حسين فهمي، اسم ارتبط بالالتزام، فهو فنان تربع على عرش السينما المصرية الرومانسية. بدأ مشواره مع السينما مع اولى خطواته في فيلم "نار الشوق"، ثم توالت الاعمال التي اكدت نجوميته، ومنها افلام "خلي بالك من زوزو" و"انتبهو ايها السادة" و"أميرة حبي انا" و"زوجتي والذئب" و"آسفة ارفض الطلاق" و"العار" و"دماء على الثوب الابيض". وقدم من خلال هذه الافلام شخصيات متنوعة وثرية. وقدّم كذلك عدداً قليلاً من المسرحيات اهمها "أهلا يا بكوات" و"مطلوب للتجنيد" و"بداية ونهاية" اثبت من خلالها انه ممثل مسرحي قدير. وجاء تعيينه رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي خلفاً للكاتب الراحل سعد الدين وهبة تكليلاً لمساره الفني وإثراء للمهرجان. "الحياة" التقته وسألته عن المهرجان، وعن رأيه في إعادة تقديم الاعمال الفنية الناجحة، وموقفه من التلفزيون، والاعمال التي يعتز بها، وأهم الجوائز التي حصل عليها، والدور الذي يتمنى أن يقدمه. وهنا نص الحوار: ما الترتيبات التي تتخذها لتطوير مهرجان القاهرة السينمائي؟ - اثناء حضوري فعاليات مهرجان "كان" السينمائي وجهت الدعوة الى عدد كبير من نجوم الفن العالميين لحضور المهرجان، اضافة الى متابعة الافكار الجديدة التي برزت في "كان" لتطبيق بعضها من خلال مهرجاننا هذا العام. وبعد عودتي من مهرجان "كان" بدأت اتصالاتي بوزير الثقافة السيد فاروق حسني لتنسيق قضايا خاصة بالمهرجان ومنها ايجاد مقر جديد له. وما الجديد في ظل رئاستك لهذا المهرجان؟ - اتمنى ان يكرم المهرجان شخصية واحدة، وان تكون جوائزه محددة، لأن زيادة الجوائز تقلل من قيمتها. ويجب ان تقام حفلة تعارف بين فناني مصر وجميع ضيوف المهرجان قبل الافتتاح. ومع حلول القرن ال21 سيكون هناك اهداف جديدة للمهرجان اهمها التقدم بالسينما المصرية نحو العالمية. هناك ايضاً نماذج جديدة من العاملين في الحقل السينمائي ستتم دعوتهم في المهرجان، منهم مهندسو الديكور والصوت والمخرجون، اضافة الى نجوم السينما العالمية. مشاركة اسرائيل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قضية اثيرت مرات عدة، ما موقف رئيس المهرجان الجديد منها؟ - لن اسمح للفن الاسرائيلي بالتسلّل الى المهرجان، وهو المنهج الذي سار عليه من قبل الكاتب الراحل سعد الدين وهبة، وهذا رأيي ايضاً. أي الدول تتمنى ان تشارك هذا العام؟ - اتمنى مشاركة العراق وإيران في مهرجان هذا العام. أين أنت من التلفزيون؟ - انا اعتز بالتلفزيون المصري والعربي وقدمت اعمالاً تلفزيونية عدة منها مسلسلات "الزوجة آخر من يعلم"، "الف ليلة وليلة" و"المال والبنون" وأحدثها مسلسل "هوانم جاردن سيتي" بطولة صفية العمري ومديحة يسري وأحمد ماهر ومحمود قابيل. ومن المنتظر ان يعرض التلفزيون قريباً مسلسل "ام العروسة" تأليف سميرة محسن واخراج احمد صقر وبطولة معالي زايد، عن قصة الفيلم العربي القديم "ام العروسة" بطولة الفنان الراحل عماد حمدي وتحية كاريوكا. هل يعني ذلك انك توافق على إعادة تقديم الاعمال الفنية القديمة الناجحة؟ - أوافق عليها بشرط ان تقدم بعض الاضافات التي تخدم المضمون ولا تخلّ به، مع التطوير في الاحداث الدرامية لتناسب العصر الذي نعيشه وحتى لا يملها المشاهد. فالمشاهد يقبل على مشاهدة هذه الاعمال اذا مست حياته ومشاكله اليومية. لكن المقياس في نجاح إعادتها هو كيفية تقديمها بشكل ورؤية مختلفين وألا تقل في مستواها الفني الذي قدمت به من قبل، وهذه الظاهرة ليست في مصر فقط بل في العالم كله. لماذا رفضت المشاركة في اعمال تلفزيونية ضخمة الانتاج؟ - رفضت تمثيل دور في مسلسل "رد قلبي" لأنني وجدت انه لن يضيف الى رصيدي الفني. ورفضت كذلك دوراً في الفيلم التلفزيوني "فارس ظهر الخيل" لانه كان مطلوباً مني تمثيل شخصية ضابط انكليزي، وقد مثّلت هذا الدور اكثر من مرة وكان احدثها في فيلم "توت عنخ امون"، فأنا احرص على تنويع ادواري ولا أحب تكرارها. لماذ تفضل العمل في التلفزيون بدل السنيما؟ - اعتبر العمل في المسلسلات التلفزيونية بديلاً جيداً عن العمل في السينما في ظل حالتها المتردية، اذ انني اجد في التلفزيون الاعمال الهادفة والجيدة التي تحقق طموحاتي الفنية، وتتناسب واعمالي التي قدمتها من قبل ولا تقل عنها، لذلك فإنني دائما ابحث عن الادوار الجيدة والشخصيات التي لم يتيسر لي تجسيدها على الشاشة الكبيرة. ولماذا إذن لم تعمل بالإخراج السينمائي رغم دراستك الاكاديمية له؟ - درست الإخراج السنيمائي في اميركا فعلاً، ولكنني وجدت انه يحتاج الى تفرغ، ولذلك فمن الصعب ان اجمع حالياً بين التمثيل والإخراج، ومع ذلك فإنني انتظر النص الجيد الذي يدفعني الى الاخراج، فهي تجربة في منتهى الخطورة. ألا تخشى من ان تحرق كثرة عملك في التلفزيون نجوميتك؟ - كثرة الاعمال التلفزيونية قد تحرق نجومية الفنان، لذا عليه الانتقاء وعدم الاكثار من اعماله حتى لا يملّ الجمهور. ولكن قد اتخلى عن هذا المبدأ عندما اجد نصاً وفريق عمل جيدين. وقتها لن استطيع الرفض. ماذا عن المسرح في حياة حسين فهمي؟ - المسرح يأتي في المرتبة الثانية بين اهتماماتي اي بعد السينما. وقدّمت مجموعة من العروض المسرحية التي عرفت نجاحاً جماهيرياً منها "اهلاً يابكوات" و"مطلوب للتجنيد" و"امبراطور عماد الدين" واخيرا "كعب عالي". والمسرح يشبع ما في داخلي، واعتبر نفسي محظوظاً كلما وجدت نصاً جيداً اقدمه. واحدث اعمالي مسرحية "كعب عالي" مع يسرا وقد شهدت نجاحاً كبيراً وانا في انتظار عروض مسرحية ذات مستوى جيد. كيف تختار ادوارك؟ - اختار ادواري اولاً بالاقتناع بالشخصية التي سأمثلها، وأراعي ان يكون الدور جديداً وحتى لو تكرر الشكل مع دور مثلته من قبل. لا بد ان يختلف في المضمون. فقد مثلت من قبل دور ضابط شرطة في فيلم "حكمتك يارب"، ورجل نيابه وقانون في فيلم "العار"، ولكن قدمت الشخصيتين بشكل مختلف تماماً. وحجم الدور هل تضعه في الاعتبار؟ - حجم الدور لا يهمني اطلاقاً، وقد تعلمت ذلك من دراستي في اميركا ولا يهمني ايضاً ترتيب اسمي على الافيشات الاعلانية او البطولة المطلقة، لكن كل ما يهمني تأثير هذه الشخصية في العمل ككل. ما الأعمال التي تعتز بها؟ - كل أعمالي اعتز بها جداً، ولها مكانة كبيرة في قلبي، ولذلك لا أفضل عملاً على آخر، لأنني لم أقدم عملاً وأنا مجبر عليه، ولكنها اختيارات واعتبر نفسي مسؤولاً عنها وراضياً عنها رضاً كاملاً. ازمة السينما المصرية كيف يقيّمها الفنان حسين فهمي؟ - اعتقد ان السبب في تدهور السينما المصرية حالياً ليس الممثل ولا المنتج ولا المخرج، لكن علينا ان نعي اننا اصبحنا في عصر تكنولوجي متطور، ومازلنا نستورد التكنولوجيا، وصعب علينا استيعابها وهذا ما نفتقده حالياً، فعناصر العملية السينمائية تطورت وأصبحت مبهرة كما نرى في الفيلم الاميركي. وللأسف لا يتفهم الكثيرون ان السينما صناعة وليست ثقافة. اماالمُنتَج الذي تراه على الشاشة فهو الذي تعتبره ثقافة. لذلك فلا بد ان تتبع السينما وزارة الصناعة حتى تستطيع الحصول على التسهيلات اللازمة للنهوض بها. وما اهم الجوائز الفنية التي حصلت عليها في حياتك؟ - الحمد لله حصلت على الكثير من الجوائز التي اعتز بها من وزارة الثقافة المصرية، وحصلت على جوائز عن افلام "دمي ودموعي وابتسامتي" و"الاخوة الاعداء" و"الرصاصة لا تزال في جيبي" و"العار" واعتبر جوائز وزارة الثقافة المصرية اشبه بالأوسكار. وأعتز بالتكريمات والمهرجانات الفنية كذلك، فتكريم الفنان في حياته قيمة كبيرة جداً. وماذا عن حياة حسين فهمي الشخصية وهل ينوي الزواج للمرة الثالثة كما يشاع حالياً؟ - لا، فمن يجرّب الزواج مرتين يستحيل ان يخوض التجربة مرة ثالثة. ما الدور الذي تتمنى أن تقدمه؟ - اتمنى تجسيد شخصية الخديوي اسماعيل لأنني اعتبره شخصية غريبة ومؤثرة في تاريخ مصر، كذلك شخصية سعد زغلول وأي شخصية تدخل في صراعات غالباً ما تتسم بالثراء الذي يساعد الممثل على ان يبذل افضل ما عليه.