قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان مؤسسات دولية وعربية أعطت "الضوء الاخضر" للمساهمة في تمويل سد "الوحدة" السوري - الأردني الذي سيقام على نهر اليرموك، فيما اشار رئيس دائرة المياه في وزارة الري السورية المهندس عبدالعزيز المصري الى وجود "مؤشرات ايجابية" تفيد بأن تركيا ستنضم الى اجتماعات المياه بين الجانبين السوري والعراقي للتفاوض على "قسمة عادلة ومعقولة" لمياه نهري الفرات ودجلة بين الدول الثلاث. وقال ان "المياه يمكن ان تشكل جسور سلام وتعاون" بين أنقرةودمشق. ولفت المصري الى ان بعض الاتفاقات الدولية "يجيز اللجوء الى التحكيم لأي طرف تتعذر عليه حل مشكلته المائية" مع دولة مجاورة. واعتبر ان "هذه ورقة مهمة في يد سورية والعراق مستقبلاً إذا تعذر حل مشكلة المياه" مع تركيا. وكان المصري يتحدث في ندوة "إدارة الموارد المائية: اهميتها وتطبيقاتها" التي انتهت امس وشارك فيها العراق ودول أخرى عربية. وتحدث عن المياه الدولية ونية سورية ولبنان إقامة "سد مشترك" على نهر الكبير الجنوبي الحدودي بين البلدين. وعن العلاقات المائية مع الاردن، قال المصري الذي يشارك في المفاوضات مع الدول المجاورة انه بعد تحديث دراسة الجدوى الاقتصادية لسد "الوحدة" الذي اوقف مشروعه عام 1987 بسبب ضغط اسرائيل على "البنك الدولي" كي لا يموله: "ننتظر الأخوة الأردنيين لعقد مؤتمر دولي للحصول على تمويل للسد، وهناك ضوء أخضر من بعض المؤسسات لتمويله". واشارت مصادر مطلعة الى ان اتصالات تجرى مع "الصندوق الكويتي للانماء الاقتصادي والاجتماعي" و"صندوق أبو ظبي للتنمية" للمساهمة في التمويل، وان خبراء "البنك الدولي" أبدوا أخيراً "استعداداً لتمويل السد" الذي تبلغ نفقاته نحو 300 مليون دولار. وعن ملف المياه مع تركيا، قال المصري ان "نهر الفرات يشكل كتلة مائية أساسية لسورية والعراق" وأن العلاقة في هذا المجال هي "علاقة عربية - تركية، وعندما نقول هناك اتفاق سوري - تركي يعني ذلك اتفاقاً عربياً - تركياً". وزاد: "لو أخذنا الاتفاقات الدولية في الاعتبار، نجد ان من حقنا التوصل الى قسمة لمياه الفرات". واشار الى وجود "محاولات لإحياء اللجنة الثلاثية" السورية - التركية - العراقية التي لم تجتمع منذ نهاية 1992، منها زيارة نائب رئيس الوزراء السوري الدكتور سليم ياسين لأنقرة الشهر الماضي، والتوصل الى اتفاق امني بين دمشقوأنقرة في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وحذر خبراء في الندوة من ان تركيا "تخطط" من خلال "مشروع تطوير جنوب شرقي الاناضول" غاب لخفض حصة دمشق وبغداد من المياه الى 350 ألف متر مكعب في الثانية.