شهدت زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الى بغداد امس تجديد دعوة تركيا لزيادة كميات المياه في نهري دجلة والفرات بعد تراجع منسوبها ما ادى الى تدمير نحو 60 في المئة من المساحات الزراعية كما استكمل الوزير محادثاته لتشكيل اللجنة العليا بين البلدين.ووصل اوغلو صباحاً على رأس وفد يضم ممثلين عن وزارات عدة بناء لاتفاق مسبق بين رئيس الوزراء نوري المالكي ونظيره التركي رجب طيب اردوغان في انقرة الشهر الماضي وللبحث في جملة ملفات سياسية واقتصادية وأمنية تضمنها اتفاق مسبق على توقيع اعلان استراتيجي بين البلدين في اقرب فرصة. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، في مؤتمر صحافي مشترك مع اوغلو، ان «المحادثات تناولت تفعيل الإعلان الاستراتيجي وإمكانية عقد اجتماع مشترك في اقرب وقت ممكن». مضيفاً «تم الاتفاق على عقد محادثات تفعيل الإعلان الاستراتيجي مع تركيا تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى بغداد. ولفت زيباري الى ان المحادثات تطرقت الى موضوع المياه «وتلقينا تطمينات بأن هناك رغبة تركية بمساعدة العراق لمعالجة هذه الأزمة، كما بحثنا تفعيل اللجنة الثلاثية السورية - العراقية - التركية في شأن المياه، اضافة الى موضوع اللجنة الأمنية، ونحن جادون بتنفيذ التزاماتنا وفق قرارات اللجنة الوزارية». وقال وزير الخارجية التركي «ان تركيا ستزيد في الفترة المقبلة تدفقات مياه نهر الفرات وفقاً لما تعهدنا به سابقاً برفع منسوب المياه الى اكثر من 500 متر مكعب في الثانية يومياً ولن نكتفي بهذا، حيث سنقوم بزيادة هذا الرقم مستقبلاً، كما نرغب في تشكيل لجنة عراقية تركية - سورية في شأن المياه». وأبدى اوغلو استعداد بلاده لتزويد العراق بالتكنولوجيا الحديثة لاستغلال المياه. وأشار الى ان «تركيا ليس لديها سدود على نهر دجلة وكل ما يهبه الله لهذا النهر يصل الى العراق من دون تدخل تركي». الى ذلك طالب نائب رئيس لجنة المياه والزراعة والأهوار في البرلمان لطيف حاجي الحكومة فتح ملف المياه في شكل جدي مع الوزير التركي منتقداً سياسة الحكومة في كيفية تعاملها مع الأزمة المائية التي تعانيها البلاد، وقال ل «الحياة» ان «الحكومة الحالية والحكومات السابقة التي شكلت بعد 2003 فشلت في ادارة الملف المائي خصوصاً مع تركيا». وقال النائب حسين الشعلان «تراجعت نسبة المساحات الزراعية اكثر من 60 في المئة، وانخفضت الى 400 ألف دونم من اكثر من تسعة ملايين دونم العام الفين». وعزا الشعلان الأسباب الى عدم إبرام الاتفاقات، والمشاريع التركية الكثيرة المقامة على نهري دجلة والفرات، وتقليل النسب المطلقة إلى سورية والعراق، فضلاً عن إغلاق وتحويل مجاري الأنهر الواردة من إيران، وكذلك الاستغلال غير المنصف من جانب سورية للنسب التي تدخل إليها والنسب الخارجة منها وكذلك في نوعية المياه المطلقة إلى العراق». ويواجه العراق جفافاً ضرب الكثير من المدن والقرى بسبب قلة الأمطار وشح المياه ويحمّل الجانب العراقي تركيا مسؤولية الجفاف بسبب تحكمها بكميات المياه في نهري دجلة والفرات، وتقليص كميات تدفق المياه بعد بناء سدود ومشاريع على ضفاف دجلة في اراضيها.