ذكرت صحيفة تشرين الحكومية أمس الخميس أن المفكر السوري أنطون مقدسي توفي مساء الاربعاء عن واحد وتسعين عاما. وكان مقدسي قد نقل يوم الجمعة الماضي إلى مشفى الطب الجراحي في دمشق بعد هبوط حاد في القلب ووضع في العناية المشددة. ويذكر أن مقدسي ولد في مدينة يبرود على بعد حوالي 90 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة دمشق عام 1914 ولقد نال إجازة في الفلسفة وشهادة الادب الفرنسي من فرنسا جامعة مونبلييهثم إجازة في الحقوق وأخرى في العلوم السياسية من مدرسة الحقوق الفرنسية في بيروت. وعمل في مديرية التأليف والترجمة والنشر في وزارة الثقافة بدمشق منذ عام 1965 وحتى عام 2000. ومنذ ذلك الحين صار بيته في أحد أحياء دمشق مركزا ثقافيا تدور فيه الحوارات والنقاشات الفكرية والاجتماعية والسياسية والثقافية. وكان أستاذا محاضرا في كلية الفلسفة بجامعة دمشق لمادة الفلسفة اليونانية طوال 20 عاما. ولقد عرف عن المفكر الراحل زهده في الشهرة والمال فهو لم يجمع مؤلفاته في كتب، والكتب التي صدرت باسمه طبعت إما بمبادرة من أصدقائه أو من دور النشر الخاصة. ويعتبر مقدسي من أهم الشخصيات العربية العالمة في الشأن الثقافي والفكري والفلسفي حتى أن بعضهم لقبه ب «شيخ المثقفين» السوريين. ونتيجة لمؤلفاته وكتاباته فاز عام 2001 بجائزة الامير كلاوس الهولندية وفي عام 2002 حصل على جائزة وزارة الثقافة السورية وفي بداية تموز/يوليو عام 2003 منحته وزارة الثقافة الفرنسية جائزة «عامل» في حقل الابداع الادبي والفكري من أجل نشر الثقافة في فرنسا والعالم. ولقد وجه في الاونة الاخيرة عبر الصحافة العربية الكثير من الرسائل للمسؤولين السوريين وفي مقدمتهم الرئيس بشار الاسد طرح خلالها آراءه وتصوراته لكيفية بناء المجتمع المدني في سوريا وانتقاداته لبعض المظاهر السلبية في البلاد.