استغرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد "الحملة التي تشنها وسائل الإعلام العراقية، ويشارك فيها مسؤولون عراقيون ضد موقف الجامعة واتهامها بالتقصير في واجب الوقوف مع الشعب العراقي العظيم، الذي يحتل مكانة رفيعة في قلوبنا، ويشكل ركناً أساسياً في البنيان العربي". وأكد عبدالمجيد في رسالة وجهها إلى وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف، حصلت "الحياة" على نسخة عنها أمس، أن الجامعة تعمل "بكل جهد ونتلمس كل السبل الممكنة لتحريك الجهود الرامية الى وضع حد لمعاناة الشعب العراقي، ورفع الحصار الذي نرى أن أمده طال وتعدى حدوده". ودعا "من منطلق فائدة العراق والمصلحة العربية" إلى "تفادي كل ما من شأنه أن ينعكس سلباً على جهودنا المشتركة لتحسين العلاقات العربية وترميم ما تصدع منها، وتصفية التداعيات والتراكمات التي تعيق انطلاقتها المرجوة". وشدد عبدالمجيد على "أن نتوجه جميعاً نحو المستقبل بروح وإرادة واعية ولغة مسؤولة"، مطالباً ب"تنقية كل الشوائب في العلاقات العربية وإرسائها على قواعد راسخة وسليمة، يسود بين أعضائها الاحترام المتبادل وتراعى فيها مصلحة كل عضو"، وذلك "التزاماً وتطبيقاً لأحكام ميثاق الجامعة ولما تمليه المصلحة العربية العليا من التزام قومي، واعتبارات تهم مصير امتنا وأمنها ومستقبل أجيالها". وكان عبدالمجيد كشف في الرسالة التي بعث بها إلى الصحاف في 14 آب اغسطس اهتمامه بمتابعة كل ما يمس العراق، سواء في ما يتعلق برفع الحظر أو بأمنه المائي وموقفه تجاه محاولات تركيا بناء سدود على نهري دجلة والفرات، أو في ما يتعلق بالقصف الأميركي - البريطاني تحت ذريعة فرض منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه. وأشار عبدالمجيد في الرسالة الى قرارات الجامعة في هذا الشأن ومنها القرار 5837 بتاريخ 18 آذار مارس 1999 وبيان أصدره اثناء زيارته الفاتيكان في 17 كانون الأول ديسمبر 1998، إثر القصف الصاروخي الأميركي - البريطاني على العراق، ورسالتاه الى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بتاريخ 28 أيار مايو 2000، واللتان دعا فيهما الى العمل لوقف الغارات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة وبريطانيا "لخطورتها وما تخلفه من ضحايا أبرياء في صفوف المواطنين العراقيين، والتدمير الواسع للبنية الاساسية، فضلاً عن اعاقة الجهود المبذولة لاستئناف التعاون بين العراق والأمم المتحدة". وأوضح عبدالمجيد في رسالته إلى الصحاف ما جاء في رسالة بعث بها الى الرئيس صدام حسين في 10 تموز يوليو الماضي، لمناسبة العيد الوطني للعراق حيث "أعربت عن حرص الجامعة على المضي قدماً في جهودها لرفع العقوبات المفروضة على الشعب العراقي الأبي، ووضع حد لما يتعرض له العراق من معاناة واستنزاف لموارده الوطنية". وكانت الصحف العراقية نددت أول من امس بما سمته "صمت" الجامعة والدول العربية عن "العدوان اليومي الصارخ وغير المسوغ" ضد العراق.