتبجيل المخلد - أن يملأ جوانحه بالأمل المأروق على الدوام، ويمارس استدامة تعاطي وتغذية الأفكار التي تختلج في الذاكرة، ليسوى بها، ويتهيأ بها للتسوية، تسوية نبيلة على الورق بحجم الجروحات في جسد مجتمعه، وبموازاة الاحباطات في ذاكرته، وذاكرة من لهم يكتب، وعلى السواء يقارب بالكتابة اللحظات الطرية من سنين تجربة معرفته، فإنه يظل مؤرقاً ابن مؤرق. .... كما انه لن يؤرق الكاتب أكثر من أن يفضي الى ذاته، ليدخلها عبر البوابات المستعصية، ذلك أنها تستعصي - الكتابة - على المروق عن هدف الذهن وجدله المتناقض، وإن لم تستعص فإما جاءت رحيقاً مختوماً، ذا ألق، لا غصة، أو هباء منثوراً تذروه رياح الخماسين مثلاً، وها هنا تستبين أهمية هذا الكاتب عن ذاك، وبالتالي تندرج كتابته ضمن سياقات ما يسمى بالتعظيم أو الترسيخ أو الاستخلاد، فيرسف فشل الكاتب الخرير في العدم.. وإطلاقاً لا يكون ... ولا تكون الكتابة الفاشلة منتحية منه الى الذواكر القارئة. صلاح شعيب - كاتب سوداني مقيم في واشنط