الناقد والباحث السوري المعروف جان الكسان يعود في هذا الكتاب الى موضوع سبق لكثر من الباحثين ان تناولوه في كتب أو دراسات متفرقة، وبينهم رضا الطيار العراقي الذي كان صاحب أول كتاب في هذا المجال: موضوع العلاقة بين الرواية العربية والسينما. ومن دون أن يدعي الكسان أنه يضيف جديداً كثيراً الى الموضوع من ناحية البحث النظري فيه، نراه يقدم هنا، عبر فصول الكتاب الكثيرة، سرداً لعلاقة الرواية بالسينما على مدى تاريخ الفن السابع، ومنذ زينب حتى تحويل روايات حنا مينه افلاماً سورية. وفي طريقه يمر الكاتب بالأفلام المأخوذة عن روايات نجيب محفوظ ثم طه حسين فإحسان عبدالقدوس ويوسف ادريس ويوسف السباعي، وصولاً الى غسان كنفاني ومينه، قبل ان يتوقف عند "المغرب العربي بين المتن الأدبي والطرح السينمائي" ثم يتناول عدداً من "الافلام المختارة" ذات "التجارب المتباينة". والكسان يحرص في الفصل الأول من كتابه وعنوانه "الرواية العربية والسينما" على ايراد الكثير من الآراء لعدد من النقاد والسينمائيين والصحافيين، متوخياً منها ان تدعم موضوعه وتعطيه عمقه وتنوع النظرة اليه. أما هو نفسه فيرى ان "أغلب الأعمال الأدبية التي نجحت السينما في انتاجها وعرضها تنتمي الى رواية الحركة التي ترتاح الى التعامل معها، أكثر من ارتياحها الى التعامل مع الرواية التحليلية، اذ أن هذا النوع يحضر في سرد أزمة يحارصها الزمن ويعتمد على سلوك شخصياتها الخارجي الظاهر للعيان. ومع ذلك فالفن السينمائي يعتمد أيضاً على ذكاء القارئ وتفاعله مع العمل. فالفن الروائي لا يقول كل شيء، بل ان هناك بين السطور أشياء على القارئ أن يكتشفها، كما ان العناصر المكونة للعمل السينمائي تدع المشاهد، يعتمد على تفاعله للكشف عما لم يقله الشريط، وهذه العملية لا تأتي إلا بعد عشرة طويلة، تخلق الفة بين المتلقي والفيلم، كما خلقت هذه العشرة إلفة بين الرواية والطارئ". "الرواية العربية من الكتاب الى الشاشة" تأليف: جان الكسان منشورات: وزارة الثقافة السورية.