بوغوتا - أ ف ب - بدأت الحرب الاهلية في كولومبيا تدق ابواب العاصمة بوغوتا التي شهد محيطها سلسلة من الاعتداءات والمعارك العنيفة بين الجيش والمتمردين منذ اسبوع. وقتل 20 متمردا من القوات المسلحة الثورية الكولومبية ماركسية على الاقل وخمسة جنود خلال مواجهات بين الجيش والمتمردين، دارت منذ اسبوع بالقرب من سان خوان دو سوماباز على بعد 60 كيلومترا جنوب بوغوتا في الدائرة التابعة للعاصمة، حسبما افاد الجنرال اوكليدس فارغاس قائد الفرقة الخامسة في سلاح البر. واضاف ان عمليات الجيش اتاحت "تفكيك مخيمات ضخمة قادرة على استيعاب 300 متمرد" من القوات المسلحة الثورية الكولومبية. ومثل انفجاري السيارة الملغومة الاحد والخميس، تميزت هذه المواجهات بوقوعها على ابواب العاصمة بوغوتا. وتزامن اتساع موجة العنف مع مواصلة السلطة والمتمردين مفاوضات السلام التي اطلقت في 24 تشرين الاول اكتوبر الماضي، في محاولة لوضع حد لحرب اهلية لا تزال متواصلة منذ 36 عاما واوقعت اكثر من 120 الف قتيل منذ 1964، اضافة الى مليوني نازح وحوالى ثلاثة الاف عملية خطف العام الماضي وحده. وفي عطلة نهاية الاسبوع الماضي، قتل 32 شخصا بينهم 23 شرطيا وتسعة مدنيين في هجوم شنه متمردو "القوات المسلحة الثورية في كولومبيا" على منطقة فيجا ديل فويرتي على بعد 620 كلم شمال غربي بوغوتا. وكانت القوات المسلحة الثورية الكولومبية، وهي حركة التمرد الرئيسية في البلاد، تشن في الوقت نفسه سلسلة من الاعتداءات في محيط العاصمة. واسفر انفجار سيارة ملغومة في مدينة جيراردو 120 كلم جنوب بوغوتا صباح الاحد الماضي، عن مقتل شخص واصابة 24 آخرين بجروح. كما ادى انفجار سيارة ملغومة اخرى في مدينة كاشيباي السياحية 40 كلم غرب بوغوتا الخميس، الى سقوط اربعة قتلى و14 جريحا قبل اعلان اختطاف الدراج العالمي اوليفيريو رينكون في اليوم نفسه. وكان الدراج، الذي فاز في احدى مراحل دورة فرنسا الدولية عام 1993، خطف في كانون الثاني يناير الماضي، لعشرة ايام. ثم اختطفته القوات المسلحة الثورية الكولومبية مجددا "بالخطأ" ، حسبما اعلن المتمردون قبل ان يفرجوا عنه في اليوم التالي. وجاءت هذه الهجمات للقوات الثورية الكولومبية في وقت زار وفد من المتمردين طيلة 23 يوما، سبع دول اوروبية السويد والنروج والفاتيكان وايطاليا وسويسرا واسبانيا وفرنسا في شباط فبراير الماضي لدرس انظمتها الاقتصادية والاجتماعية. وتأتي هذه الزيارة بعد القرار الذي اتخذه المتمردون وممثلو الحكومة في 29 كانون الثاني يناير الماضي، بوضع مشروع مجتمع "لا يقوم على نموذج راديكالي" او نيوليبرالي او ماركسي، خلال 18 شهرا.