قال الأمين العام لحزب التجمع المصري الدكتور رفعت السعيد في حديث الى "الحياة" إن "الرئيس حسني مبارك أكد خلال لقاء مع قادة التجمع انه لا يميز بين مرشح وآخر أياً كان انتماؤه السياسي أو الفكري أو الحزبي"، وانه شدد على أن ليست لدي ش ه مصلحة في تمييز مرشح عن آخر، وطالب أجهزة الدولة الإدارية والأمنية بالحياد بين جميع المتنافسين. وسئل السعيد هل يتوقع التزام الحكومة الحياد، أجاب: "إن من حق المواطن المصري بعد طول معاناة في الانتخابات السابقة، أن يتساءل عن مدى التزام اجهزة الإدارة توجيه الرئيس، ولدينا ادلة ومبررات لشكوكنا في حياد كامل من الحكومة، خصوصاً بعد منح الحزب الوطني الحاكم المحافظين حق اختيار مرشحيه". واعتبر أن "اقحام المحافظين في عملية اختيار المرشحين، وما تكشف أخيراً عن صراعات داخل الحزب، امور تثير مخاوف من توجه المحافظين إلى دعم من رشحوهم لئلا يفشلوا في الانتخابات فيتحملون المسؤولية عن سقوط الحزب الحاكم. نحن نتمنى عدم تدخلهم وإبعاد رؤساء المدن والعمد في القرى عن الانتخابات. ونأمل استمرار التزام الشرطة الحياد. لم نرصد مشاكل حتى الآن ونتمنى استمرار ذلك". واستغرب ما يتردد عن صفقات بين الحكومة والمعارضة لتوزيع مقاعد مجلس الشعب البرلمان، وقال :"لسنا مؤهلين لعقد صفقة، ولا الحزب الوطني راغب في ذلك. لم يحدث أن التقينا مسؤولين منذ فتح باب الترشيح". وتساءل: :"لا معنى للحديث عن صفقات بعدما رشح الحزب الحاكم 444 في كل الدوائر الانتخابية. ولو كانت هناك صفقة فمن المنطقي إخلاء بعض الدوائر". وعن غياب التنسيق بين أحزاب المعارضة في الانتخابات على رغم وجود "اللجنة الدائمة للتنسيق"، قال الأمين العام للتجمع: "نحن أول من أعلنوا لوائحهم وأعلنت بقية الأحزاب لوائحها بعدنا، وبدا أنها لا ترغب في التنسيق، إذ أعلن رئيس حزب الوفد الدكتور نعمان جمعة أنه لن ينسق مع أحد. أما الناصريون فجرت مناقشات معهم في شأن بعض أشكال التنسيق في الدوائر الخالية. إن مشكلات عدة تواجه عملية التنسيق بين اطراف المعارضة. نحن نتنافس مع الحزب الناصري في أربع دوائر لدينا نواب في بعضها، ويصعب حل هذه المشكلة. كما أن الوفد رشح منافسين لمرشحينا في مقدمهم رئيس التجمع خالد محيي الدين، ولا ندري السبب وراء ذلك، وسيترك الأمر للناخب لحسم اختياره". وعن التعاون او التنسيق مع مرشحي جماعة "الاخوان المسلمين" في سياق التعامل مع فصائل المعارضة، شدد السعيد على ان "التجمع يرفض اي تنسيق مع اي مرشح يتخذ من الدين ستاراً". وسئل عن سبب قلة أعداد مرشحي التجمع 54 مرشحاً، فعزا ذلك إلى "نقص التمويل المطلوب، وعدم توافر أموال لتغطية تكلفة الانتخابات، والانفاق على عدد كبير من المرشحين". وقال: "إن التجمع يواجه صعوبات جمة لتمويل هذا العدد المحدود من المرشحين، ولا نملك سوى ملاليم لمرشحينا في مواجهة ملايين المليارديرات"! واستغرب السعيد تصريحات رئيس الوفد بأن حزبه يستحق مئة مقعد من بين مئة وأربعين اعتبر ان المعارضة تستحقها في البرلمان. وقال: "ترك لكل المعارضة أربعين مقعداً فقط! هذه تصريحات من قبيل الدعابة الانتخابية، ولا نعتبرها جدية. صندوق الانتخاب سيحدد توازنات القوى في المجتمع الى حد ما".