حرص رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب على تبديد اي انطباع بان اجتماعات اللجنة العليا السورية - الاردنية تجري على حساب علاقة بلاده مع السلطة الفلسطينية، فأكد وقوف الاردن الى جانب الفلسطينيين "لنيل حقوقهم في اقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف" بالتزامن مع دعم حق سورية باستعادة الجولان. وكان اكد اول من امس ان "القضية الفلسطينية جوهر الصراع العربي - الاسرائىلي". واتفقت سورية والاردن على ضرورة استئناف المفاوضات على المسار السوري على اساس الانسحاب الاسرائىلي من الجولان الى ما وراء خطوط 4 حزيران يونيو عام 1967، بعدما اكد البلدان ان السلام "خيار استراتيجي لمواجهة قضايا" الشرق الاوسط. جاء ذلك في بيان مشترك وقعه ابو الراغب ونظيره السوري محمد مصطفى ميرو في ختام اجتماع الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة. وتضمن محضر الاجتماع توقيع عدد من الاتفاقات للتعاون في مجالات النقل والزراعة والسياحة والمياه والمواصلات والنفط، على ان تراجع لجنة فنية مدى تنفيذ هذه الاتفاقات باجتماعات دورية تعقد كل ثلاثة اشهر تنتهي بلقاء للجنة للعليا في آذار مارس المقبل في عمان. وجاء في محضر اللقاء الذي استمر يومين ان البلدين يؤكدان "التزامهما السلام كخيار استراتيجي لمواجهة قضايا المنطقة، وضرورة التوصل الى سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط يستند الى قرارات الشرعية الدولية خصوصا قراري مجلس الامن 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام بما يحقق الانسحاب الاسرائىلي الكامل من جميع الاراضي العربية المحتلة وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمها حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف". وقالت مصادر رسمية ان ميرو وابو الراغب "شددا على ضرورة استئناف المفاوضات على المسار السوري وفق المرجعية المتفق عليها في مدريد على اساس تحقيق الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجولان السوري المحتل الى حدود 4 حزيران". ونقلت عن ميرو قوله: "نقف الى جانب سورية لاستعادة حقوقها مثلما نقف الى جانب الاشقاء الفلسطينيين في سعيهم لنيل حقوقهم المشروعة واقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس". وعن العلاقات الثنائىة، اوضحت المصادر ان المحضر تضمن "التعاون في مجالات التبادل التجاري والترتيبات المصرفية والمعارض والنقل والاتصالات والمياه والري وانشاء سد الوحدة والزراعة والنفط والثروة المعدنية والدراسات والصناعة والكهرباء والتربية والتعليم والثقافة والاعلام". وكان وزراء مختصون وقعوا اتفاقات للتعاون في مجالات الزراعة والنقل والسياحة. وقال ابو الراغب: "ما حققناه هو انجاز لبعض من طموحات قائدينا الكبيرين وشعبنا الواحد في بلدينا الشقيقين"، لافتاً الى ان التعاون بين الطرفين اصبح "هدفاً استراتيجياً ملحاً تقتضيه المصلحة العربية والمصالح المشتركة". في المقابل اوضح ميرو ان "ما يدفعنا الى التكاتف والتعاون هو ان نجعل مواقعنا السياسية والاقتصادية والثقافية اشد مناعة ازاء مخاصر العولمة وازاء ما يهمنا في هذه المنطقة وفي المقدمة مانهتم به هو تحقيق السلام العادل والشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام وانسحاب اسرائىل من الجولان السوري المحتل حتى الرابع من حزيران ومن الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف لان امن المنطقة واستقرارها لا يتحققان الاّ بتحقيق السلام العادل والشامل فيها".