السؤال الذي ما فتئ مسؤولو مدينة دبي للانترنت يرددونه: اذا كان أكثر من 35 في المئة من الذين يذهبون للعمل في وادي السيليكون السيليكون فالي يأتون من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وشبه القارة الهندية، فما الذي يمنع أن يحولوا اتجاههم الى دبي، وتحديداً مدينة الانترنت فيها؟ ربما كان هذا كلاماً حالماً، لكنه الآن، وعلى الأقل بالنسبة لمسؤولي المدينة، بدأ يتحول واقعاً بعد اكتمال فترة تلقي المشاريع المشاركة في مسابقة أفضل المشاريع المقترحة للتجارة الإلكترونية في منتصف شهر آب اغسطس الجاري. فمن بين أكثر من 1385 مشروعاً مشاركاً، جاء ما يزيد على النصف من الهند ومصر والإمارات فيما توزع الباقون على الدول العربية والأوروبية وأميركا وسنغافورة واستراليا. لكن اللافت هنا، كما يقول وصفي أبو غزالة المسؤول التنفيذي للمسابقة ان أكثر من 25 في المئة من المشاركات جاءت من شبان عرب، في المغترب. ويذكرنا أبو غزالة هنا أن هدف المسابقة الأساس كان اجتذاب الكفايات العربية المهاجرة في مجال تقنية المعلومات. وتعمل المسابقة ضمن اطارها التنفيذي على تعزيز فكرة الحاضنات التقنية، من خلال جمع الأفكار المبدعة والتمويل المستعد معاً. فمدينة دبي للانترنت نفسها ستحتضن ثلاثة الفائزين الأوائل وسيتم الاعلان عنها خلال حفل افتتاح مدينة دبي الانترنت فيما يحتضن شركاؤها عشرة مشاريع اخرى، وتترك للشركات المعنية وأصحاب رؤوس الأموال حرية التعامل مع 12 مشروعاً أخرى، ليكتمل بذلك عقد الخمسة والعشرين مشروعاً التي سيتم اختيارها للمرحلة النهائية. وتشمل هذه العملية تشجيع الشركات العالمية العاملة في مجال احتضان التقنية على افتتاح مشاريع لها في مدينة دبي للانترنت لخدمة المنطقة العربية. وقال أبو غزالة إن المدينة تجري الآن فعلاً محادثات مع عدد من هذه الشركات لغرض افتتاح مكاتبها في دبي. ويقول هشام القزي المسؤول الاداري لمسابقة ان مدينته كانت ايضاً جادة في حماية الأفكار المبدعة التي يتم تقديمها، فجميع العاملين والمحكمين الذين يطلعون على المشاريع المقدمة وقعوا تعهداً قانونياً بعد الافصاح عن أي من هذه المشاريع وإفشاء كنهها، أو التعامل معها من دون موافقة صاحبها. أما موقع الويب الخاص باستقبال الطلبات فكان مزوداً بطبقة مقبس آمنة "SSL" لمنع أي محاولة لاختراقه، قبل أن يتم فصله تماماً عن أي اتصال مباشر بالانترنت بعد الخامس عشر من آب. وقد عكست طبيعة المشاريع المقترحة حجم التنوع في مشروعات التجارة الالكترونية من حيث الخيارات التقنية. فقد تم التركيز على تقنيات بروتوكول التطبيقات اللاسلكية الواب وأنظمة الاتصال المتجددة، والأعمال التجارية المشتركة، وخدمات تأجير التطبيقات والأعمال الموجهة للمستهلكين، وما الى ذلك. ولفت المدير المالي في مدينة دبي للانترنت سعود باعلوي الى ان التجاوب العالمي الذي لقيه المشروع، فمن خلاله تمكنت دبي "من جذب أهم العاملين في مجال الإنترنت حول العالم". Jahmed @ Columnist. Co