مانيلا - أ ف ب - شن الجيش الفيليبيني امس هجوماً واسع النطاق على جماعة "أبو سياف" التي تحتجز 22 رهينة من بينهم فرنسيان واميركي في جزيرة خولو. واعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن "قلقه وعدم اتفاقه" مع الرئيس الفيليبيني جوزف استرادا. وحمل مانيلا مسؤولية سلامة الرهائن. وسقط في الساعات الأولى من الهجوم الذي استخدم فيه الطيران عشرات الضحايا من المدنيين. وأعلن الرئيس جوزف استرادا في رسالة مسجلة ان العملية التي قررها بعد اشهر من الأزمة وأذيعت بعد بدء الغارات الجوية عند الساعة الواحدة فجر امس الخامسة بتوقيت غرينتش. وقال "بوصفي قائداً للقوات المسلحة، أمرت بتنفيذ عمليات لإنقاذ الرهائن". وأضاف: "اتخذت هذا القرار الصعب وأنا أعي المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها بالنسبة الى الرهائن والجنود". وتابع: "من جهة ثانية، كان واضحاً ان علي ان أتحرك بصورة حاسمة". من جهة اخرى، أعلن مصدر في الاستخبارات رفض الكشف عن هويته في زامبوانغا جزيرة مينداناو مركز العمليات المسلحة ان "عشرات الاشخاص قتلوا على الأرجح". وأفاد أولا سادار اميل 40 عاماً أحد سكان تاليباو في خولو انه أصيب في رأسه وان زوجته قتلت برصاص طائش خلال اشتباك بين القوات الفيليبينية والمتمردين. وأفاد شهود من بلدة مايببونغ ان طفلين أصيبا بجروح اثر انفجار قنبلة ألقتها طائرة فيليبينية قرب منزلهم. وفرضت الحكومة تعتيماً اعلامياً كاملاً على الانباء المتعلقة بالعملية العسكرية في خولو. وأعلن الجنرال مانويل سينغا المتحدث باسم الجيش ان الرئيس اعطاه أمراً بعدم تسريب أي معلومات عن العمليات العسكرية. ووصف استرادا جماعة أبو سياف بأنهم "عناصر مجرمة" حولوا البلاد الى "رهينة" بخطفهم عشرات الأشخاص منذ 23 نيسان ابريل الماضي. ولم يوضح إذا كان الهجوم أسفر عن سقوط ضحايا كما لم يعط معلومات عن وضع الرهائن وهم فرنسيان واميركي وثلاثة ماليزيين و16 فيليبينياً. وأتت الغارات الجوية امس في اعقاب ارسال مئات الجنود الى الجزيرة وعشرات عربات نقل الجنود المدرعة والشاحنات. وأعلن كبير المفاوضين روبرتو افنتخادو انه تحدث هاتفياً مع زعيم جماعة أبو سياف غالب اندانغ المعروف ب"القائد روبوت" لترتيب لقاء بينهما "إلا ان اندانغ كان في حال من الغضب الشديد لأنه بدأ يشعر بالضغوط العسكرية في ذلك القطاع". وأضاف: "نعتقد ان الرهائن كانوا لا يزالون معه" في اشارة الى الصحافيين الفرنسيين جان جاك لوغاريك ورولان مادورا العاملين في محطة "فرانس 2" والماليزيين الثلاثة و16شخصاً من الفيليبيين. وفر مئات الاشخاص من الغارات الجوية ليل الجمعة - السبت، حسب معلومات من السكان. وفي باريس اعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن "قلقه وعدم اتفاقه" مع الرئيس الفيليبيني جوزف استرادا على شن هجوم عسكري محملاً الفيليبينيين مسؤولية سلامة الرهائن. وطلب من وزارة الخارجية استدعاء السفير الفيليبيني للاحتجاج على العملية. ورفضت مانيلا الانتقادات الفرنسية على لسان وزير دفاعها اورلاندو مركادو الذي قال: "من الطبيعي ان يخشى رجال السياسة على مصير ناخبيهم". وأعلن وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس قبل مغادرته مانيلا الى سنغافورة في اطار جولة آسيوية ان واشنطن ليس لها أي دور في العملية التي شنها الجيش الفيليبيني. وقال كوهين "ليس لنا أي دور في ذلك"، مضيفاً: "نأمل، الآن وقد قرروا التحرك، ان ينجحوا في ذلك".