فن الحلي من الفنون التي شقت لنفسها طريقاً إلى صالات العرض. أستاذ التخصص في الأشغال المعدنية في كلية التربية الفنية الدكتور عزالدين بعد المعطي دأب على تنظيم معارض للحلي لأغراض مختلفة. فهو يهدف أحياناً إلى البحث عن جذور فن الحلي، وأحياناً أخرى إلى البحث عن مناطق إبداعية جديدة، أو علاج المشكلات التي تقابل الحرفي البسيط وعرض الحلول التلقائية. وقد جال في أرجاء مصر والدول العربية والأجنبية ليتعرف إلى فنون الحلي فيها، ويقول ل "الحياة" إن جسور الفن ممتدة، لذا افاد من الأشكال المعمارية، ومن ديكورات المسارح المختلفة واكسسواراتها. ويضيف: "اضع يدي دائماً على التراث، وأحاول إضافة المعالجات إليه ليصبح في شكل فني متطور. فالتراث منظوم انشىء بفكر معين وفي وقت معين". وعبدالمعطي دائم البحث عن الأداء الحركي في الحلي، ومن خلاله يوظف الخامات، سواء كانت صفائح أو أسلاك أو أحجار كريمة أو أحجار نصف كريمة، واستطاع ان يصنع توليفة منسجمة يقوم من خلالها عمل الفنان. وتسأله "الحياة" عن نتيجة اقتفائه أثر تاريخ الحلي، فيقول إن صناعة الحلي ارتبطت بالإنسان منذ بداية الخلق. فوجوده على الأرض اقترن برغبته في التجمل باستخدام خامات البيئة من الأشجار واوراقها والخرز. من هنا جاءت فكرة الحلي التي ارتبطت بتاريخ الانسانية، وكلمة "حلي" تستخدم للإشارة إلى كل ما يتجمل به الإنسان. وعن علاقة الفراعنة بفن الحلي، يقول عبدالمعطي إنهم كانوا سباقين فيه، واستخدموا فن الخامات المختلفة مثل الحجارة الطبيعية والزجاج واللدائن والصبغة والمعادن، كالنحاس والفضة، وكانت لديهم معالجات تقنية عالية إذا ما قورنت بالتقنيات الحالية. فهم وصلوا إلى درجة من المهارة عالية جداً، وآثار توت عنخ آمون أكبر دليل إلى هذا الفن الذي ظهر قبل أكثر من سبعة آلاف سنة، وتطور لاحقاً. فهناك الحلي القبطية والاسلامية والشعبية، وارتبط فن الحلي بكل انحاء العالم، ومصر كانت رائدة فيه ومازالت. ويشير عبدالمعطي إلى أن الفنان الراحل حسن السيد كان أول من أقام المعارض لهذا الفن في السبعينات، كذلك الدكتورة عايدة عبدالكريم. وعلى رغم تضلع الفراعنة من فن صناعة الحلي في شكل ملحوظ، إلا أن الدكتور عبدالمعطي ينبّه إلى أن انتاجنا في مصر والدول العربية مازال محدوداً جداً، عكس الدول الغربية التي تنتج وتبيع كميات ضخمة منها. ويطالب بايلاء إقامة المعارض والندوات المزيد من الاهتمام، وبتولي وزارة الإعلام مهمة التعريف بهذا الفن الذي لا يقل أهمية عن الفنون الأخرى.