تمردت الفنانة تيسير فهمي على ملامحها الطيبة، لتتحول زوجة مدمرة، وفتاة معقدة نفسياً في معظم أعمالها الفنية. وعرض لها أخيراً مسلسل "المجهول" الذي أدت فيه شخصية شريرة من جديد. "الحياة" ألتقت تيسير فهمي وسألتها عن اتجاهها إلى أدوار الشر واسباب ارتباطها بالعمل التلفزيوني أكثر من السينما. شاركت في غير مسلسل وأديتُ أدواراً شريرة كرهك الجمهور بسببها. هل ترددت قبل تجسيدها؟ - التردد يكون قبل الوقوف أمام الكاميرا، لكنه يزول بعد اقتناعي بالشخصية لأنني لا أقبل أي دور لست مقتنعة به. تحمست للشخصيات الشريرة لأنها كانت جديدة على مشواري الفني، ونماذج موجودة في المجتمع ولا تقبل على أدائها كثيرات من الفنانات. فالبعض قد لا يملك الشجاعة لمواجهتها بانحرافها واخطائها، فيرفع الفنان عنه الإحراج ويكشف عن هذه الجوانب المريضة. هل تعتبرين نفسك ممثلة تلفزيونية؟ - في السابق فضلت التلفزيون على السينما، وحتى المسرح عملت فيه قليلاً جداً لأن الأدوار التلفزيونية التي عرضت عليّ كانت أفضل وأجمل من الأدوار السينمائية. وحتى للمسرح وضع خاص عندي فإذا لم أحسن الاختيار فسأعتبر نفسي كأنني أدمر شخصيتي الفنية. عموماً أنا أكره تسميات وتصنيفات كثيرة يطلقونها على الفن. أنا أولاً وأخيراً ممثلة ولي تجارب في كل ميدان وقد تكون لي أعمال سينمائية متميزة. والممثل الموهوب، إذا نال فرصته ينجح في كل عمل يؤديه، لكن هناك فارقاً بين الممثل والنجم المصنوع في السينما الذي يلمع مدة ثم لا يلبث أن ينطفئ. الممثل عمره طويل ويعطي في أي مجال. صحيح أن تجاربي في السينما لا يتجاوز عددها 15 فيلماً، لكنها كانت ناجحة. ولا بد من أن نتذكر هنا أن فيلم البداية "العوامة 70" حقق نجاحاً كبيراً، ونلنا عنه أنا وأحمد زكي والمخرج والمنتج جوائز. وحصل "التوت والنبوت" على جوائز للقصة والإخراج لنجيب محفوظ ونيازي مصطفى، وكذلك كانت حال "الموعودة" و"الأفندي في الصيف" و"الشيطان يقدم حلاًَ". يقولون إن ملامحك تمثل الفتاة المصرية فماذا يعني ذلك لك؟ - ليس من نموذج موحد للبنت المصرية، ولكن هناك صفات طاغية تختلف باختلاف البيئة التي تنشأ فيها البنت، من حيث المستويين الثقافي والاجتماعي. وهناك صفات عامة تجمع الشعب المصري مثل الأخلاق والطيبة. وأنا ملامحي مصرية، أنتمي إلى اسرة متوسطة من عامة الشعب، وورثت بعض الصفات ثم اكتسبت بعضها من اسرتي المترابطة جداً مثل الالتزام والإخلاص. ما الدور الذي تعتزين بتمثيله؟ - كل دور قدمته اعتز به، فأنا في اختياري الدور، أحاول أن اتلمس نفسي وجيلي. ولكن اعتز جداً بدوري في مسلسلات "رأفت الهجان" و"أبناء ولكن" و"الكعبة المشرفة" و"الحب والضباب" و"غصن الزيتون" و"طيور بلا أجنحة" و"السنين والكهف" و"الوهم والحب" وثلاثية نجيب محفوظ وغيرها. ما جديدك الفني؟ - أقدم الآن شخصية متميزة في المسلسل الجديد "الحسن البصري" من إخراج أحمد توفيق، وبطولة عزت العلايلي. وهو سيعرض في رمضان المقبل. وانتهيت من تصوير مسلسل "الغالب والمغلوب" من إخراج أحمد السبعاوي. كذلك أنا مرشحة الى مسلسل "خيال الظل" أمام كمال أبو رية وماجد المصري ونادين وياسمين، وهو من إخراج يحيى العلمي. وسينمائياً انتهيت من فيلمي "يمين طلاق" مع فيفي عبده، ومن إخراج علي عبدالخالق، و"لا تقتلوا الحب" مع محمود قابيل ومن إخراج يوسف أبو سيف. 15 عاماً من الزواج، كيف استطعت التوفيق بينه وبين الفن؟ - الفن أعطاني أكثر مما أخذ مني. أعطاني حب الناس والحرية في ممارسة الموهبة التي اعشقها. فأنا لا أزال اتعامل معه الى اليوم هوايةً، ما يجعلني مقلة في اختيار أعمالي. زوجي دكتور في الاقتصاد، وهو من النوع المتحضر الذي يحب الفن ويعشقه وأحبني أولاً كإنسانة لا كممثلة، بعدما رأى أعمالي الفنية ولم يحاول الوقوف في طريقي الفني بل كان يشجعني ولا يزال.