حذرت صحيفة حكومية من احتمال قيام "بعض" المثقفين السوريين بالنيل من "الاستقرار والامن" في البلاد الذي "لا يمكن السماح بتفريطه او المساس به تحت اي يافطة من اليافطات". واشارت الى احتمال وقوع اي صاحب فكر تطويري "من حيث يدري او لا يدري في طاحونة أعداء الوطن". جاء ذلك فيما تشهد سورية نقاشات ل"تطوير العمل السياسي وتفعيله" على خلفية خطاب القسم للرئيس بشار الاسد في 17 تموز يوليو الماضي ودعوته الى "التطوير والتجديد والحوار والرأي والرأي الآخر"، على اساس ان "الرأي والرأي الآخر لا يعني الالغاء ولا نسف ما تحقق بالعرق والجهد والسنوات الطويلة بل تعزيز الايجابيات ومحاصرة السلبيات". وكتب امس تركي صقر رئيس تحرير صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم: "يريد بعضهم ان يفهم تفعيل الحياة السياسية على انه الغاء للواقع القائم ونسفه من جذوره واستبدال صيغ مستوردة به ظاهرها براق ومضمونها يخفي السم الزعاف". يذكر ان النائب رياض سيف نظم مساء اول امس اول ندوة في "منتدى الحوار الوطني" حيث تحدث المثقف انطون المقدسي عن "نشوء وتطور المجتمع المدني وأهميته في بناء الدولة الحديثة"، وقدم لمحة عن نموذجي "المدنية" الاغريقية والاوروبية وصولا الى العربية القائمة على كون "العربي بدوياً وتاجراً بالفطرة يتأرجح بين النظام العشائري والعلاقات الشخصية الامر الذي افادت منه السلطات العربية". واشار الى وجود "نقطة ضعف" اخرى في الدولة العربية هي "تجزئة الدول الحليفة العالم العربي". ودعا المقدسي الدول الكبرى الى رفع ايديها عن الدولة العربية و"الانظمة العربية الى رفع اليد عن الشعوب". واذ قال المقدسي ان "المجتمع المدني ليس حصان طروادة لتهديد الحكم" في اي دولة عربية، كتب الدكتور عماد فوزي شعيبي في مقال ينشر اليوم في صحيفة عربية: "ان بعض النوايا النقدية الحسنة قد تقطع الطريق امام الذين يؤمنون بأن التغيير الاصلاحي الممكن هو الطريق الوحيد امام تقدم المشروع السياسي في سورية، والذهاب الى الأقصى هو أمانة للفكرة على حساب الواقع وهي أمانة غير سياسية لان السياسة فن الممكن".