} خيمت أجواء الحداد في البحرين أمس، والحزن في المنطقة على ضحايا طائرة ال"ارباص" التابعة لشركة "طيران الخليج" والتي سقطت قبالة مطار البحرين مساء الاربعاء. وانتشلت القوات المسلحة البحرينية والأسطول الخامس الأميركي الجثث بعدما تأكد مقتل جميع ركاب الطائرة وعددهم 135، وجميع أفراد الطاقم ثمانية، فيما أمر أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث المأسوي. وبعد معلومات أولية متضاربة اتضح ان الطائرة كانت تحاول في نهاية رحلة من القاهرة الهبوط في مطار البحرين، وفشل قائدها في محاولتين قبل سقوطها في مياه الخليج. وطرحت علامات استفهام حول سبب عدم ارساله اشارة استغاثة الى برج المطار. المنامة، القاهرة، واشنطن، بكين، لندن - أ ف ب، رويترز - أعلن أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في كلمة عبر التلفزيون اذيعت في وقت متقدم ليل الأربعاء - الخميس، الحداد ثلاثة أيام حزناً على ضحايا الطائرة المنكوبة، موضحاً أنه أعطى توجيهات بالتحقيق في الحادث المأسوي الذي أدى الى مقتل جميع ركاب الطائرة وأفراد طاقمها. وأوضح مسؤول في شركة "طيران الخليج" ان الركاب 63 مصرياً و12 سعودياً و34 بحرينياً وسوداني و9 فلسطينيين و6 اماراتيين وكويتي وعماني و3 صينيات وبريطانيان وأميركي واسترالي وكندي. وذكر مصدر قريب الى اجهزة الأمن في مطار القاهرة ان موظفاً ديبلوماسياً أميركياً لم يكن اسمه في لائحة المسافرين كان على متن الطائرة. والقبطان بحريني ويتألف الطاقم من بحريني آخر وبولندي ومصري وهندي وفيليبيني ومغربي وعماني. وانتشل خفر السواحل البحريني والقوات المسلحة البحرينية والبحرية الأميركية جثث الضحايا، فيما أبلغ مدير الدفاع المدني في البحرين عبدالرحمن بن راشد الخليفة التلفزيون البحريني أمس ان المسافرين ال143 على متن ال"ارباص" قضوا جميعاً، مشيراً الى انتشال كل الجثث. وذكر ان طائرة خاصة ستنقل الى البحرين عائلات الضحايا المصريين. في الوقت ذاته أكد مسؤول بارز في وزارة النقل البحرينية العثور على واحد من الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، وقال ان القبطان البحريني "حاول ثلاث مرات الهبوط في مطار البحرين لكن الطائرة هوت في المحاولة الأخيرة على بعد نحو 3 كيلومترات من بداية مدرج الهبوط. وقبل سقوطها لم يرسل أي اشارة استغاثة". ولفت الى أن المطار لم يقفل أمام الملاحة الجوية، وان "طائرة باكستانية فقط حولت الى مطار في دولة مجاورة" لحظة الكارثة. وأعلن ان لجنة تحقيق قررت المنامة تشكيلها ستضم خبراء من شركة "ارباص انداستري" ومن "المكتب الوطني لسلامة النقل" من الولاياتالمتحدة. وفي وقت لاحق أكد مسؤول رفيع المستوى في "طيران الخليج" انتشال الصندوقين الأسودين، ووعد بنشر "الاتصالات بين برج المراقبة وقمرة القيادة في الوقت المناسب". ورأى ان "من المبكر جداً تحديد السبب الأكيد" لتحطم الطائرة، في حين واصلت فرق الانقاذ انتشال حطام الطائرة والاغراض الشخصية للضحايا ال143 للكارثة. وبث التلفزيون البحريني الرسمي صور جوازات سفر وبطاقات هوية تعود الى بعضهم. وتجمع عشرات من أهالي الضحايا البحرينيين أو المقيمين في البلد في فندق قرب المطار، واتخذت اجراءات خاصة بتأبين القتلى البحرينيين، بحسب مدير الدفاع المدني. المحاولة الثالثة الى ذلك، عقد وكيل وزارة النقل لشؤون الطيران المدني البحريني مؤتمراً صحافياً أكد خلاله ان قائد الطائرة المنكوبة فشل في محاولتين للهبوط، وان الطائرة تحطمت بعد عشر دقائق على محاولة الهبوط الأولى. واستطرد ان قائد الطائرة لم يستطع الهبوط عند محاولة الاقتراب الأولى من مطار البحرين وأنه طلب السماح له بالدوران لكنه لم يستطع الهبوط ايضاً في المحاولة الثانية، وفي الثالثة هوت الطائرة الى البحر. وجاء في بيان لشركة "طيران الخليج" ان الطائرة اقتربت بصورة طبيعية من مهبط الطائرات الرقم 12 في مطار البحرين، وحين أصبحت على بعد ميل بحري من لحظة هبوطها وكانت على ارتفاع نحو 600 قدم فوق سطح البحر، بدأت تدور مجدداً مبتعدة عن المطار، وأثناء الدوران اصطدمت بمياه البحر على بعد ميل بحري شمال مطار البحرين. وبعد سبع ساعات على تحطم الطائرة أعلن ناطق باسم "طيران الخليج" انتشال 142 جثة ارسلت الى "مركز استشفائي للتعرف اليها". ونقل التلفزيون البحريني عن مسؤول في الشركة ان الطائرة اصطدمت بسطح المياه قبل وصولها الى مدرج الهبوط بأقل من كيلومترين. وأضاف: "قبل الكارثة، كانت الطائرة على ارتفاع 600 قدم نحو 200 متر وعلى بعد 1.8 كلم من مدرج الهبوط، عندما بدأت بالانحراف قبل أن تصطدم بمياه البحر". لكن مسؤولاً بحرينياً ذكر ليل الأربعاء - الخميس ان "الطائرة هوت في البحر إثر حريق في واحد من محركيها". وبث التلفزيون فجر أمس صوراً لمكان الكارثة، ظهرت فيها سفن ورجال - ضفادع على متن قوارب مطاط وسيارات اسعاف على الشاطئ. وشاركت سفن حربية وطائرات هليكوبتر أميركية في أعمال البحث، بحسب ناطق باسم البحرية الأميركية. واعلن الناطق باسم الأسطول الخامس ان "الحكومة البحرينية تتولى عمليات الانقاذ وطلبت مساعدة البحرية الأميركية وعمليات البحث والانقاذ مستمرة". وأوضح ان الأسطول الأميركي ارسل الى موقع الحادث ثلاث طائرات هليكوبتر وطائرتين طوافتين وقاطرة وعدداً من "القوارب الصغيرة" من حاملة الطائرات "جورج واشنطن". واصدرت القوات المسلحة البحرينية بياناً أفاد ان تسع طائرات هليكوبتر حربية قادت عمليات البحث بمساعدة زوارق انتشلت الجثث وحطام الطائرة. وكانت الحاملة "جورج واشنطن" راسية في المنامة لدى تحطم الطائرة المنكوبة، وأعلن البنتاغون ليل الاربعاء مشاركة البحرية الأميركية في جهود الانقاذ، قبل أن يتأكد مقتل جميع الركاب وافراد الطاقم. وأشار ناطق باسم البنتاغون الى انضمام مدمرتين وسفينة اسناد الى عمليات البحث، مستبعداً وجود عسكريين أميركيين على متن الطائرة، في حين سادت اجواء صدمة في مطار البحرين حيث طغى صراخ أقارب للضحايا. وبين هؤلاء أفراد أسر بكاملها، مثل ستة من الفلسطينيين، ورجل اماراتي وابنه، وزوج وزوجة وابنهما، وأصيب سعودي بحال اغماء في مطار البحرين حين تليت قائمة بأسماء الركاب. 3 صحافيات صينيات وأفادت وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء امس ان الصينيات الثلاث اللواتي قتلن في الحادث يعملن لدى الوكالة وكن عائدات الى بكين بعد زيارة أزواجهن الذين يعملون لدى "شينخوا" في القاهرة. وطلب أزواج الضحايا عدم نشر اسمائهن. وأكد ناطق باسم الخارجية البريطانية ان بريطانيين كانا بين القتلى مشيراً الى محاولة الاتصال بذويهما.