اعلنت ادارة الاعلام الصحي والنشر في وزارة الصحة السعودية ان هناك حالة واحدة من مرض "حمى الوادي المتصدع" في العاصمة الرياض، وان صاحبها قدم من جازان وشُخّصت حاله بالكشف الطبي في مطار الملك خالد الدولي في الرياض. وقال فريق طبي عقد امس ندوة عن "حمى الوادي المتصدع" في مقر الوزارة في الرياض، ان المريض الذي يرقد في المستشفى العسكري في الرياض يتماثل للشفاء وسيغادر المستشفى "معافى تماماً" قريباً. وفيما أكد وكيل كلية الطب في جامعة الملك سعود واستشاري الامراض المعدية الدكتور مقبل الحديثي في الندوة، انه لا توجد منطقة اصيبت بالمرض وتخلصت منه بشكل كامل "لأن الفيروس يختزن ويبقى في البعوض، ويحافظ على نفسه في الطبيعة بطريقة عجيبة جداً"، قال وزير الصحة السعودي الدكتور اسامة شبكشي ل"الحياة" ان عمليات الرش الميداني الآلية واليدوية للمبيدات استطاعت القضاء على ما يزيد عن 40 الى 60 في المئة من البعوض المنتشر في منطقة جازان، "وينتظر ان تساهم عمليات الرش الجوي التي تبدأ اليوم في القضاء على البقية مع عملية ردم المستنقعات الحاضنة للبعوض" . واوضح ان خطط السيطرة على انتشار المرض ومسبباته استكملت نحو 90 في المئة من مراحلها بنهاية الاسبوع الماضي، وانتقلت الى مراحل "التحجيم" الاخيرة اعتباراً من الاسبوع الجاري. واضاف انه لن يتم استخدام الانسان لتجربة أي عقار أو أمصال لمواجهة المرض "ولكن نتطلع لمعرفة تأثيرات بعض العقاقير الطبية والأمصال التي استخدمتها القوات الاميركية على المارينز في افريقيا نتيجة اصابتهم بالمرض، وبالتالي درس امكان الاستفادة منها بعد مناقشة تقرير منظمة الاغذية العالمية - الفاو". واكد شبكشي ان وجود حالات مرضية بين المواطنين او المقيمين في مناطق بعيدة عن موقع تمركز المرض في جازان، لا يعني وجود اي نوع من الخطورة على الانسان لأن احتمالات انتقال المرض من الانسان الى الانسان تظل محدودة، أما نسبة انتقاله من الحيوان الى الانسان فتصل الى 80 في المئة. من جهته قال مستشار وزير الصحة الدكتور طارق مدني ان نسبة احتمال انتقال المرض من انسان الى آخر لا تتجاوز 1 في المئة "وذلك عن طريق الدم او ملامسة السوائل التي يفرزها المريض"، مشدداً على ان المرض لا ينتقل عن طريق أكل اللحم الاحمر المطهو جيداً حتى لو كان لحيوان مصاب، وعلى ان عمليات التجميد لا تقضي على الفيروس الذي يستطيع التكيف مع درجات الحرارة المنخفضة. من جهته توقع مدير الشؤون الصحية في منطقة جازان الدكتور عبدالرحيم عقيل أن تتم السيطرة على فيروس "حمى الوادي المتصدع" خلال أسابيع قليلة مقبلة "بعدما تكتمل المتطلبات الخاصة بالقضاء عليه". وقال ل"الحياة" ان الأمصال التي طلبتها وزارة الصحة السعودية من جنوب أفريقيا ستصل اليوم الاثنين 1.6 مليون مصل حيواني على أن يبدأ اعطاؤها للحيوانات فور تجهيزها. ونفى عقيل أن يكون الفيروس جلب الملاريا الى المنطقة، إذ ان الأخيرة تعد من الأمراض المستوطنة في منطقة جازان وأن نسبتها انخفضت من 48 في المئة قبل عشرين عاماً الى 3 في المئة حالياً. وأشار الى ان فريقاً طبياً متخصصاً من منظمة الصحة العالمية يصل الى المنطقة غداً الثلثاء للتحقق من الأساليب المتبعة لمكافحة المرض قبل ان يقدم توصيات الى وزارة الصحة السعودية. من جهة أخرى أعلنت سفارة جنوب افريقيا في الرياض امس "ان السلطات السعودية طلبت من البروفيسور روبرت سوان بول العالم الاختصاصي الاول في المعهد الوطني للفيروسات وفريقه تقديم المساعدة في مكافحة مرض "حمى الوادي المتصدع" الذي تفشى في المملكة، وان البروفيسور وصل الى المملكة يوم السبت الماضي". الى ذلك، بدأت الحياة اليومية تعود الى طبيعتها في مدينة جازان مع عودة طلاب المدارس اليها يوم أول من أمس، وبعدما اكتملت اجراءات الوقاية من الفيروس فيها. وفي جولة ميدانية ل"الحياة" في المدينة بدا واضحاً ان المعلومات التي وردت عن خلو الشوارع من الناس غير دقيقة، وأن هذا الوصف ينطبق على مدينة العارضة التابعة لجازان التي تعد حالياً مركز الفيروس. وأعلن في مسقط امس ان وفداً عمانياً يضم ممثلين من وزارتي الصحة والزراعة وصل الى صنعاء لمتابعة وباء "الوادي المتصدع" والوقوف على مزيد من المعلومات المتعلقة بهذا الوباء. ويناقش الوفد العماني خلال هذه الزيارة التدابير المتخذة للحد من انتشار الوباء ومحاصرته في أضيق نطاق. واكدت وزارة الصحة العمانية انها على اتصال وتشاور مستمرين مع بقية الدول المجاورة لمتابعة الوضع عن كثب، كما انها على اتصال مع منظمة الصحة العالمية والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي للاطلاع على أي مستجدات قد تطرأ على الوضع الصحي في المنطقة. يذكر ان وزارة الصحة العمانية اكدت خلو السلطنة من هذا الوباء، لكنها أكدت "أهمية التنسيق والتشاور والتعاون بين الجهات المعنية ووضع الاجراءات الاحترازية والاحتياطية المشتركة للحد من تسرب المرض وانتشاره داخل السلطنة" خصوصاً ان عمان ترتبط حدودياً مع الدولتين اللتين أعلنتا وجود هذا الوباء فيهما وهما المملكة العربية السعودية واليمن. كذلك وصل الى صنعاء أ ف ب وفدان من منظمة الصحة العالمية والمركز الفيديرالي الاميركي لمكافحة الأمراض بغية مساعدة السلطات على تطويق مرض "حمى الوادي المتصدع" الذي أدى الى وفاة 28 شخصاً حتى الآن. ونقلت وكالة الانباء اليمنية عن وزير الصحة عبدالله عبدالوالي ناشر ان الوفدين "يحملان المعدات الطبية المطلوبة للفحوصات".