شيّع في مقبرة "الصليبخات" غربي مدينة الكويت امس جثمان النائب سامي المنيّس وحضر الجنازة عدد كبير من السياسيين من مختلف التيارات يتقدمهم رئيس مجلس الامة بالنيابة النائب عدنان عبدالصمد، ووزير الدفاع الشيخ سالم الصباح ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر محمد الصباح. وشكّل رحيل المنيّس 68 سنة الذي وافته المنية في القاهرة ليل الاربعاء فراغاً في موقعين سياسيين اولهما مقعده النيابي عن دائرة العديلية والثاني رئاسته للمنبر الديموقراطي الكويتي الذي يمثل التيار الليبرالي المعارض. ويقول قانونيون ان الاعلان رسمياً عن خلو مقعد المنيّس لن يتم قبل التئام مجلس الامة في 23 تشرين الاول اكتوبر المقبل بعد انتهاء اجازته الصيفية، لذا فان الانتخابات التكميلية لاختيار النائب البديل ستتم مع نهاية العام وخلال شهر رمضان على الارجح. وتتركز المنافسة على المقعد الشاغر بين اربعة مرشحين محتملين هم الوزير والنائب السابق احمد الكليب، ومرشح الاسلاميين الدكتور جاسم العُمر الذي جاء في المركز الثالث في الانتخابات الاخيرة، والمرشح عن الطائفة الشيعية يوسف العلي الذي كان منافساً قوياً في الانتخابات، وعضو "المجلس الوطني" السابق حمد التويجري وهو قريب من الحكومة. وخسر الليبراليون برحيل المنيّس رمزاً من رموزهم ومقعداً برلمانياً غالياً ربما يذهب لمصلحة الاسلاميين في الوقت الذي يحتاج فيه الليبراليون لكل صوت من اجل كسب معركة قانون الانتخاب ومنح المرأة الحق السياسي في نهاية العام وكذلك قوانين ومواضيع اخرى هي موضع مواجهة بينهم وبين الاسلاميين. وتعجّل وفاة المنيّس من حاجة المنبر الديموقراطي والتيار الليبرالي عموماً الى بحث موضوع الصف الثاني من القيادات والرموز، خصوصاً ان الرموز التقليدية تتراوح اعمارها بين 65 و85 سنة، ويحتاج التيار الى تجديد دماء وابراز قيادات جديدة، وهو على سبيل المثال لا يملك مرشحاً جاهزاً للاستفادة من قاعدة المنيّس الانتخابية في دائرة العديلية ومن المرجح ان يخسر المنبر هذا المقعد في تلك الدائرة لسنوات طويلة