ان تحاشى نائب نقيب الصحافيين العراقيين احمد عبدالمجيد ذكر الشاعر محمود درويش بالاسم، الاّ انه عناه تحديداً في مقالته في صحيفة "الاتحاد" الاسبوعية التي يرأس تحريرها وحملت عنوان "ادانة شاعر" وندد خلالها بما سماه صمت "شاعر القضية" عن معاناة العراقيين خلال عشر سنوات تحت الحصار وموت الاطفال. وفي وصف الشاعر درويش اشار عبدالمجيد: "قبل ربع قرن سالت دموع شاعر عراقي راحل كان يستمع الى قصائد هذا الشاعر العربي في امسية حاشدة اقيمت له في مناسبة زيارته لبغداد. كانت تلك الدموع تعبيراً آخر عن مشاركة العراق قضية الشاعر المذكور التي ما زالت قضيتنا حتى الساعة على رغم انه شخصياً ساهم في اسقاطها من عليائها القومي الى حضيض التسويات الانهزامية في اوسلو وغير اوسلو". وكان الشاعر درويش زار العراق اواسط الثمانينات وشارك في قراءات شعرية تدافع الى حضورها جمهور غفير غالباً ما يملّ خطابية او منبرية بعض الشعراء العرب والعراقيين في مهرجان "المربد". ويتساءل نائب عدي صدام حسين في نقابة الصحافيين العراقيين: "من هو هذا الشاعر الذي خدعنا صوته فتوهمنا انه يكتب للامة وليس لفئة او طائفة او مجموعة او حتى لقطر واحد" ويضيف قائلاً: "هل هذا معقول يا شاعر القضية؟ بعد عشر سنوات من الالام والجراح واختلاط دماء الامهات بحليب اثدائهن الطاهرة، وبعد عشر سنوات من مسيرة قوافل الشهداء الذين قضوا رحمة وبطولة تحت وابل القصف الجوي اليومي الاميركي والبريطاني، لا يهز مشاعرك مشهد هذا الشعب". ومضى الكاتب احمد عبدالمجيد في تنديده ب"شاعر القضية" قائلاً: "يا شاعر المنتديات والمساومات والكلمات الجوفاء والتجارة الخاسرة، لا نامت عيناك ولا كتب قلمك ولا جادت قريحتك بشطر من بيت طالما انكر وجدانك قضية العراق وتعامت نفسك عن رؤية ملحمة شعبه".