لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قفز سعر العملة الاوروبية الموحدة يورو أمس بعد تدخل مشترك من عدد من المصارف المركزية في الدول الصناعية الكبرى قبل يوم من اجتماع وزراء مال الدول الصناعية السبع في براغ. وقاد البنك المركزي الاوروبي، الذي يتخذ من فرانكفورت في المانيا مقراً له، عملية شراء اليورو، في ما يعتبر اول مرة يقوم بها البنك بالتدخل منذ تأسيسه، وشارك في العملية مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي والمصارف المركزية في كل من بريطانيا وكندا وفرنسا واليابان. وساهم التدخل في ارتفاع سعر اليورو بنسبة خمسة في المئة في الفترة التالية للتدخل. وسجل اليورو في الاسواق الاوروبية بعد التدخل 0.9014 دولار، وتراجع في الفترة التالية من التعامل الى 0.8867 دولار مقابل 0.8529 دولارعند اقفال سوق القطع في لندن أول من أمس. وقال متعاملون ان المصارف المركزية فاجأت الاسواق التي كانت تتوقع اشارة من زعماء الدول الصناعية في شأن اليورو قبل عملية التدخل. وقال نيك بارسونز الاقتصادي في مصرف "كومرسبنك" في لندن: "لقد فاجأ هذا التدخل عدداً كبيراً من المتعاملين"، معتبراً ان ذلك يبرهن ان "لمجموعة الدول السبع نفوذاً على الدوام". ولم يتضح أمس ما إذا كان مجلس الاحتياط الفيديرالي تدخل باسمه الخاص او بصفة عميل للمصرف المركزي الاوروبي فقط. رفض متحدث باسم المصرف المركزي الاوروبي، رداً على سؤال لوكالة "فرانس برس" توضيح المستوى الذي كان عليه سعر صرف العملة الاوروبية الموحدة لحظة تدخل المصارف المركزية الكبرى، واعلن انه لن يصدر اي تفاصيل اخرى في الوقت الحالي. وبررت وزارة الخزانة الاميركية تدخلها بالقول انها "شاطرت السلطات النقدية الاوروبية واليابانية قلقها بالنسبة الى النتائج المحتملة لتقلبات سعر صرف اليورو على الاقتصاد العالمي" واعلن وزير الاقتصاد والمال الفرنسي لوران فابيوس الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، انه يوافق "بصورة كلية" على التدخل المشترك لدعم اليورو. وهذا هو التدخل الاول للمصرف المركزي الاوروبي باسمه الخاص في سوق القطع لدعم العملة الاوروبية الموحدة منذ طرحها والتدخل الاول المشترك في ما بين المصارف المركزية الرئيسية في العالم منذ 15 آب اغسطس عام 9951 عندما تدخل المصرف المركزي الالماني ومجلس الاحتياط الفيديرالي والمركزي الياباني لدعم الدولار. وكانت الاسواق تتوقع منذ اسابيع عدة احتمال تدخل مشترك يرونه بمثابة الدواء الوحيد لاسترداد العملة الاوروبية الموحدة المتراجعة عافيتها. ولكن غالبية المحللين لم تكن تعتبر بالاحرى هذا التدخل محتملا مع اقتراب بدء الانتخابات الرئاسية الاميركية، وهي فترة غير ملائمة كثيراً لمثل هذا النوع من المبادرات.